أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني شاكر - صديقتى الالمانية














المزيد.....

صديقتى الالمانية


هاني شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1

صديقتى الالمانية ... ذكية و لماحة ... مثقفة و قارئة للتاريخ ... تقرأ الوجوه و الافكار ... محايدة و متعاطفة و غير سريعة الحكم

عمرها 150 عام

فى يوم مُفترج ... تحدثنا عن اسعار البشر ... تجردنا من الاقنعة .. و قمنا بتطبيق قواعد شيخ المُحَدثين .. اسد السُنة ... ابو اسحق الحوينى. الم يقل : نغزو كام بلد وناخد منهم اسرى رجالة و نسوان و عيال؟ نبيع الشحط بكذا و العيل بكذا و الأمة بكذا؟ عندما تحتاج فلوس تنزل سوق البشر تبيع شحطين ، و تفك ازمتك ، كما لو كان معاك ( كريدت كارد) ... و العياذ بالله ...

على طول ال 150 سنة اللى عاشتهم جيِزِيلَا ( Giesela ) إرتفعت و نزلت اسعار البشر .. و اتبدلت الأحوال

و آه لو لعبت يا زهر ... و اتبدلت الأحوال !


...

2

تحدثت طويلا ... وكان الحديث ذو شجون ... عن اسعار المصريين ، و النوبيين ، و الأوغانديين ، و سكان ساحل العاج و ليبيريا و النيجر ، و الإيطاليين ، و الأرمن ، و الأكراد ، و اليونانيين ، و الهنود و سكان نيبال و الفيليبيين ... و عن الهنود الحمر فى امريكا الشمالية و حضارات المايا و ذهب الأنكا

و عن قصور الباشوات و الأمراء فى مصر ، و قصور السلطان و قادة الدولة فى اسطنبول و قولة ، و بيوت الأكابر فى بوسطون و اطلانطا ... وحال العبيد و الإماء فى غابر الزمان ... يوم وُلدت هى فى درسدن عام 1870

و بكت كثيرا عندما سردت حكايتها هى ... و كم من مرات تم بَيعها و شَرائها هى ... و كم مرت باحوال العتق و الأسر و التحرير ... و عن حياتِها كأميرة و كأسيرة ... و سبحان مُغير الأحوال


...


3


تذكرت ايام بسمارك .. و ضنك جمهورية فايمر ... و ذل الوصاية ... و غطرسة هتلر ... و سحق المانيا ... و كيف تدنى سعر الأميرة الألمانية إلى زجاجة كوكاكولا فى يد اليانكى الأمريكى الأجلف فى خريف 1945

ثم قضت ساعتين فى النحيب المتواصل ... ضحكت هيستيريا و هى تقول ... لم نكن وحدنا فى جحيم الماسآه ... ذهب ملك إيطاليا ليموت و يُدفن فى تراب الإسكندرية ... حيث كان سعر الجارسون اليونانى او الميكانيكى الإيطالى كمهاجر غير شرعى هو جنيه مصرى واحد بالتمام و الكمال فى عروس البحر الابيض المتوسط

...


4

أعتدلت ، نظرت وجهها سريعا فى مرآة شنطتها الأنيقة ماركة ( لوى فيطون ) ... رشفت من كاس ( ييجر مايستر ) و فى تنهيدة طويلة قالت : انظر صديقى ، فى سنوات عمرى المائة و الخمسون .. القصيرة و الرديئة لم يتغير شيئ

الأمريكان يحبون و يكرهون و يلعنون .. و لا يستغنون عن المكسيكان .. ينظفون لهم المراحيض .. يبنون البيوت .. يجلبون لهم المخدرات و بائعات الهوى ... للجمهوريين و الديموقراطيين بلا تفرقة ... و الجميع يتاجر بهم بلا هوادة ... الجمهوريين يمتصوا دمائهم لآخر دولار .. و الديموقراطيين يمتصوا دمائهم لآخر دولار و اخر صوت انتخابي .. بصقت فى منديلها و لعنت ترامب و ساندرز فى نفس واحد

...

5


وواصلت السرد ... أما عندنا فى أوروبا فبنعمة ربك فحدث ... الألمان و ما ادراك مافعلوا ويفعلون بالاتراك و العرب ... و الفرنجة و الاسبان و ما ادراك مافعلوا ويفعلون بالمغاربة و الافارقة ... و السعوديون و الكويتيون و ما ادراك مافعلوا ويفعلون بالفليبينيات و السرلينكينات

لقد فقدت ياصديقى كل ثقة و امل فى قادتنا و سياسينا فى الشرق و الغرب

و ما عاد شيئ يسلينى فى هذا العالم سوى محاضرات الشيخ الحوينى

هل تعلم انى سافرت الى دورتموند لاحضر جميع دروسه؟!

تمت

....



#هاني_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوف احيا - 2
- سوف احيا
- الكورونا و الفلوس
- العته ليس حكراً على حكامنا
- تعداد مصر يصل إلى 100 مليون
- محلاها عيشة السفاح
- لما ترامب اتجنن
- كلمات عتاب عن مقارنات الإسلام والمسيحية! رسالة للرفيق طائر ا ...
- ابونا مكاري و لاهوتا الحرية و العبودية
- ترامب : الموجة الواسعة و حَجَر الارتباك
- القائد الاعلى للجنيهات المشلحة
- أحنا كتير ... و ببلاش ... و معندناش سُكر
- كان فيه زمان تلاجة
- سلم لى على شلنوف
- كله إلا الكفيل
- مصر : اسباب النزول
- الديك الشركسى
- يا كفار العالم إتحدوا !
- انا مُسلم .. انتَ هالِك
- من الحاكم إلى السيسى


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني شاكر - صديقتى الالمانية