أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - شويكه سيدة الحكايات – الجزء الثالث الاصول والمنابت














المزيد.....

شويكه سيدة الحكايات – الجزء الثالث الاصول والمنابت


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 7016 - 2021 / 9 / 11 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


شويكه سيدة الحكايات – الجزء الثالث
الاصول والمنابت
البيوت في حارات شويكه وأزقتها وطرقاتها، كانت مكتظة بالأفراد والعائلات وبالحمايل. يختلف أهل شويكه والمؤرخون والمهتمون بالأنساب، حول أصول تلك الحمايل والعائلات. ولكن، ومهما قيل في هذا الموضوع او قد يقال، فإن من المؤكد أن بعض الاصول فيهم، تعود إلى أقدم الحقب التاريخية.
ومن المؤكد أيضا، انهم خليط من اصول ومنابت شتى، تعود اصول بعضهم إلى القبائل العربية، التي جاءت مع الفتوحات الاسلامية. ويظن أن آخرين ينتمون إلى المصريين والأتراك وغيرهم، ممن قدموا لفلسطين أو حكموها، أو الذين جاؤوا ضمن حملة إبراهيم باشا، لضم بلاد الشام إلى مصر إبان الحكم العثماني. وبعض آخر جاء من العراق او سوريا او من مصر برفقة حملة صلاح الدين الأيوبي لتحرير بيت المقدس. تما كما حصل مع أهلي آل أيوب.
وتلك حكاية تستحق أن تروى هنا للإفادة. إحتل الفرنجة القدس عام 1099، تعالت الاصوات لتحريرها، كانت البداية من عماد الدين زنكي، وأكمل مشوار التحرير صلاح الدين الايوبي، الذي تجلَّت مقدرته الحربية، في ايمانه بأن الطريق لاسترداد بيت المقدس من محتليها، عنوة وبحد السيف، لا بد لها أن تمر عبر القاهرة ودمشق. فأسس خطته العسكرية على جبهة موحدة تضمُّ فيالق عراقية وسورية ومصرية، تنازل الفرنجة في عقر دورهم. فهكذا فعل في معركة حطِّين الحاسمة ومدن السَّاحل الشامي ، قبل أن يطهربيت المقدس في 29/9/1187.
آجداد آل أيوب في شويكه، هم من قرية كفرأيوب في محافظة الشرقية في مصر، كانوا ممن إنخرطوا في الفيلق المصري الذي أسسه صلاح الدين في مصر، وقاده الى فلسطين.
إستقروا بداية في منطقتي مجدل الصادق والفالوجه في جنوب فلسطين. ومن ثم انتقل بعضهم للإقامة في قرية شويكه، وبعضهم في حيفا. وبعد نكبة 1948، عاد من كان منهم مقيما في حيفا الى شويكه، وأقاموا في الحارة الغربية منها. وبالطبع، كان لأجدادنا شرف مشاركة صلاح الدين في انتصار حطين وفي استرداد بيت المقدس من الفرنجة.
المشهد الاجتماعي
كانت بيوت شويكه متجاورة، وأحياؤها دافئة. الحياة فيها بسيطة رَضِيَّةً، ليس لسهولة العيش أو لرغده، بل لوجود الترابط والتكافل الاجتماعي الطبيعي. كان التعاون والتعاطف بين الناس طبعيا، يساعدون بعضهم البعض. يتشاركون ويتضامنون ويتساندون في الأفراح والأتراح. ولوجود المحبة والصدق والمعاملة الحسنة، كان كل ما نعلمه، هو أننا أهل وأقارب وجيران مسكونين بحب لا حدود له، لكل ذي صلة رحم أو قربى دمٍ او نسب أو جيرة.
كل الناس بتشتغل، بلا بطالة. عاملنا وخبازنا والكندرجي والحداد والنجار والبناء واللحام، كان منا فينا. كان الحكي رزين بلا تفاهة ولا مسخرة. وبشكل عام، لم نكن نعرف الأمراض إلا السارية منها، التي كانت تصيب جل أعضاء المجتمع، كالسل والملاريا والكوليرا والحصبه وابو خانوق وشلل الاطفال، قبل القضاء عليها لاحقا.
كانت ألبستنا مخيطة من اقمشة، من قبل خياطين وخياطات، على ماكينات سنجر يدوية او تطريز يدوي. وفي العادة كانت احذيتنا اكبر بنمرة كي نلبسها عامين متتالين، بعد تركيب حذوة معدنية في كعبها لتعمر اطول، ويتم ترميمها اكثر من مرة. كان للمداس عدة أسماء وفق شكله ووظيفته، منها: مَشّاية، كُندرة، جزمة، بُسطار، صندل، قبقاب، صرماية، بوط، بَبوج، شحاطه، شبشب زنّوبة.
وكانت المضافات في شويكه،محدودة العدد. أذكر منها مضافة دار الخواجا ومضافة الحج محمود الخليل، ومضافة الراجح ومضافة عبد الرحيم الجعرون. كان للبيوت مصاطب يسموها قُصَّةْ أمام بيوتهم، يتربعون عليها كل يوم، وكل ما مرق واحد كان يقال له: جيرة الله ميّل، اشرب لك كاسة شاي أو فنجان قهوه. وللضيف كنا نقول حياك الله، قبل ما صرنا نقول له اتصل قبل ما تيجي. وكنا نقول الجار قبل الدار، قبل ما نصير نقول خليك بحالك وانا بحالي. وكنا نرى في الاقارب عزوة، نجتمع بهم ونسأل عن الغايب منهم، قبل أن نتهمهم بأنهم عقارب.
لم نكن نعلم أننا سنكبر، وأن مفاهيم القرابة والأهل والجيرة والحب والحرص، ستنقلب رأساً على عقب، وأن ما غرسه الآباء والأجداد سيتخلخل ويتهاوى أمام الأثرة والانانية والفردية.
ما الذي حصل ولم حصل؟!!!! يتبع.......
الاردن – 9/11/2019



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء الثاني معالمها ،ثوابتها ورواسيها ...
- شويكه سيدة الحكايات الجزء الاول من نوافذ على ما قد مضى من ال ...
- إنهم مرة أخرى، يقتلون ناجي العلي، إضاءة على تُجّار وفُجّار أ ...
- لِمَنْ أذهب بشوقي؟!!! ثرثرة خاصة في الحب
- فائضُ حُزْنٍ في برزخ الظن ثرثرات في الحب
- صاروخ ديمونا ردٌّ نوعي إضاءة على المشهد العربي
- التداوي بالعقل - الخُرافاتِ المُهَيِّجَة رمضانيات – النص الث ...
- ألتّداوي بالعقل – إنّهُ الله، سبحانه... رمضانيات – النص السا ...
- خالِقُنا واحدٌ رمضانيّات - 5
- لا مِشْ عادي...اللهم فاشهد!!! إضاءة على مشهد فلسطيني بامتياز
- في ظِلالِ يومِ الأرض، لِفلسطينَ أكْتُبْ،
- لنوالِ السَّعداوي، دفاعاً عن عقلي لا عن نوال.
- ندّابون على حوافِّ الَّتذمُّر
- نعم، أستحق أن أكون رئيساً للوزراء إضاءات على مشهدٍ في الاردن
- مأساة لبنان ملهاة اضاءة على المشهد في لبنان
- العنوسة الهلامية ظالمة من حكاوى الرحيل - الاولى
- تُسْعِدُني قِراءتُكْ ، فما بالُكِ لوْ حدّثْتُكَ ؟! عشوائيات ...
- إن غابَ الأمَل ، عشوائياتٌ في الحب
- إضاءة على الجريمة الزرقاء مثلا
- فَرَحٌ حزينٌ ثرثرات في الحب


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - شويكه سيدة الحكايات – الجزء الثالث الاصول والمنابت