أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - لكل ميت رومانسيته














المزيد.....

لكل ميت رومانسيته


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 10:58
المحور: الادب والفن
    


سأظهر عدم انتباهي لك وعليك أن تستغل الفرصة جيدا وتدخل إلى حجرتها .. أعدك بأنني سأثبت عينيّ عكس اتجاه خطواتك وأفكر في أشياء أخرى .. كأن العثور على الأحبة الضروريين لقبول الحياة ليس أسهل ما تفعله الحياة من أجلنا ، وأن العثور على من يعتبروننا أحبة ليس احتمالا نعرف تماما أن فرصته ممكنة طوال الوقت بحيث بمقدورنا دائما قضاء الزمن الفاصل بين الانتظار وبين العثور عليهم في التفاؤل وتخيل وجودهم معنا .. نحن الذين عندما نصبح أحبة حقيقيين سنتجنب تلقائيا وبثبات محسوم التحدث عن الصدفة والمتاح لنعطي أرواحنا فرصة اعتلاء العالم وتوسيع شرج الموت بخنصر القدم .. هكذا .. نحن متأكدون من صلاحيتنا كأدلة غير قابلة للنقاش على تحقق الاستثناء .. الاستثناء المكلف من غيب مقدس بإنتاج حالة فردوسية نحن منذورون لنصبح أبطالها .. حالة منكمشة ومنطوية على نشوة خاصة من الخلاص السري الذي سيجعلنا نتهكم على الأحبة السابقين الفاشلين لسوء الحظ أو لأسباب أخرى تتعلق بفسادهم الشخصي في أن يكونوا مثلنا .
اذهب إلى حجرتها ولن أمنعك .. لكن سريعا قبل أن أتذكر أن الجيران في المبنى وفي النوافذ المحيطة والمجاورة يعرفون جيدا أن لديها أحبالا صوتية قوية جدا وأنني أحقر مخلوق على وجه الأرض .. قبل أن أتذكر أنني لأول مرة صرخت في الشارع متصنعا البكاء كي أقنعها بالبقاء في حياتي .. أعدك بالوقوف حائلا بين الوعي وبينك لمنعه من اتخاذ ردود أفعال عدائية معلنة لتلك اللحظة .. كأن أعمل حارسا لزنزانة مؤقتة تحوي جميع الأصوات الاستنكارية الوارد جدا تدفقها من الفم وكافة الابتسامات المرتعشة والهازئة المصحوبة باهتزازات غير مصدقة للرأس .. صدقني .. سأمنع الذهول على قدر ما أستطيع من الاشتباك مع ما ستفعله الآن .. اذهب إلى حجرتها دون حاجة لتذكر أن ما ستقوم به ليست له علاقة بالمخزون الهائل من قدرتي على التسامح ولا للاقتناع بأن طاقة الأذى لم يتم تخصيصها في شيطان واحد وأنها موزعة بطريقة عادلة على جميع الملائكة الذين يحملون أسمائنا ويعيشون في بيوتنا ويموتون لنفس أسباب موتنا .. فقط .. هي ارتجافتك المدربة على رد الأشياء إلى أصولها .. على إرجاع مبررات القتل إلى مصادرها الأولية .. اذهب إلى حجرتها الآن .. كأن وجودها في حياتك أو عدم وجودها يتساويان للمرة الأولى والأخيرة بطريقة مختلفة .. كأن وجودها وعدم وجودها لا يحملان نفس درجة الاختلاف بين الانتحار بوسيلة مجربة وبين الانتحار الذي يشترط العمى أولا .. ادخل إلى حجرتها ، وقبّلها في خدها قبلة واحدة .. قبلة واحدة فقط .. في خدها .




#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( قانا ) .. مثلا
- الحقيقة والدين / .. ردا على مقال د. كامل النجار - في طبيعة ا ...
- مُستعمَل / .. للشاعرة الأمريكية : سارا أكاسيا
- أكثر من طريق إلى مدافن الأسرة
- مشكلات صغيرة في فهم العالم
- أرواح الغرقى
- وحيد / .. للشاعر الأمريكي : ديفيد ليفينجستون
- الحبل السُري
- في طي الكتمان
- تكره الانتظار بجوار النافذة
- الأحوال الجوية السيئة تمنع وصول المساعدات لضحايا الزلزال
- لا أعرف أحدا هنا
- الحاوي العجوز
- بقدرة أعمى على فهم لغة الإشارة
- الشقيقتان
- سريعا كمحترم لضيق الوقت يسترجع التاريخ النضالي لخصية
- نيرفانا التي خانتني
- الفراغ الثابت في العلاقة بين الذات والموضوع
- رجل طيب يدعى مندل
- الكتابة التي تثمر ولا تغني من جوع


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - لكل ميت رومانسيته