أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - بيت الشعر هذا لم يقله الجواهري الكبير بل قاله عماش














المزيد.....

بيت الشعر هذا لم يقله الجواهري الكبير بل قاله عماش


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 17:45
المحور: الادب والفن
    


قرأت المقال الذي كتبه الشاعر عبد المنعم حمندي، ونشرته جريدة (الزمان) بعددها الصادر يوم الأحد الرابع عشر من شهر آب/أغسطس 2021وعنوانه (الشاعر محرضاً وعدوانياً) جاء فيه: "بتشجيع ضمني من الأحزاب السياسية، تحول بعض الشعراء إلى أداة قمع وترهيب(..) والذي يحزنني أن أرى شعراء كبارا مروجين لقيم عدوانية(..) فينظمون قصائد لا تخلو من ترهيب وترويع تشمئز منه الأنفس التي لا تزال تحتفظ ولو بأدنى قدر من الاحترام الإنساني الذاتي، مثل قول محمد مهدي الجواهري في قصيدة نظمها في عام1964
شعب دعائمه الجماجم والدم....... تتحطم الدنيا ولا يتحطم
وهذه من المآخذ على الجواهري".
قلت هذا البيت لا شأن للجواهري الكبير به، بل هو من أدبيات حزب البعث وقد القاه صالح مهدي عماش، وكان يومذاك وزيرا للدفاع في حفل أقيم في ساحة الكشافة بمنطقة الكرنتينة برصافة بغداد في أحد الاحتفالات سنة 1963.
ومن هذه القصيدة قول الفريق عماش
لما اعتنقنا البعث كنا نعلم......... إن المشانق للعقيدة سلم
لا بل أن ثمة رواية أخرى لهذا البيت تأتي على الوجه الآتي
بعث تشيده الجماجم والدم.... تتهدم الدنيا ولا يتهدم
ولقد سبق أن وقع في هذا الوهم الشاعر والروائي العراقي المغترب فاضل العزاوي في مقابلة أجرتها معه إحدى الصحف العراقية سنة ٢٠١٤، وقد صححت وهمه هذا بمقال نشرته في كتابي( قد كان ما كان. في النقاش والرأي) الذي أصدرته دار أمل الجديدة في دمشق سنة ٢٠١٩
قد اتفق مع الشاعر عبد المنعم حمندي في أن الكثير من الشعراء والأدباء، قد ركبوا موجات التحريض والكراهية وتشديد النكير على الآخر حتى وإن كان خلافه معه عابراً وبسيطاً، وكانوا هم أول من دفع ضريبة هذا التحريض، ومن ذلك ما فاه به عبد الوهاب البياتي من جعله جماجم أعدائه منفضة لسجائره، وإني لأعجب من هذه الصورة المنفرة المقززة كيف تصدر من شاعر تفترض فيه الرقة ورهافة الحس، إنها لا تكاد تصدر عن جزار، وكان هو من دفع ضريبة دعاواه المقززة هذه، والأمر هذا يذكرني بدعوات الأديب والناقد المصري سيد قطب، سأطوي كشحا عن آرائه السياسية والحزبية، وسأتحدث عنه بوصفه أديباً وناقدا وباحثا، فلقد استغل علاقته ببعض ضباط يوليو/تموز ١٩٥٢، فأصدر صحيفة (التحرير) صال وجال على بعض أدباء مصر وأساتذة جامعاتها، مطالبا بتطهير الجامعة منهم بحجة أنهم لبراليو التوجهات وقريبون من الغرب وأوربة ومنهم الناقد الكبير لويس عوض ورشاد رشدي وامتدت قائمته لتشمل حتى توفيق الحكيم، لكن البئر التي حفرها سيد قطب لزملائه وأخدانه، قد وقع فيها فصدر سنة ١٩٦٦حكم بإعدامه، ولأننا في دول الراديكاليات الثوريات لا شأن لنا بمحاكم الاستئناف، ومحاكم التمييز! فلا حرية لأعداء الشعب! فلقد أعدم الرجل في شهر آب١٩٦٦، وللتاريخ أذكر أن المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم _رحمه الله _ قد أبرق للرئيس جمال عبد الناصر، طالباً منه وقف التنفيذ، وقد قرأت البرقية منشورة على الصفحة الأولى من جريدة (الجمهورية) وللتاريخ أذكر _كذلك- إن سيد قطب كما كنا نراه في الصحف، كان متماسكا رابط الجأش.
وعود على بدء، فإني تحدثت مرة عن قصيدته (تحرك اللحد) التي يخاطب بها الجواهري السيد حكمة سليمان؛ رئيس وزراء حكومة الانقلاب العسكري، الذي قاده الفريق بكر صدقي (العسكري) رئيس أركان الجيش ضد الحكومة الدستورية؛ حكومة السيد ياسين الهاشمي، هذه القصيدة سيعيد الجواهري إلقاءها في الاحتفال الذي دعت إليه جبهة الإتحاد الوطني، بذكرى ما تعرف بالأدبيات السياسية العراقية؛ وثبة كانون في ساحة الكشافة، أواخر شهر كانون الأول ١٩٥٨، وبودي أن أدون بعض أبيات هذه القصيدة المدوية.
مدوا جماجمكم جسرا إلى أمل..... تحاولون وشقوا الدرب واختاروا
والضارب الضربة لصدمتها..... لحم العلوج على الأقدام ينتثر
أقدم فأنت على الأقدام منطبع..... وأبطش فأنت على التنكيل مقتدر
فحاسب القوم عن كل الذي اجترحوا.... عما أراقوا وما اغتالوا وما احتكروا
للآن لم يلغ شبر من مزارعهم.... ولا تزحزح مما شيدوا حجر
فضيق الحبل وأشدد من خناقهم..... فربما كان في إرخائه ضرر
ففي القصيدة هذه التي حذف الجواهري فيها اسم (حكمة) أي حكمة سليمان ووضع بدله(كريم) أي الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، في هذه القصيدة تأكيد الحبال والتضييق، والبطش، ومصادرة المزارع والبيوت، مما دفعنا ضريبته الباهظة نحن العراقيين كلنا، وفي المقدمة منهم هو الجواهري الكبير ذاته، فيصدر أمر توقيفه سنة ١٩٦١، ثم يطلق سراحه بكفالة مقدارها خمسون فلسا، فكانت هذه أشد إهانة توجه للجواهري، الذي عرف أن وراء الأكمة ما وراءها، فغادر العراق لواذا خريف تلك السنة ١٩٦١، لابل أن الجواهري يعاتب نفسه انه ما كان يجب أن يخاطب الأمير عبد الإله بن علي؛ الوصي على عرش العراق الذي كان حاضراً الاحتفاء بالنطاسي البارع عميد الكلية الطبية الملكية، الدكتور هاشم الوتري(توفي ١٩٦١) انه ما كان يجب مخاطبة الأمير عبد الإله- كما ذكر ذلك الجواهري في مذكراته-
أنا حتفهم الج البيوت عليهم.....اغري الوليد بشتمهم والحاجبا



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التاريخ العراقي الحديث إضراب أواخر آذار ١٩ ...
- الدكتور محمد حسين آل ياسين وبعض توصلاته البحثية
- تناقض بين المَظهَر والمَخبَر سلامة موسى ودعوات للعامية واللا ...
- حق المناقشة
- حق التوضيح والإيضاح الصحافة في عهد عبد الكريم قاسم
- هل بالإمكان أحسن مما كان؟ عبد المجيد لطفي كاتب متشعب الاهتما ...
- حين تتواشج المدن روحا ومعنى جمال العتّابي يقرأ من داخل المكا ...
- رشدي العامل شاعر احترام الذات والرومانسية والقصيدة المكثفة؛ ...
- المُسْتَدْرك على كتاب (حديث الثمانين).. مذكرات الطبيب كمال ا ...
- المفكر عزيز السيد جاسم يدرس العلاقة المعقدة بين المثالية وال ...
- حسب الشيخ جعفر في (الريح تمحو والرمال تتذكر) عودة للذائذ الم ...
- هذا النقد نجيب محفوظ: احترام المنجز والمتلقي
- حديث الأربعاء
- مذكرات مصطفى علي دقة التدوين ونزاهة القول وصراحته
- وثيقة صحفية تعود إلى العام 1957 الصحفي الرائد الأستاذ عادل ع ...
- رزاق إبراهيم حسن.. كاتب المقال الأدبي النقدي
- رسائل التعليقات
- عودة إلى كتاب لم يأفل مع العصور من كتب رواية دون كيخوته.. ثر ...
- (الصخب والعنف) لوليم فوكنر.. رواية الجنوب الأمريكي
- إقرأ.. وفي البدء كانت الكلمة


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - بيت الشعر هذا لم يقله الجواهري الكبير بل قاله عماش