أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - لا بديل لسوريا عن اللامركزية















المزيد.....

لا بديل لسوريا عن اللامركزية


ليلى موسى

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الذي دفع برأس النظام السوري الحاكم إلى هذا الطرح. حيث أن بعد عقد من الزمن يخرج الأسد عن تعنته الذي طالما أصر عليه. وأن المركزية السورية كانت العائق أمام القوى الرأسمالية والإمبريالية واستراتيجياتهم في المنطقة، وأن ما حدث في سوريا نابع من مؤامرة كونية استهدفت أمن واستقرار سوريا لتمرير سياساتهم واستراتيجياتهم في المنطقة، ونهب خيراتها لما تتمتع به سوريا من أهمية جيوستراتيجية.
السؤال الذي يطرح نفسه؛ ما الذي دفع الأسد الأبن بعد عقد من الأزمة السورية، وعقدين من حكمه بطرح نظام الحكم اللامركزي لسوريا المستقبل للخروج من أزمتها أثناء أداء أعضاء الحكومة الجديدة القسم الدستوري. هذا الطرح الذي شكل صدمة مفاجئة بعض الشيء للمراقبين للوضع السوري، كونه جاء بعد فترة وجيزة من خطابه للقسم الدستوري الذي يفتقد إلى أية بادرة توحي بالتغيير.
ما هو شكل النظام اللامركزي الذي يتحدث عنه؟
بالعودة بالإجابة عن السؤال؛ إذ، هناك عدة أسباب دفعت بالأسد الابن إلى طرح مفهوم اللامركزية كنظام حكم للبلاد بعد عقد من الصراع والحرب والأزمة التي تعيشها، هنا سنحاول إدراج بعد العوامل والأسباب التي كانت الدافع من وراء هذا الطرح:
• حالة الاستنكار والاستياء الشعبي والإقليمي والدولي من خطابه الأخير بعد أداء القسم الدستوري وتوليه لفترة رئاسية رابعة، والذي لم يخلو من التعنت والمضي قدماً على ما هو عليه، وتخوين كل ما هو مخالف أو معارض له، وقطع الطريق أمام أي حوار يفضي إلى حلحلة الأزمة السورية.
• تزامنت فترة رئاسته الجديدة، والتي كانت من المفترض أن يبدأ بخطوات نحو الأمام. في وقت خروج حركات احتجاجية من مدينة درعا السورية مهد الحراك الشعبي السوري الثائر على النظام القائم. كانت ضربة قوية للنظام ليجدد الشعب خطابه الرافض له. وأن تخرج المظاهرات والاحتجاجات من درعا لما تملكه من رمزية لتؤكد مرة أخرى أن كل ما يدعيه النظام على أنه انتصار واستعادة للجغرافيا السورية كان سراباً وضرباً من ضروب الخيال، ما لم يترافق ذلك بتغيير جذري وحقيقي ببنية النظام؛ الذي كان أحد الأسباب الرئيسية التي أوصلت البلاد إلى حالة الاستعصاء التي تعيشها الأزمة السورية.
• ربما يكون لتهدئة الشارع كون تشكيلة الحكومة الجديدة لم تأتِ بالجديد، كونها احتفظت باستمرار على نفس الشخصيات في مناصبها باستثناء انضمام عدد بسيط من الأشخاص الجدد إليها. فالحكومة تفتقد بالإساس إلى الشرعية والمصداقية والرفض من قبل غالبية الشعب السوري، وبشكل خاص المعارضة، كونها لم تستجب لمطالب المرحلة.
• وربما ما طرحه تكون حيلة لإنتاج نظامه المنهار، وعدم قدرته على تحمل الأزمات المعاشة، وتكون فرصة لإعادة إنتاج النظام المركزي بصيغة جديدة، وإعطاء انطباع مخادع لبدء خطوات إيجابية.
• لربما تشكل بادرة حسن نيّة، تسهم في كسر عزلته العربية والإقليمية والدولية، التي طالما طلبت منه تغيير سلوكه ونهجه.
• هناك احتمالية كبيرة أن تكون ضمن إطار تفاهم روسي- أمريكي للبدء بحلحلة الأزمة السورية، بالضغط على النظام وتمهيداً للبدء بالمرحلة الانتقالية، تأتي بعد تفاهم وتعاون بينهما على الصعيد الدولي، والذي كللّ بإصدار قرار 2585 من مجلس الأمن بتاريخ 9-تموز بخصوص تمديد مدة تفويض معبر باب الهوى لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
• التطورات التي تسارعت في الآونة الأخيرة في العديد من دول الجوار، ربما دفع النظام إلى إعادة مراجعة سياساته، وأن فقدانه للقاعدة الشعبية والعزلة الدولية والإقليمية سيكون مصيره السقوط، كما حدث لحركة النهضة الإخوانية التونسية.
• ربما يعود السبب إلى حفظ ماء الوجه أمام التحديات التي تواجهه، وعدم مقدرته إلى إعادة سيطرته على مناطق خارج سيطرته.
• التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه سواء أكانت من حيث تدني الوضع المعيشي والخدمي، وظروف جائحة كورونا، وحالة الحصار والعقوبات المفروضة عليه من قبل أمريكا، وحالة عدم الاستقرار الإقليمي التي تشهده المنطقة من صراعات وحروب وقلاقل.
بالرغم من كل ما تم ذكره من الأسباب التي دفعت بالأسد الابن إلى طرح مفهوم اللامركزية لإدارة البلاد؛ يمكننا النظر إليها بإيجابية وجعلها بداية يبنى عليها الكثير، بما يحافظ على البلاد أمام المزيد من الدمار والخراب، وأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، رغم أن الطرح ليس بجديد.
حيث دعت إليها الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا، ومجلس سوريا الديمقراطية مراراً وتكراراً منذ بداية الحراك السوري. وكما شاهدنا العديد من جولات المحادثات بين مسؤولي الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا، ومجلس وسوريا الديمقراطية من جهة، والحكومة المركزية من جهة أخرى، إلا أنها لم تفضِ إلى خطوات ونتائج ملموسة ولم تترجم على أرض الواقع، بسبب عدم جدية النظام في المضي قدماً في هذا الخصوص. ولكن كل ذلك لم يثنِ أبناء الشمال وشرقي سوريا من المطالبة بتطبيقها كونها تجربة معاشة في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والتي حققت استقراراً وأماناً نسبياً مقارنةً مع المناطق السورية الأخرى، وحافظت على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي واكتفاء اقتصادي ذاتي، وتحولت إلى ملاذ آمن لعشرات الآلاف السوريين والعراقيين الفارين من أتون الحرب من المناطق السورية الأخرى.
يمكن للنظام الاستفادة من تجربة الإدارة الذاتية ومكتسباتها. وكسباً للوقت والجهد بتطبيق هذا النموذج في باقي المحافظات عبر إجراء حوار حقيقي ومشاركة واسعة من أطياف المجتمع السوري في العملية السياسية؛ وعدم الاختصار على اللامركزية بمفهومها المحلي الضيق، والذي يقتصر على الجوانب الخدمية وبعض الحقوق الثقافية لبعض المكونات وتهميش الآخر. العملية تتطلب رغبة حقيقية بإحداث التغيير، وترجمة الأقوال إلى أفعال والتعامل مع واقع الأزمة السورية بشكل موضوعي؛ وأخذ جميع المستجدات والتطورات بعين الاعتبار، حينها يمكنا إحداث خطوات ملموسة تخدم الجميع، وتكون بداية لاتفاق سوري- سوري، ودافعاً للمجتمع الدولي والإقليمي لحلحلة الأزمة السورية.وعكس ذلك سنبقى مرهونين للقرارات الخارجية والدولية وربما وليس ببعيد سيبقى الوضع السوري ليس بأفضل حال مما تعانيه دول المنطقة بشكل عام وما حصل في أفغانستان مؤخراً.



#ليلى_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئون السوريون في تركيا نحو المزيد من الاستغلال والاضطهاد
- الإدارة الذاتية سفينة النجاة لإيصال سوريا إلى بر الأمان
- لا للإبادات العثمانية بحق الإيزيديين
- النهضة؛ تساقط آخر أحجار الدومينو الإخواني
- الاستبداد والإرهاب.. وجهان لعملة واحدة
- المقدمات الخاطئة لا تفضي لنتائج صحيحة
- ثورة المرأة: عودة إلى الذات بعد زمن الاغتراب
- المرتزقة حصان طروادة الطغاة
- عفونة ذهنيكم ترهق أرواحنا
- الفقر.. البيئة الحاضنة للتطرف والاستبداد
- ازدواجية المعايير الدولية
- المرأة هي الحياة الحرة
- صراع على المعابر بذرائع إنسانية لتمرير مشاريع سياسية واقتصاد ...
- حفيدات الآلهة الأم يحيين ثورتهن في مناطق شمالي وشرقي سوريا


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - لا بديل لسوريا عن اللامركزية