أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد خضير سلطان - حيوا المجازين ......نصيحتان للبرلمانيين قبل لقائهم بالناس














المزيد.....

حيوا المجازين ......نصيحتان للبرلمانيين قبل لقائهم بالناس


محمد خضير سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 08:15
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد ان انتهت دورة الانعقاد السنوية لمجلس النواب بفصل تشريعي اول أمده ثمانية أشهر كما حدده النظام الداخلي، ارتأى نواب الشعب العراقي استنادا الى الدستور، ان يتمتعوا بعطلة لمدة ثلاثين يوما، تعقب الفصل التشريعي الاول، وحينما ناقشوا الامر مليا.. وجدوا انفسهم مرغمين على قبول الاجازة لخلو النصوص الدستورية من اية اعاقة تمنع من ان يتمتع النائب البرلماني العراقي بأجازة قبل استئناف الفصل التشريعي الثاني إلا اذا طلبت منهم الرئاسات الثلاث عقد جلسة استثنائية خلال مدة العطلة أو في حالات الطوارئ ومصادقة الموازنة العامة.
عندها صارت الطريق سالكة كما يراها التشريعيون العراقيون والفرصة سانحة مادامت الموازنة العامة رهنا بصندوق التنمية العراقي في الامم المتحدة ولا سبيل في الوقت الحاضر للنظر في مخرجاته ومدخلاته المالية وما دام تمديد حالة الطوارئ متعاقبا لثلاثين يوما، ويسمح ببحث المسألة في فصل لاحق.
وتحت غيمات رمادية متفرقة لا تحجب سماء ولا تهطل ماء سرعان ما طووا مقاعدهم وغادروا ـ ربما كان بعضهم أوكلهم على استحياء ـ وبدلا من الركون الى الراحة لفترة قصيرة وهي حق لهم مرفوع على الرماح البرلمانية الجديدة، آثروا استثمار الفسحة من الوقت وانبروا بعدم ضياع الجهد فقرروا النزول الى ـ القواعد ـ واللقاء مع من عمل على ارتقائهم نحو ساحة البرلمان لكي تكون العطلة مجالا استعاديا للنظر في قضايا الناس مباشرة قبل مناقشتها داخل البرلمان وهذا ما أكده مصدر اعلامي برلماني ردا على ما تداولته بعض الجهات الاعلامية بتهكم لهذا السلوك في هذا الوضع الخطير.
وبذلك أسدى البرلمانيون المجازون تبريرا للرد على الاستياء المكتوم حين يخرج هنا بصوت خافت وهناك بصوت عال.
ولو أخذنا هذا العذر البرلماني على محمل الجد وتخيلنا مشهد لقاء النواب في اجازتهم مع الناس أو كما قال المصدر الاعلامي في مجلس النواب (بالرجوع الى القواعد واستطلاع آراء الناس)، فكيف يكون هذا المشهد، وأية طرق تتخذ سبيلا لقول ما يمكن قوله من قبل الناس وممثليهم.
هل يختلسون السمع والبصر الى الاسواق والشوارع والمقاهي لكي يتعرفوا على شيء لم يدركه أحد منهم بعد، أم يلتقي النائب مع المكونات السياسية التي أحرز من خلالها مقعده النيابي في هذه الكتلة البرلمانية أو تلك.. في هذه الحالة لابدّ أن يدرك النائب بأن المكونات السياسية التي ارتقى بها لا تمثله دستوريا بشكل مطلق لانه لا يمثل الكتلة التي انتخبته وفقا للصفات المذهبية والاثنية وانما يجري تحويل هذه الصفات الى حقائق جغرافية وتاريخية تعمل على الخروج من الدوائر الصغيرة فالبرلمان لا يضم العباءات المذهبية والاثنية قدر ما يحتويها الى دائرة وطنية أكبر.
ومن الصعب هنا فك الارتباط ـ عند اللقاء بالناس ـ بين النزعات الطائفية والعرقية لدى الناس في وعيهم الانتخابي وبين الطريقة التي ارتقى بها النواب في وعيهم البرلماني، وعلى النائب ان يُقنع ممثليه بعدم النظر اليه انطلاقا من كتلته البرلمانية وانما من كيانية البرلمان وخلاف ذلك لا يلتقي البرلمانيون إلا مع من انتخبهم من مكونات مماثلة لهم حيث يضيع الفعل المجدي من اللقاء.
إذن.. من هم الناس الذي يلتقيهم النائب؟ واذا افترضنا، ان أي نائب يحدد على الخارطة الطوبوغرافية نسبته الثابتة (لكل مقعد مئة ألف شخص كما ورد في الدستور).. حينئذ سيفرض عليه الحال تعاملا هشا مع أفراد لا تتطابق توجهاتهم السياسية مع كتلته، أي ان النائب الكردي يجب ان يلتقي باعداد من الناس، ليس من الضرورة أن يكونوا من الذين انتخبوا كتلته البرلمانية ونائب الائتلاف الموحد يجب ان يذهب الى دهوك فضلا عن النجف الاشرف.
ولابدّ من الاشارة هنا الى نموذج استثنائي برلماني عند مقابلته مع المعايير الدستورية وبين وسائل ارتقائه برلمانيا وهو النائب مثال الآلوسي، انه النائب الوحيد الذي بمقدوره ان يلتقي بالناس من أدنى العراق الى أقصاه دون أن يتعارض ذلك مع كيانه البرلماني والدستوري، لانه النموذج غير الفئوي الذي انتخب من جميع الفئات دون أن تكون الفئة معيارا في الاختيار.
وقبل أن ينهي البرلمانيون عطلتهم السعيدة.. نجد من الافضل ترك هذا التبرير ونقترح عليهم امرا أكثر غنى في تزجية أوقات فراغهم بالذهاب الى شارع المتنبي/ سوق السراي وشراء بعض الكتب المهمة التي تفيد في تفعيل سلوكهم البرلماني وعدم الاقتصار على ما يطرحه الدستور حول عملية طرح القضايا أمام المجلس بواسطة خمسة وعشرين عضوا فمن الضروري النظر الى هذه المسؤولية من خلال اقتناء كتاب قواعد روبرت التنظيمية المهمة من اجل الافادة بشأن كيفية التعبير في جلسات النقاش المفتوح وطرح القضايا بطرقها البرلمانية المتطورة وهذا ليس عيبا قوميا أو دينيا فقواعد روبرت التنظيمية التي يضمها الكتاب غدت مثل قواميس اللغة، تتجدد بين فترة واخرى منذ انبثاق النظام البرلماني في العالم ويحتاجها البرلماني في كل مكان من الارض مثلما يحتاج اللغوي الى القاموس.
ونود أن نؤكد فضلا عن ذلك لكل برلماني يطمح الى اغناء ثقافته البرلمانية من شارع المتنبي، ربما يحصل على بعض الكتب الاخرى في الادب العراقي وجذور الديمقراطية العراقية مجانا وهدية من البائعين، الكتبيين تشجيعا منهم لخدمة العراق.
وثمة نصيحة اخرى حبذا لو ينفذها البرلمانيون في فترة اجازتهم وهي زيارة كردستان والاطلاع على تشكيلة الحكومة وقراءة برنامجها والنظر في مسودة دستور الاقليم داخل البرلمان الوطني الكردستاني والهدف من الزيارة من اجل بيان اطراد الفيدرالية كفعل وانحسار الطرد الفعلي في الحكومة الاتحادية وادراك المفارقة الغريبة بين تقدم الطرف وتراجع المركز.
نحيي المجازين البرلمانيين ونتمنى لهم اجازة سعيدة ولكن تريثوا قبل اللقاء بالناس وقبل ان ينتابكم شعور بأن هؤلاء الناس مدفوعون بالحسد على الراتب البرلماني.



#محمد_خضير_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف وحوار المعضلة العراقية على طاولة مفكر عراقي
- الالف توقيع
- الاحساس بالزمن
- من يؤيد الاحتلال ؟من يقف ضد الفاشية؟
- تصل او لاتصل.....رسالة الى اربيل
- الوجه الغائب عن تحليل الديمقراطية العراقية/هدم الكهف واطلاق ...
- الديمقراطية العراقية -صورة اولية لصنع الذات وتحققها على الار ...
- تلازم صحة القرار السياسي مع الارتقاء الامني
- احزان مرحة
- العائدون من المقابرالجماعية/جمهورية فاضل الديمقراطية العادلة
- نسق الثقافة والمتغير الاجتماعي محاولة في نقد المفارقة
- النظر الى الاعلام العراقي
- برنامج تلفزيوني /ثالث النهرين / الحلقة الاولى محنة الاختيار
- هجير الذهب او الصورة الاخيرة
- الواضح الغامض في العراق
- طائف العراق كالمستحيل
- اذا كان العراق ذكرى محتلين
- هل نصفق للديمقراطية؟
- اتصالية الاعلام من حدثية الثقافة-صحيفة الصباح ودار الشؤون ال ...
- الصباح ودار الشؤون الثقافية نموذجين - اتصالية الاعلام من حدث ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد خضير سلطان - حيوا المجازين ......نصيحتان للبرلمانيين قبل لقائهم بالناس