أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - مناصب ومراكز














المزيد.....

مناصب ومراكز


عزيز سمعان دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 7010 - 2021 / 9 / 5 - 17:15
المحور: المجتمع المدني
    


لغتنا وكلامنا، رسالة.
أقرأ وأسمع كثيرًا مباركات واحتفاءات تُعلن تبوء إنسان معين ل "منصب" أو "مركز" ما.
من المهم أن ندرك معاني الكلمات التي نستخدمها والرسائل التي نُصدرها من خلالها.
فعندما نقول فلان صاحب مركز رفيع، فنحن نقصد إعلاء شأنه من حيث منزلته ومكانته المرموقة. وكذلك الأمر عندما نتحدث عن إنسان تعين أو "احتل" "منصبًا"، فنحن نتحدث عن تولي هذا الإنسان لمقام رفيع يحمل في طياته العُلى والرِفعة، المجد والشرف.
فباستخدامنا هذه العبارات "منصب" أو "مركز" ومشتقاتها وشبيهاتها، نحن نؤكد أنهم حصلوا على جائزة (منصب) لكي يُكرّموا دون أي توقع منّا تجاههم لأية خدمة، بل نؤكد أنه من واجبنا أن نقدم لهم الخدمة والإجلال لمجرد حصولهم على المنصب أو المركز، دون أي اعتبار لما يقدموه.
فكيف نتوقع بعد من أصحاب المناصب الرفيعة والمراكز المرموقة أن يخدمونا؟
فإن كُنّا نتوقع منهم خدمتنا والعمل لأجل المصلحة العامة للمجتمع أو المؤسسة وغيرها، علينا أن نستخدم كلمات أخرى مثل، فلان تعين في أو حصل على وظيفة مهمة أو عمل هام، لكي نؤكد أن هذا التعيين أو التوظيف من أجل خدمة من تحتهم في وظائفهم ومن يتولون هم أمرهم، لا العكس. ليس لكي ينتصبوا نُصبًا وينحني الآخرون حولهم، وليس لكي يتمركزوا فيصبحوا هم مركز اهتمام الجميع، بل لكي يقوموا بوظيفتهم الهامة وعملهم الخطير الذي يؤثر على حياة ومعيشة وتقدم كثيرين. فكلما علت مهام الوظيفة واتسعت أبعادها كلما زادت المسؤولية، وازدادت الضرورة للمهنية والجديّة جنبًا إلى جنب للإتضاع والمحبة كأمور لازمة للقيام بخدمة الآخرين. فالرّبّ يسوع قدّم لنا مثالًا ولا أروع ولا أعظم لنقتدي به:
"فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيمًا، يَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً، يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْدًا. لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ». (مرقس 10: 42-45)
وعلى هذا المثال يتوجّه الرسول بطرس للقادة ليُدركوا عِظم المسؤولية والمُساءلة، وأهمية قيامهم بخدمة ورعاية الشعب:
"ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ. وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى." (1 بطرس 5: 2-4).
فإن كنت في "منصبٍ" رفيع أو "مركز" سام، افهم عِظم المسؤولية الكبيرة المُلقاة عليك، لكي تستطيع لاحقًا (بينك وبين نفسك وبينك وبين الله قبل كلّ شيء) أن تقف بضمير صالح مؤكدًا أنك عملت بنقاوة وبأفضل ما أوتيت من معرفة وحكمة ومشورة لخدمة شعبك.
فأنت قائد القادة، وخادم الجميع، وخادم الخدام، لتحقيق الأهداف السامية التي أوكلت لك، ولست أنت هدفهم أو محور خدمتهم.
ليباركنا الرّبّ ويزيدنا نعمة وحكمة وإثمارًا في خدماتنا للآخرين من أجل حياة فُضلى، لبناء عالم أفضل والمساهمة في مستقبل أروع.



#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريج عبليني في مدرسة نصراوية في سنوات الخمسينات
- كن بروعتك
- كُن في قمة روعتك وتألقك
- روح الرب مصدر كل موهبة
- قصةُ الحبّ العجيب
- نظرة التلاميذ للسلم المجتمعيّ
- الغني الغبي
- قصتي هي رسالتي
- قصتي هي رسالتي، سجين يفتح باب قلبه
- صحّة النفس وبناء المجتمع - بحث الجليل
- ثقافة السّلام أساس بيت متين
- دور التربية الاجتماعية في نشر ثقافة السلام
- ثقافة السلام والتربية سلام
- رسالة للأهالي مع ختام العام الدراسي
- رسالة لطلابي الأحباء مع نهاية العام الدراسي
- السلام سيرة حياة
- بيت النور يُشع سلامًا
- -عبلين في القلب- كنموذج مُميز للتشبيك المجتمعيّ
- الكشاف يُنمي مهارات القيادة الخادمة
- الكشاف حياة تعاش وليس كلمة تقال


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - مناصب ومراكز