أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - نظرة التلاميذ للسلم المجتمعيّ














المزيد.....

نظرة التلاميذ للسلم المجتمعيّ


عزيز سمعان دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 6717 - 2020 / 10 / 28 - 00:01
المحور: المجتمع المدني
    


فيما يلي مُلخص حوارات حول ثقافة السلام قمت بها مع ثلاث مجموعات تركيز من طلبة الصفوف الإعداديّة، وقد تم اختيارهم بشكل عشوائيّ، تطرق التلاميذ إلى أن ثقافة السلام بالنسبة لهم، هي الاهتمام بعضهم البعض واحترام الآخر، هدأة بال، امتياز، تربية صحيّة، احترام وتقبل الآخر، تبني الأخلاق والسلوكيات الحسنة، وأضافوا أنه من أسمها ثقافة يتبين أنها حضارة سلام، سلام بيني وبين نفسي، أساسها ومركزها قيم السلام من المحبّة والتسامح. باختصار ثقافة السلام هي ثقافة سليمة بناءة تحُث الشعوب والمجتمعات على العيش بسلام، فهي تُؤسس على المحبّة وتمتاز بالأعمال الخيريّة، وتهتم بغرس القيم وتُذوّت الاخلاق السامية التي يجب أن تزرع في النفوس، لتكون داعمًا للاستقرار والحياة السلميّة.
وفي الحديث عن هدأة البال، أشار التلاميذ أن هدأة البال تُعبّر عن الارتياح، كأن يأتي التلميذ إلى المدرسة ويكون مرتاحًا، ولا يفكر أنه يوجد أحد ضده، هي الأمان والتصرف بتأنٍ ولطف، والتفكير قبل فعل أي شيء نابع عن غضب وتهوّر، وهي أن يشعر التلميذ بالأمان وعدم الخوف في المدرسة، فعندما أكون في سلام مع الجميع، هذا يعني أني في سلام مع نفسي.
وعند الحديث عن رأيهم بوضع مجتمعنا الحالي فيما يتعلق بالسلام، أكّد التلاميذ على أن الوضع الحاليّ سيء في مجتمعنا، كل واحد يطلب مصلحته الشخصيّة، فحتى يحصل السلام يجب أن ينبع من داخل الانسان. وأما بخصوص المستقبل فقال أحدهم: "إذا لم تتغير الأمور فالوضع سيصبح أخطر"، وأضاف آخر: "مع أن الوضع الحالي غير مبشّر بالخير، إلا أنني متفائل بأن الأمور قد تتغير للأحسن"، وفي مشاركة أخرى: "مجتمعنا لا يهتم بالسلام وليس بداعم لثقافة السلام، ولكن لا بدّ من وجود البعض الذين يحثون على السلام".
وفي الحديث عن المعيقات التي تواجه نشر ثقافة السلام بين التلاميذ، صوّب التلاميذ على تفشي الفكر الرجعيّ والعادات السلبيّة، فهي أكبر عائق في نظرهم لثقافة السلام في مجتمعنا، وأضافوا، أنّ بعض التلاميذ لا يؤيدون ثقافة السلام ولا يساهمون بنشرها، إذ يعتبرونها ثقافة ضٌعف أو لا تتماشى مع عنجهيتهم وتنمرهم. وفي الحديث عن مقترحات لحلول تساهم في تعزيز ثقافة السلام أشار التلاميذ إلى أهمية توعية المجتمع من خلال نشر مفهوم السلام وسنّ القوانين والالتزام بثقافة السلام، والعمل على تذويتها من أجل الحفاظ على مجتمع سليم.
وعندما طلبت منهم ذكر مشاهد أو صورًا عن السلام كما يرونه، عندها تحدثوا عن نماذج مثل: مساعدة الواحد للآخر، تكوين علاقات طيبة بين الطلبة، حلّ مشاكل ونزاعات بدون عنف، وجود فعاليات هادفة ذات مضمون، الشعور بأن المدرسة لا تفرق بين مسلم ومسيحيّ ودرزيّ، وتعامل المعلمون مع التلاميذ كأولادهم فلا يفرقوا أو يميزوا فيما بينهم، ومساعدة المعلمين للتلاميذ لتطوير علاقات ايجابيّة بين بعضهم البعض، كون المعلم قريب من التلاميذ وقيامه بعمله بأمانة، اهتمام المعلمين بتوعيتهم فيما يتعلق بتاريخهم وإعطاء النصيحة والمشورة بخصوص كيفية التصرف في حياتهم ومجتمعهم، كما وأشادوا بأهميّة دور المدرسة، فهي الأساس في نشر ثقافة السلام من خلال التوعية والأنظمة المسالمة، كما أنه على التلاميذ والشباب الالتزام بتوجهات ثقافة السلام وتطبيقها.
وفي الحديث عن صور مضادة لثقافة السلام، ذكر التلاميذ ظواهر العنف المتفشي في المجتمع، ونماذج مثل: أشخاص يستغلون الآخرين، عدم التعاضد مع الغير، التفرقة بين التلاميذ على أساس الدين أو الجنس وغيره، عدم احترام الآخر، مخالفة قوانين السير وقوانين النظام ومظاهر التدخين والنرجيلة وتعاطي المخدرات.
يرى التلاميذ أنّ دور الأهل هام في توعية أولادهم من جيل صغير حتى يربوهم أفضل تربية، ليسيروا في طريق التربية السليمة، فمن المهم أن يُشجعوا ابناءهم على تبني ثقافة السلام وتربيتهم على المحبة والأخلاق الحميدة. مع ذلك ممكن أن يحصل الولد على تربية سليمة، ولكن قد ينجر وراء سلوكيات سلبيّة. كما أن الضغط الاجتماعي من مجموعة الجيل والأصدقاء قد تبعد البعض عن ثقافة السلام، إذ يشجع ويضغط بعض الأصدقاء على الآخرين للتأثير السلبيّ وجرهم للتدخين وشرب الكحول، أو التحريض على العنف الجسديّ والكلاميّ والعنف الإلكترونيّ أو إعلان الحرمان وغيرها من الظواهر. لذلك من المهم تقوية "الضغط الاجتماعيّ الإيجابيّ" كالتشجيع على الدراسة وتشجيع للقيام بأمور جيّدة ولها فائدة.
وبخصوص دور الشباب في تقدم ثقافة السلام، يرى التلاميذ أن التغيير يبدا منهم، عندما يتفقون كمجموعة على نشر ثقافة السلام، عندها سيؤثرون على الآخرين، من خلال العمل والتوعية والتنبيه، كما من المهم أن تأخذ المدرسة دورها في توعية التلاميذ مبكرًا.
وفي ختام الحديث، أشار التلاميذ إلى أنّ المحاضرات لا تعطي غالبًا الفائدة المرجوة منها، إذ أن الأغلبيّة لا يقتنعون بالحديث النظريّ، ولكن قد تؤثر فيهم عندما يكبرون، وقد يراجعون أنفسهم ويجدون أنهم أخطأوا، فيندمون.
وبالحقيقة لا بدّ من ثقافة بالسلام لضمان هدأة البال، فمن صنع سلامًا أصبح فخرًا للجميع. وأكّدوا أن السلام ينمو كبذرة صغيرة ولا تصبح نبتة في المجتمع إلا إذا اعتنى كل واحد منهم بهذه البذرة في روحه وحياته، وسقاها من ماء فؤاده وأحبها من كل قلبه. فعندما يعتني كل واحد منهم بهذه البذرة ستكبر وتصبح شجرة وسيقطفون منها على الدوام ثمر السلام.



#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغني الغبي
- قصتي هي رسالتي
- قصتي هي رسالتي، سجين يفتح باب قلبه
- صحّة النفس وبناء المجتمع - بحث الجليل
- ثقافة السّلام أساس بيت متين
- دور التربية الاجتماعية في نشر ثقافة السلام
- ثقافة السلام والتربية سلام
- رسالة للأهالي مع ختام العام الدراسي
- رسالة لطلابي الأحباء مع نهاية العام الدراسي
- السلام سيرة حياة
- بيت النور يُشع سلامًا
- -عبلين في القلب- كنموذج مُميز للتشبيك المجتمعيّ
- الكشاف يُنمي مهارات القيادة الخادمة
- الكشاف حياة تعاش وليس كلمة تقال
- الكشّاف في صناعة السلم المجتمعيّ
- حوار وهويّة
- حوارٌ وهويّة
- يتجلّى في الهزيع الرابع
- سبع كلمات على الصليب
- قد قام


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - نظرة التلاميذ للسلم المجتمعيّ