أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الإنهاك النفسي وأمراض الحضارة














المزيد.....

الإنهاك النفسي وأمراض الحضارة


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 7027 - 2021 / 9 / 22 - 02:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكثير منا ينتابه الخوف من الفشل وعدم القدرة على كفاية معيشته اليومية في عالمنا اليوم، عالم التحضر وعالم التكنولوجيا، عالم البحث عن شهادة عليا، وأعلى من الشهادة الجامعية ربما الماجستير والدكتوراه، والاسراع في التخصص في مجال الطب بكل فروعه، وحتى ممن أمتهن العسكرية وأصبحت حرفته يرغب في أن يصبح من ملازم إلى عقيد بأسرع وقت متاح بلا خبرة أو تدرج وظيفي، أنه عالم مستعجل في شق عباب السنين والشهور، عجلة ليس لها مثيل أو مقارنة في العالم الخارجي، أقصد في بلدان العالم الاخرى المتقدم، حيث عرف عن التأني في الحصول على الشهادة وكسب الخبرة، والتريث في التواصل مع المستجدات، إلا إننا في هذه البقعة من بقاع العالم شعارنا العجلة ثم العجلة، وإلا فاتك قطار العمر، هذا العصر عصر عجيب يتحقق فيه أعظم تقدم وتكنولوجيا وفيه يظهر أعلى درجات العجلة، تنافس من أجل الحصول على مكان في هذا الزمن حتى وإن سبب القهر للآخر، عصرنا هذا عصر تجتمع فيه المتناقضات على نحو فاق جميع ما سبق من عصور، عصر يشهد التناقض في القيم، الدين والسياسة معًا في تسابق مع الحياة، وكلاهما يبحثان عن مصالحهما في تحقيق أهدافهما، ووقودهما إنسان اليوم في عالمنا العربي والعالم الثالث.
إن أزمة اليوم هي أزمة وجود إنساني أزمة اثبات لمن يحقق الوصول مهما كانت النتائج وما يدفعه الفرد في هذا الصراع غير المنتهي.
ان الفرد منا يستمر في معاناته مع الصراعات الداخلية في الوصول لاهدافه، علمًا انها أكثر خطورة لأنها غير مرئية هذه الصراعات، ولكنه دخل في دوامة المنافسه في كل مجالات الحياة، وبدأها من نفسه، ومع نفسه، ويعتقد ان الحياة باتت حلبة صراع تبدأ من الصباح ولا تنتهي إلا في ساعة متأخرة من اليوم، يقول علماء النفس أن الشخص الذي يعيش في دوامة الصراع المحتدم من أجل تحقيق أهدافه البسيطة والكبيرة لابد من أن يعاني من الصراع مع الآخرين والصراع الداخلي، فهو خائف نفسيًا، وخائف في وجوده، خائف على كيانه الذي يرتبط بمستقبله، يستدعي المكبوتات التي خزنها في لاشعوره، واستدعاها من خلال أنواع كبته، هذه الآلية صحيحه بالنسبة إلى كل الآلام السيكولوجية أيا كانت، صراع الحصول على الرزق اليومي، صراع المنافسة على الشهادة، صراع الحفاظ على وجوده وعودته سالمًا لأسرته بلا اثار جسدية، أو الالام في الركبة أو المفاصل، أو الظهر، أو في احشائه الداخلية التي لا يدرك خطورتها إلا بعد أن يضع نفسه على السرير ويتمدد على الفراش، حينها تبدأ المعدة بالآنين، أو ارتفاع نبضات القلب، أو الزيادة في ارتفاع ضغط الدم، فضلا عن استخدام مفرط في لفائف السيكاير بأنواعها واستخدام الشاي بشكل شره ومفرط.
تؤكد لنا أدبيات العمل النفسي والخبرة فيه يحدث الارهاق عندما يصرف الإنسان من طاقته ما يتجاوز إمكاناته، فالاستعمال المفرط لأي عضو من اعضاء الجسم، كالدماغ مثلًا يعني إنقاص قدرته، مثله في ذلك مثل السيارة على وجه الدقة. حيث يؤدي بالنتيجة إلى بدء العطل فيه، وكذلك المفاصل التي تغدر بصاحبها، أو القدمين التي لا تعين صاحبها على الوقوف وغيرها. يصاحب ذلك وبشدة الجوانب النفسية التي تربك صاحبها، وابرز علامتها عدم القدرة على التركيز، والنسيان وبالاخص نسيان الاسماء والاشياء، رغم أن الفرد لم يبلغ بعد من عمره العقد الرابع ، أو الخامس.
ان الحاجة تدفع الإنسان إلى أن يغامر ويخاطر من أجل تحقيق هذه الحاجة وإشباعها، أعني الرغبة الإنسانية وهذه الرغبة تكمن خلفها دوافع لا حصر لها ويقول الاستاذ الدكتور" فرج أحمد فرج" رحمه الله ان رغبة الإنسان في أن يصير موضع رغبة الآخر .. لذلك فالعلاقة بموضوع الحاجة هي في جوهرها علاقة إفناء، فإنسان اليوم يفنيه الإجهاد والضغوط بانواعها والازمات بمختلف أشكالها ويواجه الصدمات حتى يقتله الإعياء النفسي والارهاق والانهاك، أو يستمر في تحقيق رغبته فالجائع يستهلك صحن طعامه وينصرف عنه، او عما بقي فيه من طعام إذا ما أصاب شبعًا، وعندما يتحقق للجائع الشبع الكامل نراه ينصرف عن الطعام وينصرف عن التفكير فيه والإنشغال بموضوعات اخرى من أمور الحياة.. وهكذا يبقى السعي مستمرا في البحث عن الاشباع من أمور الدنيا والحياة، أنه إيقاع دوري يتصاعد ويتفجر وينطفئ ولا يوقفه إلا حالة الاعياء النفسي والانهاك المرضي.
يبدأ الأضطراب النفسي " العصاب" بالظهور ويكون العامل العصابي التكويني المسبق الذي يفسر بأن فردًا ما يكون أكثر عرضة من فرد آخر تجاه حدث واحد كما يقول البروفيسور "عدنان حب الله" ويؤكد رؤية "سيجموند فرويد" بان ظهور عصاب ما "مرض نفسي" إنما يعزى إلى تداخل عاملين: الاول صدمي والآخر تكويني، فإذا اجتمعا معًا يزعزعان إذا ما تعديا شغف الاحتمال لدى الفرد ويوقعانه في المرض النفسي وهكذا يكون مدخل الإنهاك النفسي هو المدخل لاختلال الصحة الجسدية والنفسية، وهو من اضطرابات الحضارة الجديدة.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع اليمني بين تاثير الحروب العقائدية والسياسية وآثارهما ...
- الخوف والتفكير فيه يقودان إلى الموت
- فلسفة التدين والسلوك اليومي؟؟!!
- رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
- الاختلالات النفسية الناجمة عن مقترح تعديل المادة 57
- حينما ينخر التفكير حالتنا النفسية
- من مآسي الرغبات
- العلامة الاستاذ الدكتور حسين عبد القادر اسطورة معرفية
- التعايش مع الموت من أجل الحياة
- عالم يئن .. بين عالم ينهار وعالم يتكون
- الاعلام وتمزيق القيم
- شخصياتنا تحدد أسلوب تفكيرنا
- البناء النفسي والفكري للإنسان كيف يتكون؟
- التفكر والتحسب في الشخصية
- فن مواجهة أزمات الحياة .. فن العيش
- أزمة المثقف في العالم الثالث أزمة وجود
- شخصياتنا في مواجهة الأزمات
- الحياة والموت رؤية نفسية إجتماعية فلسفية
- العالم بين العُصاب والإغتراب
- محنة -فايروس الكورونا-ِ بين تأثير إيحاءالإعلام ووساوس الناس


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الإنهاك النفسي وأمراض الحضارة