أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - ثقافة السّلام أساس بيت متين














المزيد.....

ثقافة السّلام أساس بيت متين


عزيز سمعان دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 6641 - 2020 / 8 / 9 - 17:36
المحور: المجتمع المدني
    


مقابلة مع السيد إيليا حاج، عامل اجتماعي ومدير قسم الخدمات الاجتماعيّة في المستشفى الإنكليزي في الناصرة.

السيد إيليا حاج عامل اجتماعيّ، إنسانٌ مهنيّ، له خبرة سنوات طويلة في العمل الاجتماعيّ، وعلى الأخص في المجال الصحيّ، كما له مساهمات وأدوار كثيرة في متنوع الخدمات الإنسانيّة وما يُسمى "الانجيل الاجتماعيّ"، أي اتباع خطوات السيّد في خدمة المريض والمتألم والمحتاج، من خلال عمله في مستشفى مسيحيّ، ومن خلال تطوعه في أكثر من مؤسسة إنسانيّة تهدف لإعلان محبة الله، والعمل ضمن النموذج الذي أوصى به الرّب يسوع "لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ" (متى 25: 35 و36).

فيما يلي وجهة نظره لثقافة السّلم المجتمعيّ، وتطرّق لبعض البنود والتوجهات الهامة:
ثقافة السّلم المجتمعيّ تعني العيش مع الآخر على مبدأ الاحترام المتبادل والشراكة التبادليّة والتقبّل، وتسعى لبناء مجتمع سليم.
تبدأ التربية للسّلام في البيت وتتعزز في المدرسة التي هي البيت الثاني، والعامود الثاني، وهي أساس هام لنشر الثقافة والتربية وصقل شخصيّة الفرد، وعليه دور الإدارة المدرسيّة هي معرفة احتياجات طلابهم في هذا المجال، وتخطيط وبناء وتنفيذ فعاليات وبرامج تُعزز السلم المجتمعيّ.
ثقافة السلام تنشر من خلال تبني المدرسة للقيم والمبادئ الديمقراطيّة، وقيم إنسانيّة، وعلى رأسها احترام الإنسان لأنه إنسان، واحترام الحقوق الأساسيّة لكل إنسان.
هنالك مجموعة عوامل تؤثر سلبًا على ثقافة السّلام، وعمل المدارس في هذا المجال، منها: "استقلاليّة" المدرسة، بل انفصالها عن المجتمع الأمر الذي لا يساهم في وضع برنامج مجتمعيّ ملائم يتناسب مع الواقع، كذلك تهميش دور لجنة الأهالي وهي الممثلة الرسميّة لأهالي الطلاب في المدرسة، وأيضًا عدم وجود دور أو علاقة واضحة للبلدية ولقسم المعارف، إضافة للجو العام السياسيّ والمحسوبيات الموجودة.
لذلك من المهم أن تؤمن إدارة المدرسة وتتبنى فكر ثقافة السلام، ليس فقط في مستوى الشعارات، بل أساسًا في فحص الوضع القائم والعوائق، ووضع برنامج لمشاركة كل الأطراف من أجل تعزيز هذا الفكر، فهذه الثقافة يجب مأسستها كبرنامج مجتمعيّ بمشاركة المعلمين والأهالي والمجتمع، كما ومن الضرورة مشاركة القيادات المجتمعيّة المعتدلة.
وعليه بالإمكان تبني مجموعة برامج لتعزيز ثقافة السلام، مثل: المشاركة المتبادلة في الأعياد والمناسبات الدينيّة والاجتماعيّة، انتخاب لجنة أهالي ولجنة طلابيّة وافساح المجال لكل منهما للعمل بشراكة محترمة، تبني وتطوير مشاريع وبرامج التطوع من أجل خدمة المجتمع، تشجيع زيارات تثقيفيّة تعليميّة وخدماتيّة وتطوع للوقوف عن كثب على وضع الخدمات التي تقدم في المستشفيات، وبناء شبكة أطباء وأصحاب مهن طبيّة متنوعة (داعمة) لتقديم محاضرات وندوات، والقيام ببرامج مشتركة مع الطلاب، إضافة لزيارة طلاب لأطفال مرضى وغيرهم في الأعياد الدينيّة والمناسبات المتنوعة.
وفي حديث عن دور المستشفيات في تعزيز ونشر ثقافة السّلم المجتمعي، يقول السيد حاج: المستشفى يشكّل المكان الذي يصل إليه كافّة قطاعات المجتمع، إذ أنّ المَرَض لا يفرّق بين شخص وآخر، الجميع في نفس السفينة والأزمة، الكل بحاجة إلى علاج وشفاء، وشعور بالأمان والسلام الداخليّ. المستشفى يقرّب بين أفراد المجتمع على اختلاف أنواعهم ولغاتهم وقومياتهم وتوجهاتهم، إذ يُسيطر الشعور المتبادل، الشعور مع الآخر، ودعم الواحد للآخر. لهذا للمستشفيات دور أساس وهام في توفير الجوّ للمعالجة الإنسانيّة، وإعطاء الكرامة والاحترام للجميع دون تمييز، وتوفير الشعور بالأمان والسلام النفسيّ، الذي يُعتبر عِماد ثقافة السلم الاجتماعيّ، وخاصة في المستشفيات المسيحيّة، التي يتطلب منها تقديم رسالة المسيح، إذ تقوم بدور السفير له، فهو القائل "سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم"، فدور المستشفى المسيحيّ يرتكز على تقديم رسالة المسيح للجميع، رسالة المحبة والسلام، من خلال تقديمه للخدمة الطبيّة النفسيّة، والاجتماعيّة الروحيّة للجميع وعلى أفضل وجه.
وفي تطرقه للسؤال عن دور العامل الاجتماعيّ، ودور قسم الخدمات الاجتماعيّة في نشر ثقافة السلام، يقول: إنّ دور العامل الاجتماعيّ والخدمات الاجتماعيّة، هو جزء هام من الخدمة التي يقدمها المستشفى، وذلك من خلال فهم ما يمرّ به المريض وعائلته، وإدراك حاجتهم النفسيّة والاجتماعيّة والروحيّة، من أجل مساعدة المريض ومساعدة عائلته على إيجاد الحلول ومواجهة الأزمة المرضيّة وما يحيط بها، هذا الدور يعكس مساهمة العامل الاجتماعيّ في ترسيخ مفهوم السلم الاجتماعيّ للمرضى، من خلال تقديمه الخدمة لكل محتاج في مجتمعنا. من المفروض أن يعبّر دور العامل الاجتماعيّ في المُستشفى المسيحيّ، بل في كل مستشفى، عن محبة المسيح للمرضى بقوله "كنت مريضًا فزرتموني..."، فالعامل الاجتماعيّ يساعد المريض وعائلته، إذ يساهم في رفع مستوى الطمأنينة والأمان الداخليّ لمواجهة المرض والألم والصعوبات، فما أحوج مجتمعنا إلى السلم والسلام في كل وقت، فكم بالحريّ في الأزمات، وما أحوج المريض وعائلته إلى من يُقدم لهم المساعدة والمشورة والكلمة الطيّبة وقت الأزمة، فالرّب يسوع جاء إلى المرضى لا إلى الأصحاء.

عبارة ختاميّة
ختامًا يُشبّه الحاج ثقافة السّلام بأسس بيت متين، مبني على يقين محبّة الآخر، فما ترضاه لنفسك أطلبه أيضا لغيرك، فكما تريد أن يفعل الناس بك افعل هكذا أنت أيضا بهم.



#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور التربية الاجتماعية في نشر ثقافة السلام
- ثقافة السلام والتربية سلام
- رسالة للأهالي مع ختام العام الدراسي
- رسالة لطلابي الأحباء مع نهاية العام الدراسي
- السلام سيرة حياة
- بيت النور يُشع سلامًا
- -عبلين في القلب- كنموذج مُميز للتشبيك المجتمعيّ
- الكشاف يُنمي مهارات القيادة الخادمة
- الكشاف حياة تعاش وليس كلمة تقال
- الكشّاف في صناعة السلم المجتمعيّ
- حوار وهويّة
- حوارٌ وهويّة
- يتجلّى في الهزيع الرابع
- سبع كلمات على الصليب
- قد قام
- الآثار في كشف الستار على التعايش
- هل تستطيع الرياضة أن تغيّر العالم؟
- الإعلام والسلام
- ماذا تحمل لنا السنة الجديدة؟
- الأهالي: ماذا يُشبهون؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - ثقافة السّلام أساس بيت متين