دور التربية الاجتماعية في نشر ثقافة السلام

عزيز سمعان دعيم
كاتب وباحث، أومن بالربّ الذي هو محبة ونور وخلاص.

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 16:03
المحور: المجتمع المدني
    

مقابلة مع المربية علا إسحق، مركزة التربية الاجتماعية في مدرسة مار يوحنا الانجيلي الأسقفية في حيفا
هدفت المقابلة إلى التعرّف على مجال التربية الاجتماعية في المؤسسات التربوية ومحاولة تقصي دورها في مجال نشر الثقافة السلمية.

1. كيف تُعرفين نفسك؟
علا اسحق زوجة، أم، معلمة لغة عبرية للمرحلة الإعدادية ومركزة تربية اجتماعية في المدرسة، أعمل في هذا التركيز منذ خمس سنوات متتالية وأرى به تحدٍ كبير لأنه حلقة وصل بين كافة المجالات المدرسية.

2. كيف تُعرفين مفهوم "التربية الاجتماعية" في المؤسسات التربوية؟
التربية الاجتماعية في المدرسة هي تفاعل واقعي حقيقيّ بين الطلاب في المدرسة والمجتمع، لأن المدرسة هي مؤسسة تربوية تعليمية لها وظائفها الاجتماعية والثقافية التي تؤثر وتتأثر بالمجتمع وتُعد طلاب المدرسة للحياة والمساهمة الايجابية في تنمية وتطور المجتمع القريب والبعيد (البيئة القريبة والبعيدة).

3. ما هي أدوار ومهام مركز التربية الاجتماعية؟
تقوم مركزة التربية الاجتماعية المدرسية في العمل مع الطاقم لتطوير النمو المتكامل لشخصية الطالب الصحية والنفسية والاجتماعية كذلك في تنمية قدرات تفكيره وتثقيفه، كما تهتم بتأصيل القيم الايجابية لدى الطالب عن طريق الأنشطة التربوية والاجتماعية التي يقودها معلمو وَ/أو طلاب المدرسة (مجلس الطلاب)، كذلك تقوم المركزة الاجتماعية بتفعيل دور الأهالي في تشكيل ثالوث العملية التعليمية التربوية بين المدرسة والطلاب والبيت.
إن نجاح التربية الاجتماعية في كل مدرسة يعتمد بالأساس على مركز التربية الاجتماعية الذي يمثل القائد التربوي والاجتماعي الذي يقود ويحرك وينظم ويتابع الهيئة التدريسية من مربين ومعلمين نحو تحقيق أهداف مشتركة، ألا وهو الإنسان الذي يملك المهارات والخبرات اللازمة لخلق مناخ من التعاون والانسجام المدرسي السليم، والملائم للقيام بعمليات ونشاطات مختلفة في المدرسة والمجتمع. وتُلقى على مركز التربية الاجتماعية مهمة إعلام ومشاركة الزملاء في البرنامج التربوي وأخذ رأيهم وإعطائهم دورًا فاعلًا من أجل نجاح البرامج التربوية وتحقيق الغايات المرجوّة منها.

4. ما هي المواصفات التي يجب أن يتحلى بها مركز التربية الاجتماعية للقيام بمهامه بنجاح؟
مواصفات المركز الاجتماعي الذي يساهم في نشر السلم المجتمعي بين أعضاء الطاقم تشمل ما يلي:
- يُظهر تعاملًا محترمًا للمحيط القريب له ولكلّ القريبين منه في الكلام والأفعال.
- يبدي يقظةً تجاه الآخر والمحيط ويعمل من أجلهم.
- مشارك فعّال في الفعّاليّات الاجتماعيّة في الصف، في المدرسة وبحسب القواعد المطلوبة.
- متعاون في عمل الطاقم وداعم للمنتج والمناخ العام. عمل الطاقم الناجح هو عمل جماعي يُسام في زيادة ونوعية النتاجات والإنجازات، إذ يُنتج الطاقم كوحدة كاملة أكثر مما ينتجه كلهم معًا حين يعملون منفردين.

5. ما هي اهداف التربية الاجتماعية التي تساهم في نشر السلم المجتمعي داخل المدرسة؟
أهداف التربية الاجتماعية التي تساهم في نشر السلم المجتمعي داخل المدرسة هي:
• تذويت قيمة التعاون والمشاركة والتداخل الاجتماعي لدى الطلاب وكيفية انعكاسها في الحياة اليومية.
• تنمية المسؤولية والقيادة في نفوس الطلاب وتشجيعهم على الخدمة في حياتهم الاجتماعية. (مثلًا: جمع المؤن للعائلات المحتاجة في الأعياد، زيارة أقسام الأطفال في المستشفيات ورسم البهجة على وجوه الأطفال والأهالي، جمع التبرعات المادية لمؤسسات مرضى السكري والسلطان وغيرهم).
• تقليل حدة العنف بين الطلاب.
• تطوير شخصيات مستقلة تفيد المجتمع وتدريبها على كيفية التعامل مع من حولها.
• تعزيز الطلاب على الوصول إلى الرقي الاجتماعي وتشجيع الثقافة والحضارة.
• إكساب الطلاب مهارات مختلفة تساعدهم على النقاش وتبادل الآراء واحترام وجهات النظر المختلفة.
• غرس القيم التربوية والاجتماعية لبرنامج مفتاح القلب والمهارات والمؤهلات الحياتية لدى الطالب وتطبيقها في أرض الواقع.
• معرفة الطلاب بما يدور حولهم من أحداث الساعة، مناسبات أعياد وطقوس.
• تنمية التفكير الإيجابي والابداعي والناقد لدى الطلاب.
• تنشئة الطالب على حب التعليم والتطلع إلى مستقبل ناجح.
• تطبيق الأمور المتعلمة على أرض الواقع.
• رفع التحصيل التعليمي ودعمه من خلال الفعاليات الاجتماعية.

6. ما هو دور الانشطة الاجتماعية في خدمة المجتمع ومؤسساته؟
للأنشطة الاجتماعية أدوار هامة في خدمة المجتمع ومؤسساته، منها:
1. مشاركة الطالب في الأنشطة الطلابية ذات العلاقة بتنمية مفهوم المسؤولية الاجتماعية تنمي لديه منظومة القيم الإيمانية والوطنية والاجتماعية والاقتصادية والجمالية.
2- هناك مؤشرات إيجابية قوية بين مشاركة الطالب في الأنشطة الطلابية الهادفة إلى تنمية المسؤولية الاجتماعية وبين ممارساته العملية في المدرسة.
3- يعزز مفهوم المسؤولية الاجتماعية قيم المواطنة لدى الطلاب، ويشجعهم على القيام بواجباتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم، وأن يكونوا مشاركين في المحافظة عليه وعلى ممتلكاته.

7. وفي الختام: كيف تُلخصين دور التربية الاجتماعية في نشر السلام؟
تساهم التربية الاجتماعية بدور كبير في بناء ودعم السلام الاجتماعي في المجتمع، وعن طريقها يمكن تدعيم قيم المواطنة بين الشباب، وتعزيز قيم الديموقراطية وحقوق الإنسان واحترام الآخرين، وتنمية قيم المشاركة والعمل التطوعي، وتفعيل قيم الحوار المجتمعي، وفي ضوء ذلك أصبحت التربية مطالبة بالاستجابة لمتطلبات السلام الاجتماعي، والعمل على تحقيق الأهداف المرتبطة بتنميته ودعمه في مجتمعاتنا.
- التربية الاجتماعية تساهم في تعزيز ونشر القيم الإنسانية المشتركة كالتسامح، وتقبل الآخر والتعاون والعمل الجماعي، ومساعدة الآخرين واحترامهم، والتعايش السلمي والتفاهم المتبادل، والحوار القائم على احترام الآخر.
- بناء شخصية الطالب الذي يؤمن باحترام حرية الإنسان وحقوقه الأساسية، بما ييسر التفاهم والتسامح والوئام بين كافة الأمم وجميع الفئات العرقية والدينية والثقافية داخل المجتمع الواحد.
- تنمية المهارات الداعمة لاستقلالية الرأي والتفكير النقدي؛ لإعداد الطلاب للتكيف مع المواقف الصعبة وغير المتوقعة، مع تحقيق التوازن بين الاستقلالية الفردية والتشاركية الجماعية في حلّ المشكلات لتحقيق مجتمع قائم على السلام والديموقراطية والتعاون البناء.
- تنمية القدرة على تقبل التنوع البشري والاختلاف الثقافي والعقائدي والسياسي، مع العمل على تنمية مهارات الاتصال والتواصل والتفاوض والوساطة.
- تنمية مهارات حلّ المشكلات والبحث عن بدائل مختلفة للمشكلة الواحدة.
- بناء شخصية الطالب القادر على المساهمة بإيجابية في تنمية وازدهار ورقي وطنه، والمساهمة بفاعلية في تحقيق مظاهر ومعالم السلام الإيجابي.

#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل