أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - لماذا ننقد قيس سعيد ونعارض مشروع من سيحكم باسمهم














المزيد.....

لماذا ننقد قيس سعيد ونعارض مشروع من سيحكم باسمهم


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعنا من الموقف الساذج السطحي الذي يعتبر أن نقد قيس سعيد لا يمكن إلا أن يصبّ في مصلحة الخوانجية والذي يواجه به كل ناقد لسياسة قيس سعيد وبالتالي فلا مجال لأي نقد وما علينا سوى إعلان ولائنا له والبحث عن مسوغات لسياساته وتبرير لإجراءاته فهو في آخر التحليل كما يزعم أصحاب هذا "الرأي" أفضل من الخوانجية وخلّص الشعب التونسي من سيطرتهم وبعث الأمل من جديد في شعب كان يعاني الأمرين ولا حول ولا قوة له أمام نفوذ الخوانجية والدائرة النهابة التي شكلوها وأحاطوا أنفسهم بها.
ودعنا كذلك من الموقف الثاني الذي لا يقل سذاجة عن الأول والذي يرى أن كل سلطة تشهر عداءها للخوانجية هي سلطة يجب دعمها بغض النظر عن طبيعتها وعن النظام السياسي الذي سترسيه وحقيقة الدولة والأجهزة والطبقة التي ستبسط بواسطتها نفوذها.
مثل هذين الموقفين في الحقيقة لا يستندان إلى أي منطق يمكن مناقشته فالخوانجية سقطوا وانتهوا بالصورة التي ظهروا بها بعد 2011 ومن صعد بدلهم ليس الشعب بل واحد من الذين جاء بهم الانتقال الديمقراطي وفرضته أوضاع الأزمة التي انتهى إليها بعد عشر سنوات وسيحكم بما تتطلبه مصلحة السيستام وتغير موازين القوى بين ممثليه السياسيين وليس الشعب وفي الحقيقة لا شيء سيتغير فالدولة هي الدولة والنظام هو النظام والسياسات هي السياسات والأجهزة هي الأجهزة فقط أساليب وأشكال الهيمنة هي التي ستتغير.
سقطت النهضة التي حكمت عشر سنوات وأحاطت نفسها بشريحة من المتسلقين البرجوازيين الجدد من نهابة ومهربين وفاسدين وبجزء من الذين استفادوا من نظام الديكتاتور بن علي وكونوا لهم ثروات طائلة في عهده وأتاحت لهم ما سميت بالمصالحة العودة من جديد للحياة السياسية والنفوذ الاقتصادي مسنودين في ذلك بمراكز قوى جديدة وتقليدية في وزارة الداخلية وفي جهاز القضاء والإدارة وفي الدوائر الإعلامية الرسمية والخاصة.
سقط مع النهضة كذلك توافق شقي البرجوازية التونسية ومحاولات تأجيل حسمه لصالح طرف منهما وهو صراع ظل مستمرا منذ أواخر الحكم البورقيبي بين فئة الكمبرادور الرثة والتي تحول جزء كبير منها إلى التهريب والمضاربة وأفرزت من داخلها مجموعات مافيوزية لم يعد لنفوذها حدود وهي منتشرة تقريبا في كل القطاعات والإدارات والأجهزة ومثلت دعامة لحكم النهضة في العشر سنوات الفارطة وفئة برجوازية الخدمات والصناعات التحويلية والعقارات في المدينة وكبار الملاكين العقاريين والمتوسطين في الريف هذه الفئة التي صارت تنشد نوعا من الاستقرار السياسي والاقتصادي والحد من نفوذ وسيطرة الشق البرجوازي المحتمي بنفوذ النهضة لم تكن ديمقراطية الانتقال الديمقراطي الفاسدة وحكم النهضة ليضمناه.
ومع بلوغ تأزم الأوضاع أقصاه منذ سقوط حكومة هشام المشيشي بدا هذا التوجه جليا وبدأ الإعداد له وبدأ الضغط على قيس سعيد لتفعيل الفصل 80 من الدستور والذهاب لما أبعد من الفصل 80 بإعلان إجراءات تجريد النهضة من مؤسستي الحكم التين تحت نفوذها (البرلمان والحكومة) بتجميد البرلمان وبحل الحكومة وإعلان كل السلطات بيد الرئيس والهدف النهائي إبعاد النهضة عن الحكم وتغيير النظام السياسي والقوانين الانتخابية بما يسمح للوبيات الاقتصادية التقليدية من السيطرة والتفرد بالحكم.
ستُبْعد النهضة عن السلطة وستقلم أضافر بعض الذين استثمروا في نفوذها ليصبحوا من أصحاب الثروات من المهربين ومن فاسدي نظام بن علي الذين التحقوا بها في العشر سنوات الأخيرة وسينتهي كل ذلك إلى التأسيس لطور ثان من الانتقال الديمقراطي بدولة بوليسية ونظام رئاسي بيد رئيسه كل السلطات.
سيتبن ذلك سريعا ما أن تلحظ الأغلبية محدودية إجراءات "مسار إصلاح" قيس من داخل منظومة الحكم. ستتواصل نفس السياسات الاقتصادية والاجتماعية فالأعراف الرأسماليون سيظلون هم أنفسهم وستظل سياساتهم الاقتصادية والاجتماعية هي نفسها فقط الدولة هي التي ستغير أساليب سيطرتها. فكيف مثلا سيتعامل قيس سعيد مستقبلا مع الاتحاد العام التونسي للشغل؟ كيف سيتعامل مع مطالب الحركة النقابية وكيف سيتعامل مع قيادتها الفاسدة؟ كيف سيتعامل مع لوبي المناولة باليد العاملة؟ كيف سيتعامل مع قوانين الشغل الجائرة؟ كيف سيتعامل مع الحريات النقابية عموما ...؟
لا أخال قيس سعيد أو من سيحكم باسمهم يكنون تقديرا ما للحركة النقابية أو سوف لن يسعوا لمزيد إضعافها بكل الطرق ـ وهنا اتحدث عن الحركة النقابية ولا أتحدث عن قيادتها الرثة الفاسدة ـ فلئن حاول بورقيبة دمج الحركة النقابية عن طريق قيادتها في ما سماء بالمنظمات الوطنية وحاول بن علي بعده السيطرة على المنظمة من داخلها وخير الخوانجية أسلوب عدم مواجهتها حتى توهّم قادتها الفاسدون أنهم صاروا شركاء للحكومات لا يمكن الاستغناء عنهم فإن قيس سعيد ومن سيحكم باسمهم لن يتأخروا كثيرا في نقل المعركة لساحة محمد علي ليس لتجذير الفعل النقابي بل للقضاء كل مقاومة نقابية لسياستهم مهما كان لونها ومهما كانت ضعيفة أو مترددة.
ستهيمن سلطة سعيد على كل مساحات الفعل باسم الرئيس الذي يرى أنه هو الشعب وأن سلطته هي سلطة الشعب مدعوما بجهاز الدولة المسلح وبأحزاب وجمعيات ومجموعات سياسية موالية ليستمر الانتقال الديمقراطي في طوره الثاني بقيادته حاكما ناهيا باسم "سلطة الشعب" و "دولة القانون" و"الشعب يريد قيس سعيد" بدل "الشعب يريد إسقاط النظام"
إنه من أجل كل هذا ننقد اليوم قيس سعيد ونعارض مشروع من سيحكم باسمهم

25 أوت 2021



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: ما المطلوب اليوم المقاومة المستقلة من أجل مشروع للتغيي ...
- معارك الأغلبية الطبقية التي جيّرها قيس سعيد عبر حشود الطبقة ...
- في تونس انقلاب شق من منظومة الانتقال الديمقراطي أم تصحيح للم ...
- متى يستفيق أنصار قيس سعيد أنهم خزان بيد شق من المنظومة الفاس ...
- تونس: بعض أسئلة للمعنيين ماذا بعدُ ؟ وعمّا تدافعون اليوم وأ ...
- تونس: قيس سعيد يقود انقلاب أحد شقوق منظومة الانتقال الديمقرا ...
- 25 جويلية : إنه النظام يعيد للواجهة حراسه الأقدر على ضمان تو ...
- من أجل سياسات راديكالية ومشروع مقاومة يؤسس للتغيير الجذري
- تونس: لا تصرفوا النظر عن العشب الذي ينمو تحت الأرض
- تونس: الأمر لا يتطلب كثيرا من العقل للقول أن «كسيدي كجوادو» ...
- تونس: على ماذا يعارض معارضو الانقلاب على الفصل 20 من القانون ...
- لا تجعلوا الضحايا سبب الكارثة
- موقع -الشريك المعترف به- يزيد في تقريب قيادة -ا ت ع ت ش- من ...
- من هو مرشح الفقراء Pedro Castillo الذي فاز بالانتخابات الرئا ...
- تونس: الاتحاد العام التونسي للشغل نموذج النقابة المندمجة بدو ...
- فلسطين دولة القوميين اليهود الصهاينة أم فلسطين دولة كل مواطن ...
- الحذاء العسكري
- الطريق لتحرير فلسطين: حروب حماس أم مقاومة جماهيرية في كامل ف ...
- عندما تقطع صواريخ حماس والجهاد الإسلامي الأفق نحو انتفاضة فل ...
- تونس: القبول بشروط البنك الدولي الجديدة أو الإعلان الصريح عن ...


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - لماذا ننقد قيس سعيد ونعارض مشروع من سيحكم باسمهم