هل مصر فعلا دولة علمانية؟

هانى شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 7009 - 2021 / 9 / 4 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد حديث قصير للرئيس السيسي ... ارتفع سقف التمنى ان تتحرك مصر باتجاه العلمانية ... بمعنى فصل المقدس عن الزمنى ... او بوضوح اكثر .. فصل الدين عن الحياة العامة

فالطب عملى على احدث طراز علمى .. و الحجامة ليست مقررة قسريا في كورسات كلية الطب ... استخدمها براحتك في البيت ... لكنها ممنوعة في المستشفيات

اظن ان هذا فكر طوباوى محض ... مصر ليست دولة علمانية صرف و ليست ايضا بدولة دينية صرف

فالمجتمع المصرى مكبل باغلال قلة الانتاجية للفرد والمجموع ... وهذه القلة الانتاجية تنخر فى عظم الامة منذ الف سنة و تزداد سؤا جيل بعد جيل ... خلف كل الوجهات الكارتونية من كبارى و شوارع و قصور و منتجعات ... و التى تشى بوجود دولة عصرية حديثة ... هناك في الخلف مجتمع بسيط جدا غارق فى الفقر و سوء التغذية و الغيبيات ... مستوى الفقر الفعلى في مصر هو 80% ... و الفقر المدقع هو 30 %

فاى نوع من الدول انت يا وطني؟


فالدول انواع ...


1 - الدولة الدينية : محكومة بالشريعة ، و الفقه - الذى هو اجتهاد الفقهاء و العلماء - لتفسير الشريعة .. ثم السلطان و القوانين ، و اخيرا القضاه

في تلك الدول يجوز مثلا : قتل فرج فودة و القاء طبيبة من بلكونة الدور التاسع ، و زواج القاصرات لموسم السياحة لكحاكيح الخليج مقابل 500 دولار وارسال الاقباط علنا الى النار اسبوعيا علي فم شيخ ازهرى وقور ... اقول مثلا و ليس حصرا

2 - الدولة المدنية : محكومة بدستور واليات تشريعية و محاكم حديثة و منظمات مجتمع مدني قوية و اليات محاسبية و رقابية ... و الكل يعمل معا لرفع شأن الامة و المحافظة علي ارواح و ممتلكات و كرامة المواطنين سواسية

في تلك الدول يجوز مثلا : قبول المواطنين فى كافة مؤسسات الدولة التعليمية و العلاجية ... الوظائف العامة ... و السفر و الانتقال بحرية ... و تكاتف الدولة للثأر لضحايا الارهاب كما في حالة الأنتقام لشهداء المصريين في ليبيا ... وتخلو الدولة المدنية من عوار الوظائف الكرتونية - كوزارة المراجيح مثلا - التى تُسند الى المغضوب عليهم و الضالين


3 - الدولة الفاشلة : يسود فيها الفساد و انعدام الامن و الأمان ، و تهبط قيمة المواطن فيها الي ثمن طلقة او ساطور و خزينة تلك الدولة مفلسة فعليا و مُثقلة بالديون

في تلك الدول يجوز مثلا : فصل رأس امرأة عن جسدها بيد ذويها دون مراجعة او عقاب لمجرد شُبهه، و تترعرع فيها تجارات المخدرات و الدعارة و السلاح و مركبات التوكتوك ... و تُقلع من شواطئها قوارب الموت مُحملة بالنساء و الأطفال املا في اللجوء و غير عابئين بالموت غرقا

لحسن الحظ ... مصرنا العزيزة لا تنتمى لاي من هذه التصنيفات .. فلا هى دولة دينية صِرف ... ولا مدنية صٍرف ... ولا - بعد الشر - فاشلة


مصر دولة مُتشَعبطة .... تُمسك بتلابيب الانواع الثلاث

....

#هانى_شاكر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات