أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - السيد درويش البحر .. اسرار وعنفوان وطزاجة وخلود - البحر-















المزيد.....

السيد درويش البحر .. اسرار وعنفوان وطزاجة وخلود - البحر-


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 01:19
المحور: الادب والفن
    


السيد درويش البحر ... أسرار وعنفوان وطزاجة وخلود مثل البحر
-------------------------------------------------------------------
انما أعيش ، لأكون " وفية " ، قدر ما تسمح طاقتى ، لكل منْ منحنى
الراحة ، والسعادة ، والشجن اللذيذ ، والتناغم الممتع مع ذاتى .
وهو رجل ، فنان ، استثنائى الموهبة ، منحنى الكثير من لحظات السعادة ،
والفن المبدع ، الذى يسكن وجدانى ، ويؤنس العالم الموحش ، ويروى الزمن
الصحراوى الجاف .
هو " السيد درويش البحر " 17 مارس 1892 – 15 سبتمبر 1923 ، والذى تمر ذكرى رحيله ال 98 ، هذا الأسبوع .
هذا الشاب الإسكندرانى، الثورى، الطموح، المعجون بالموسيقى، تتدفق من كل مكان فى جسده.. موهبة استثنائية، مصنوعة من ذهب ، تتساقط منه ، نغمات وايقاعات ، أينما ذهب .
اسمه " السيد درويش البحر " وعند «البحر»، كان مولده. وهو فعلا، ابن البحر الوفى، الذى أخذ من الأمواج أسرارها ، وعنفوانها، وطزاجتها، ومن اللون الأزرق ، سحر الشجن .
أحدث ثورة، فى الموسيقى العربية الراكدة النائمة ، شكلا ومضمونا .
لم يخاصم التطريب، والارتجال، والزخارف، التى كانت سائدة فى عصره . لكنه التزم بالتعبير البسيط ، عن اللحن ، لأنه رأى أن الغِناء من حق الجميع .
قلب المسرح الغنائى رأسا على عقب ، وجدد فى جميع ألوان وقوالب
الغِناء .
امتزجت ألحانه بالروح الوطنية المتمردة على الاحتلال الا نجليزى ، وأول منْ دعا المرأة إلى النهوض، وترك الخضوع والاستسلام على أنغام الموسيقى ، أغنيات مثل " ده وقتك ده يومك يا بنت اليوم " ، " بنت مصر " ، " على الستات يا سلام سلم " ، " جوزى اتجوز عليا وأنا لسه الحِنا فى ايديا " ، وغنى للفلاحة المصرية " طلعت يا محلا نورها " .
حملت موسيقاه أصوات كل الفئات والشرائح، والطوائف.. فغنى للبياعين ،
والعربجية ، والبوابين ، والسُياس ، والجرسونات ، السقايين ، والموظفين ،
والمراكبية ، والصعايدة ، والرشايدة .
أدخل الموشحات والموسيقى الكنسية فى نسيج اللحن.. عشق الموسيقى الإيطالية، خاصة الأوبرا.. وكان أول منْ استخدم آلات الأوركسترا الغربية فى الموسيقى العربية.. خلع الجبة والقفطان، ليصبح الشيخ المودرن، المزروع فى التربة المصرية، والعصرى فى رؤيته وأمنياته .
السيد درويش، بحق، أستاذ كل الأجيال المتلاحقة. لقد زرع حديقة واسعة، تنبت فيها مختلف أنواع الورود والأزهار، وليحظى بعبيرها كل واحد، حسب موهبته، وطاقته .
وحينما سألوه عن غزارة ألحانه، وتمكنه من جميع أشكال الغِناء ، قال: أقدر كمان ألحن الجورنال ". "
إن محمد عبدالوهاب ١٣ مارس ١٩٠٢ – ٤ مايو ١٩٩١، نفسه الذى نعتبره فخر موسيقانا العربية، وموسيقار الأجيال ، يعترف بكل بساطة، وتواضع : " أنا درويشى حتى العظم ".
وفى حوار له ، قال نجيب الريحانى : " عندما استمعت أول مرة الى سيد درويش أدركت أنه شئ جديد تماما على الأذن الموسيقية العربية ".
اعتزم السيد درويش، السفر إلى إيطاليا، ليتقن أصول التلحين للمسرح الغنائى. وفعلا استطاع أن يجمع مبلغا من المال، مقابل بيع نصيبه ، فى بيته بجزيرة بدران .
ذهب عند أخته ليقيم فى الإسكندرية. وكان مشغولا فى إنهاء تلحين نشيد وطنى لطالبات المدارس، احتفالا بعودة سعد زغلول 1 يوليو 1859 – 23 أغسطس 1927 ، من المنفى، يقول : " مصرنا وطننا سعدها أملنا ".
وفعلا، عاد سعد زغلول من المنفى، وغنت له الطالبات نشيد الاستقبال. وفى وسط المشاعر الوطنية المتأججة، لم يكترث أحد من المارة ، بجنازة يمشى فيها أربعة أشخاص فقط. وكانت جنازة السيد درويش .
وحتى اليوم، لا يزال موت السيد درويش، فى ١٥ سبتمبر ١٩٢٣، وهو فى عمر ٣١، لغزا يثير الغموض .
كان التفسير الرسمى لموته ، هو سكتة قلبية، نتيجة جرعة زائدة من المخدرات. والتفسير الثانى، هو اغتياله بالسم، لانخراطه فى الحركة الوطنية، وأغنياته الثورية التى يرددها الناس فى كل شبر فى مصر . بعد كل أغنية وطنية ، يلحنها ، محرضة الشعب المصرى على اليقظة والتمرد ، كانت سلطات الاحتلال الانجليزى ، تأمر باحضاره والتحقيق معه . وفى كل مرة يرد مرفوع الرأس :
" أنا مصرى حر أغنى ما أريد ، وكل الشعب يغنى معى .. لا تستطيعون منع الملايين من الغِناء ".
تطالب عائلته وبعض الباحثين، والمؤرخين، بإعادة ملف التحقيق ، وتحليل جثته ، باستخدام تقنية الحمض النووى، للتأكد من سبب الوفاة .
من أغنياته الوطنية : " مدد مدد شدى حيلك يا بلد " .. " عشان ما نعلا
ونعلا لازم نطاطى نطاطى " .. " فليعش وطننا وحدته أملنا " .. " شد الحزام " ،
" يا مصر يحميكى لأهلك " ، " يا بلح زغلول " .. " البحر بيضحك " ، " يا عزيز عينى " ، " مصطفاكى بزياداكى " .
أغنياته كلها تحرك القلوب، والعقول. وهذا من دلائل النبوغ. لكننى أحب جدا أنا هويت وانتهيت ".. " والله تستاهل يا قلبى " .. " ضيعت مستقبل حياتى " .."
" شد الحزام على وسطك " .. " سالمة يا سلامة " ... " القلل القِناوى " ..
ده وقتك ده يومك يا بنت اليوم " .. " قوم يا مصرى " .. " أنا المصرى " ..
" على قد الليل ما يطول " .. " خفيف الروح " .. " محسوبكوا انداس " ،
" منيتى عزً اصطبارى " .. " الشيطان " ، التى تعد أقصر أغنية فى تاريخ الموسيقى العربية .
أما أغنية " أهو ده اللى صار" ، فإننى لا أسمعها إلا ويرتعش جسدى. واللحن الساحر " زورونى كل سنة مرة " ، يحولنى إلى كتلة من البكاء، والشجن . وبعد رحيل أمى " نوال " منذ سنة أشهر ، أصبحت أتجنب الاستماع اليه ، حتى لا أروح فى غيبوبة ، ربما لا أفيق منها .
ولا نغفل نشيد" بلادى بلادى " ، موسيقى السلام الوطنى. حينما أرى الناس يقفون إجلالا لنشيد الوطن، أعتقد أنهم فى اللحظة نفسها، يقفون إجلالا، لسيد درويش، صانع اللحن الوطنى لمصر . وفى هذا عزاء، له ألف دلالة .
فى ١٥ سبتمبر، من كل عام ، أحتفل وحدى بالشيخ السيد درويش البحر، بسماع أغنياته ، وأقول له: " يا سيد درويش البحر، لا تحزن.. لا كرامة لنبى فى وطنه.. وأنت باق خالد ، بالضبط مثل البحر ".
-----------------------------------------------------------------------






#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر والمحتل الأجنبى وسُلطات الذكور
- السنبلة الممتلئة بالقمح
- القٌبلة اختصار
- هيا يا مصر افعليها ولا تخافى خفافيش الليل وخفافيش النهار
- عقليات وأخلاق بعض أصحاب التعليقات على الكُتاب والكاتبات
- أربع قصائد
- كلمات الرئيس السيسى عن اعادة التفكير فى المعتقد الدينى
- قصة حب ترقص على ايقاعات المستحيل
- أسلمة أوروبا وخدعة فصل الدين عن الدولة
- قصيدة ما أحتاج اليه
- تدوس على الخطوط الحمراء ولا تشرب من كوكتيلات الترقيع
- السيطرة على - ألم البشر والسيطرة على - حرية - البشر
- قصيدة نختبئ تحت الغطاء
- ثلاث قصائد
- - أسلمة - الموجة الحارة بضاعة فاسدة قاربت على الافلاس
- أديب يكتب لنا من تحت التراب
- 3 أغسطس ... ميلاد رجل يفرحنى
- نقد الاجماع المتواتر للفكر العلمانى
- امرأتان
- التوأم الفاسد


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - السيد درويش البحر .. اسرار وعنفوان وطزاجة وخلود - البحر-