أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - الإدارة الذاتية سفينة النجاة لإيصال سوريا إلى بر الأمان














المزيد.....

الإدارة الذاتية سفينة النجاة لإيصال سوريا إلى بر الأمان


ليلى موسى

الحوار المتمدن-العدد: 6987 - 2021 / 8 / 13 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت سوريا في الآونة الأخيرة أحداث وتطورات سواء أكانت على المستوى الشعبي أو على مستوى النظام و المعارضة بكافة تنوعاتها وأجنداتها ومشاريعها. منها أداء القسم الدستوري لولاية رئاسية جديد للسيد بشار الأسد، وتلاه خطاباً لا يحمل شيئاً جديداً عن الخطابات التي اعتدنا عليها منذ بداية الحراك الثوري؛ وإعلان تشكيل حكومة لم تكن يوماً محور اهتمام الشعب السوري؛ ولا تملك كفاءات وإمكانيات قادرة على الإتيان بشيء جديد يُخرج البلاد من أزماتها ومشاكلها، التي تعصف بالبلاد. وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة شهدت بعض المناطق السورية احتجاجات وحراك شعبي، أعلنت من خلاله عن رفضها للنظام القائم مطالبةً باللامركزية لإدارة نفسها بنفسها، ولو في مناطق بعينها كدرعا والسويداء، وهو الوضع الذي لا يختلف أيضاً في مدينة إدلب.
أما على صعيد المعارضة المدعومة تركياً، فقد شهدت تعيين رئاسة جديدة للائتلاف وتمثلت بالسيد سالم المسلط؛ والتي كانت أولى إنجازاته لفترة توليه لرئاسة الائتلاف تكريم المدعو أبو عمشة؛ متزعم ما يسمى فصيل " فرقة السلطان سليمان شاه"؛ والمعروف بارتكابه لجرائم العدوان، وجرائم ضد الإنسانية، والإتجار بالممنوعات، وكذلك اللقاء بالمدعو " أبو شقرا"، والذي أُدرج مؤخراً مع فصيل أحرار الشرقية على لائحة العقوبات الأمريكية.
بعد عقد من الصراع والحروب والإرهاب، مازال النظام ماضياً قدماً في استراتيجياته وسياساته التي لم يعتريها أي تغيير، أو أي تعامل مع التطورات والمتغيرات، فسار بنفس النهج والعقلية، كما المعارضة السورية المدعومة تركياً، التي أثبتت بأنها لن تأتِ بشخصية أفضل من " أبو عمشة".
الطرفان بممارساتهما تلك إزاء الأزمة السورية؛ شكلا حالة من اليأس والاستنكار من قبل الغالبية العظمى من الشعب السوري والمجتمع الدولي؛ بل أسهما إلى تفريغ الثورة من مضمونها، وتعميق وتجذير الأزمة أكثر فأكثر.
أمام هذه المعطيات في المشهد السوري وبالتزامن معها شهدنا العديد من التطورات على الصعيد الإقليمي والمتمثل بالإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي بتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن جميع النواب؛ وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي، وتولي السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس وزراء جديد وغيرها من الإجراءات، وتم بذلك إزاحة حركة النهضة الإخوانية بعد عشر سنوات من حكمها وبعد عقد من الثورة التونسية؛ وكل هذا يندرج في إطار إعادة النظر والترتيب لتصحيح مسار الثورة.
الشعب والجيش والرئاسة التونسية لما يتمتعون به من مكانة رمزية على صعيد انطلاقة ثورات ربيع الشعوب بإجراءاتهم الأخيرة؛ أكدوا بأن ما يتم في الشرق الأوسط من اسقاط أنظمة واستبدالها بأنظمة جديدة لا تنم عن دراسة موضوعية وحقيقة وجدية لحاجة وطبيعة المتغيرات التي يحتاجها الشرق للتخلص من أزماته.
وما يحدث في سوريا ليس بالبعيد عما شهدته مصر أيام الإخوان وتونس أيام النهضة من تغيير في الشخصيات والمهام سواء على صعيد الحكومة المركزية أو المعارضة –الائتلاف- المدعومة تركياً.
بالمقابل ما تقدمه المعارضة الوطنية السورية وبشكل خاص كتجربة معاشة على أرض الواقع محققة مكتسبات وانجازات ومحافظة على جوهر وحقيقة الثورة التي انطلق من أجلها الشعب السوري. حيث أن الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا، رغم مما تتعرض له هذه الإدارة من تهديدات وحصار واقصاء من العملية السياسية من قبل العديد من الدول المتدخلة في الأزمة السورية وفي مقدمتهم دولة الاحتلال التركي، إلا أن الإدارة الذاتية تمضي قدماً نحو المزيد من التقدم ونيل الشرعية من المجتمع الدولي. حيث شهدت زيارة لوفدي الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية إلى فرنسا بدعوة رسمية من الرئاسة الفرنسية، كما تم مؤخراً افتتاح ممثلية للإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا في مدينة جنيف السويسرية؛ وزيارة العديد من الدول والحكومات لمناطق شمال وشرق سوريا بشكل علني ورسمي لاستلام رعاياهم من أطفال ونساء عناصر داعش.
فهذه المعارضة وما تملكه من مشروع علماني ديمقراطي لا مركزي؛ تملك الكثير من الفرص لتلبية تطلعات الشعب والخروج من الأزمة السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، وبات انموذجاً لتطبيقه في باقي المحافظات السورية، وهي فرصة للحكومة المركزية بإعادة النظر في سياساتها والانفتاح على هذه المعارضة؛ والعمل معاً لإيصال سوريا إلى بر الأمان؛ وتحرير الأراضي المحتلة والحفاظ على البنية التحتية أمام المزيد من الانهيار للنسيج الاجتماعي؛ وتأسيس سوريا مستقبلية تعددية لا مركزية.
وإن أصر النظام على عقليته حينها سيكون لسوريا مصير ينتظرها ليس بأفضل حال عما يعيشه العراق وأفغانستان. خاصة أن المنطقة مقبلة على تغييرات ورسم خرائط جديدة. وليس ببعيد أن تكون لسوريا فيها حصة الأسد، وفي العديد من المناطق السورية بشكل خاص المحتلة من قبل الاحتلال التركي؛ أو المدارة من قبل ما تسمى حكومة الإنقاذ، المدعومة تركياً، والممولة قطرياً، التي تحولت إلى ملاذ آمن للإرهاب ومدارس تفريخ أجيال يحملون فكر التطرف والإرهاب، وثقافة الكراهية، و لما لذلك من تداعيات على أمن وسلم المنطقة والعالم.



#ليلى_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للإبادات العثمانية بحق الإيزيديين
- النهضة؛ تساقط آخر أحجار الدومينو الإخواني
- الاستبداد والإرهاب.. وجهان لعملة واحدة
- المقدمات الخاطئة لا تفضي لنتائج صحيحة
- ثورة المرأة: عودة إلى الذات بعد زمن الاغتراب
- المرتزقة حصان طروادة الطغاة
- عفونة ذهنيكم ترهق أرواحنا
- الفقر.. البيئة الحاضنة للتطرف والاستبداد
- ازدواجية المعايير الدولية
- المرأة هي الحياة الحرة
- صراع على المعابر بذرائع إنسانية لتمرير مشاريع سياسية واقتصاد ...
- حفيدات الآلهة الأم يحيين ثورتهن في مناطق شمالي وشرقي سوريا


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - الإدارة الذاتية سفينة النجاة لإيصال سوريا إلى بر الأمان