مدينه يحكمها الغرباء

علي العجولي

الحوار المتمدن-العدد: 7010 - 2021 / 9 / 5 - 20:27
المحور: الادب والفن
    

لا اعرف من اين جاءت معرفتي بحكاية هذه المدينه هل هي من كتاب حكايات الف ليلة وليله ومافيها من خيال وعجائب ام من كتاب حكايات كليلة ودمنه وما خلف كلام حيواناتها من حكمة وموعظه او ربما من كتاب اخر كنت قد قرأته ايام شبابي وصباي وضاع اسمه من ذاكرتي ككثير من الاشياء التي ضاعت مع الايام حيث كنت شغوفا بالقراءه لدرجة الهوس حتى ان اصدقائي حينها كانوا يسموني عث الكتب وقد اعادها لذاكرتي قبل ايام رجل في محاضره و عضيه شاهدتها وانا اتصفح الفيس بوك وتقول الحكايه ان هناك مدينه تبدل حاكمها كل اربع سنوات سواء كان هذا الحاكم عادل او ظالم شابا او عجوزا من اهل المدينه او غريبا عنها وهذه الطريقه ليس عجيبه في عصرنا الحاضر فهي شبيه بما يجري بالبلدان المتحضره التي تحكمها الديمقراطيات من انتخابات لكن الاختلاف هو ان التعين يتم بخروج الناس فجرا ومن يروه قادما من مكان معين يحدده مجلس بسريه كامله قبل بزوغ الفجر لكي لا يتسرب هذا المكان الى احد فكما قلت من يلتقونه هو من يصبح حاكما فلاحاجه للبحث عن كفائة او شجاعة او اخلاص او ماضي فيمن يعين حاكما فكلما مطلوب هو ان يصادف وجوده في المكان والزمان الذي حدده المجلس والسلام عين حاكما ..(نقطه راس السطر) كما يقال لااعتراض في المحكمه الاتحاديه ولا طعون في شخصية الحاكم في المحكمه الدستورية بصحةالتعين ولا بحث عن ماضيه ...
وقد تكون هذه نوع من الديمقراطيات التي كثرة اسماءها وهي ديمقراطيه الحظ او الصدفه فلا حاجه للاقتراع السري الذي يجري في ايامنا هذه ..
وصادف في هذا الوقت ان شعيط هو من قدم الى المدينه من المكان وفي الزمان الذي يعين فيه حاكم هذه المدينه وشعيط هذا واحد من ثلاث محتالين يعيشون في مدينة (سوده) لم يتركوا احدا الا وخدعوه واحتالوا عليه ولكون الاحتيال لايغني ولا يدوم وكما قيل في المثل (اليعيش بالحيله ايموت بالفقر) فقد انقطعت مواردهم تمامابعد ان عرف الناس اساليب احتيالهم وخدعهم وعضهم الجوع ولم يساعدهم او يعطف عليهم احد لماضيهم السيئ فقرروا الهجره الى مدينه اخرى واتفقوا ان يكون شعيط هو الكشاف وفي تلك الايام لايحتاج المسافر الى اوراق ثبوتيه ولا لجواز سفر فلا حدود ولا حرس يحمي الحدود من الدخلاء الاغراب فانت تدخل المدن متى تشاء وتخرج منها متى تريد وهكذا خرج شعيط مودعا اصدقائه معيط وجرار الخيط مسافرا يبحث عن مدينة اهلها (كمش ) كما يقال في اللهجه العراقيه للاشخاص الذين يثقون بالناس من اول وهله وكما قلت فقد شاء القدر ان يكون شعيط هو من يصل من ذلك الطريق والى ذلك المكان فيقابله هتاف الناس اهلا بجلالة الحاكم اهلا بالزعيم اهلا بالقائدالهمام اهلا بالحاكم ويصرخ الاخر يا مرحبا يامرحبا بل وضعوا اغنيه (منه وبينه ومن عدنه حاكمنه اليوم ) فالناس اعتادت على( اللواكه ) (والتي تعني التزلف وتلميع الاكتاف ) منذو القى موسى عصاه في الوادي المقدس ... اخذ شعيط يلف رأسه ملتفتا يمينا ويسارا ليعرف لمن تهتف هذه الحناجر وتصفق تلك الاكف فلم يجد احد سواه اراد ان يستدير الى الخلف هاربا جراء الخوف الذي تلبس جسده وروحه الا ان الايدي وصلت اليه وحملته على الاكتاف ودخلت به المدينه حتى وصلت ابواب سرايا الحاكم وهو لا يعرف مالذي اصاب( الناس فقد شل الموقف جميع حواسه ..اخرس لسانه ويبس اعضائه حد التخشب فلم يعد يستطيع تحريك قدما او رفع يد فكانت الجماهير تفعل به ما تريد وما تشاء الا ان اعاده صوت ما يطلب من الجماهير انزال الحاكم لغرض اجراء مراسيم التعين وتفتيش الحرس ( عرف صاحب الصوت الذي امر الجماهير فيما بعد انه كبير حماية الحاكم ) وانزل شعيط من على الاكتاف التي كان محمولا عليها بكل اريحيه واحترام وبداء يسير بين الحرس يتقدمه رجل يحمل سيفا ويضع على راسه قبعه مزينه ببعض ريش الطيور الملونه وكان المسير مصحوبا بموسيقى السلام الخاصه بالمدينه .
ادخل شعيط الى قصر الحكم وطلب الشخص الذي طلب من الجماهير ان تنزل شعيط من اكتافها من الخدم ان يدخلوا الحاكم الى الحمام وان يجهز له الخياط اللباس المناسب لهذه المناسبه وهي تنصيبه حاكما للمدينه ... تمت جميع الامور بسلاسه ويسر فالقوم قد اعتادوا على خلع الحاكم وتنصيب حاكم جديد وبين كل هذا كان شعيط يعيش مذهولا هل مايجري عليه حلما ام حقيقه كذبة ونكته وضعها من يريد ان يتسلى كما تسلى هارون الرشيد على من اراد ان يدير مملكة بني العباس لمدة يوم واحد وخلال هذا اليوم سيصلح كل الامور التي يعاني منها فقراء المملكه وليس كما هو حال هارون فلا اصلح ولا افلح ولم يعرف كيف دخل هذا اليوم وكيف خرج للخدعه التي امر هارون الخدم بتنفبذها للمدعي بانه اصلح من هارون في الحكم ..وهذا ايضا ربما قرأته في قصص الف ليله فهارون وسيافه مسرور (تصوروا قاطع روؤس اسمه مسرور) كانا يرتديا ملابس التجار ويتجولان في خانات وحانات بغداد ليلا متفقدي احوال الرعيه وكأن جواسيسه وعسسه لا ينقلون له مايجري وما يمر على احوال الرعيه فيخرج في ملابس التجار يصحبه سيافه مسرور وكأنه مصاب بعقد التجاره وهذه عقدهح لم يعرها فرويد اهميه في بحوثه النفسيه لانها لاتثبت ان العالم يتحكم به الجنس بالرغم ان ماركس وانجلز قال ان محرك الحياة هو الاقتصاد والمال هو الاقتصاد فالتاجر يملك المال والمال هو عصب الحياة حتى ان اساس كل شئ نسميه (رسمال) السماد للنبته هو رسمالها والاخلاق للشريف هي رأس ماله والكذب للسياسي هو وسيلته للضحك على الناس وهو راس ماله لكن فرويد اصر وذهب ان هاملت مصاب بعقدة اوديب لانه حضن امه التي تزوجت عمه بعد مقتل ابيه الملك وهكذا اصبح هاملت مصاب بمرض فرويد الذي اسماهه عقدة اوديب فتلقف النقاد هذا وهم من يريد عرسا ليرقص او عزاء ليبكي فيه فكتبوا عن اوديب وامه وعن جوبتير وكل الاله الاغريقيه بل وكتب البعض عن يهوا وقال انه اله موسى وليس الله هو اله موسى والسبب هو اصرار فرويد ان المحرك في هذا العالم هو الجنس وقد عزز رأيه بمقولته الشهيره ان التفريغ لذه وفي حينها عندما قرأت هذا ضحكت حتى تبولت فلم اشعر بما ذهب اليه فرويد لكن للعلماء رأي فيما يذهبون اليه.
اعود الى سمو الحاكم شعيط وبعد ان توطن في كرسي الحكم واطمئن قلبه بان ماجرى ليس حلم ولانكته ولا كمايجري في هذه الايام من خدع الناس ببرنامج الكامره الخفيه بداء يفكر بما ارسل من اجله وهو لقمة العيش له ولجماعته معيط وجرار الخيط التي شحت في ولاية سوده والتي جاء يبحث عنها عن طريق شخص يحتال عليه فيجد نفسه حاكم يأمر وينهي والحاكم مصان غير مسؤول يفعل مايشاء متى يشاء فهو ظل الله في الارص هكذا سمع وتعلم فلا اعتراض على اولى الامر مهما فعلوا ومهما قالوا ...
فبداء بوضع خطه
يتبع

#علي_العجولي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل