أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد خضير سلطان - تعريف وحوار المعضلة العراقية على طاولة مفكر عراقي















المزيد.....

تعريف وحوار المعضلة العراقية على طاولة مفكر عراقي


محمد خضير سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 10:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا تنضوي تجربة فاضل الخياط الفلسفية على بعد أكاديمي فلم تولد وتنمو افكاره في مدرسة عدا مدرسة الحياة التي خبرها نضالا ومعاناة، ( اودع سجون النظام لسنين عديدة ونجا باعجوبة من سم الثاليوم وطورد حتى الايام الاخيرة من انهيار الديكتاتورية) ولم تتبلور آراؤه حول مجمل القضايا الكبرى في قاعات الدرس وما خرجت نظرته التحليلية الى وقائع الماضي والحاضر في عمر العراق الحديث والقديم من تحت قبة الجامعة ولم تتأتى عن طريق درجة علمية وانما خرجت تجربته الفلسفية من اتون الوقائع السياسية والنضالية التي خاضها طوال العقود الماضية، فاستبدلت تلك التجربة ساحات المدارس الرحيبة بساحات السجون الخانقة ومعاناة الدرس بمكابدات الشارع السياسي الساخن ورحلة التحصيل الدراسي بمحطات المنافي في موسكو ودمشق وعمان، وايران الخ.
ولا غرابة ان يقتحم الخياط أكثر من رابطة ومعهد فلسفي ليحل بآرائه ومقارعاته محل الدهشة عند الحضور الاكاديمي ومثار العجب لدقة افكاره ومنحاها الاستثنائي.
ولهذا فهو مثل مكسيم غوركي حين كتب سيرته بعنوان ـ جامعاتي ـ مستعيرا فضاء الجامعات من قاموس الحياة اليومية الصاخبة باعتبارها التجربة الكفاحية المباشرة لواقع الفقر والكدح ومعاناة البشر.. وهي الدرس الاكثر فصاحة المستنبط من تحدي ذاتي للعالم، غير ان غوركي يختلف هنا عن فاضل الخياط اختلافا شكليا في ان الاول روائي والثاني مفكر، الاول مزدوج الخيال بين النص والعالم والثاني مباشر كمتخيل فلسفي بين الرؤية والعالم.. الاول يكتب في ضوء فكرة مركزية، تتسق مع منظومته الفكرية التي يؤمن بها والثاني يعمل على تجديد حزم الافكار الانسانية ومنجزات العقل البشري من أجل ايجاد ملامح وطنية للهوية العراقية ذات الظرفية والخصوصية الجديدة.
(المفكر) فاضل الخياط، لا يكتب من أجل الكتابة بل ان أوراق (جمهوريته العادلة) هي طريقة أدبية لايصال افكاره الى الآخرين حتى ان الروائي الراحل عبد الرحمن منيف وصف ما يكتبه بالقصيدة المقالة التي تلتلحم برؤيته الفلسفية المستنبطة من تجربته القاسية في خضم الواقع العراقي وما لا قاه من بطش النظام الفاشي فضلا عن تماسكه وصلابته في السعي الحثيث الى استيلاد عالمه الفكري والثقافي في ضوء تجربة شعبه وتاريخ وقائع شعوب العالم.
من جانب ثان ٍ، تتسم تجربة الخياط السياسية، بأنه لم يعط ولاءه التام لاية جهة سياسية على الصعيد العقائدي واذا ما حدث ذلك فلا يتورع في توجيه النقد والتقويم كونه المجال الحيوي لتجديد اية حركة سياسية فارتفعت اهواؤه وميوله نحو فضاء اوسع من ان تتحجر في دائرة ضيقة وبالرغم من ذلك فهو لا يعدم الاستمداد والافادة من التيارات الفكرية والسياسية المعاصرة منذ بداية القرن العشرين وتطورها المتنامي الى هذه اللحظة ولا يسد منافذه المرجعية باستعادة آراء الفلاسفة الاولين الافذاذ منذ نشوء سومر وأثينا وحتى بغداد ومكة واليمن.
وعلى هذا الوفق، تمنح رؤيته الفكرية باستمرار من الفكر الماركسي الاشتراكي ونحسب ان الخياط مفكر اشتراكي في ثوابت رؤيته العامة لاعتماده الاشتراكية طريقا مضيئا للانسانية ومنهجا لخلاص الانسان من وحش الاستغلال الاقتصادي والثقافي والتاريخي، ولكن أية اشتراكية، تصلح في فضائها الطبقي والتاريخي لان تكون مناسبة لازدهار الشعب العراقي الذي يكافح الخياط من أجل خلاصه.
ان الخياط، يرتكز في فهمه للاشتراكية ونموها في التجارب السابقة في أمكنة كثيرة من العالم الى ابتكار الفعالية الحية التي تتواءم مع الظروف التاريخية والانسانية والاقتصادية لاي شعب في أي مكان، فضلا عن ذلك، فان الاشتراكية وحدها وحسب تطبيقاتها المتعددة لا تمثل تكاملا في الرؤية لدى الخياط ما لم تتلازم معها مبادئ الديمقراطية والتعددية الحزبية والثقافية.
هنا تتكامل النظرة الفكرية عند الخياط بتلازم الديمقراطية والتعددية مع الاشتراكية طريقا لتحرير الانسان من قيوده واعبائه المفروضة من قبل الطغاة.
يقول الخياط: الاشتراكية هي عقل البشرية الراجح والمتكافل بضرورة التعدد الفكري الاشتراكي حسب تجارب الشعوب ويؤكد الخياط على ان جهده الفكري، ينصب على تجديد الفكر الاشتراكي ديمقراطيا ويجب ان نعمل سياسيا على تكريس الرؤية عمليا في العراق.
يقرن المفكر فاضل الخياط دولة القانون الديمقراطية العادلة بالتعددية الفكرية والاقتصادية والحزبية ويعدها خاصيته الفكرية كمفكر يعمل على دمج المبادئ الرأسمالية والعولمة والماركسية والتجارب القومية الاشتراكية ومن ثم انتقاء واستخلاص مبدأ العمل تبعا للظروف المحلية وبناء التجارب الخاصة وفقا لمقتضاها.
قارع بشدة التطبيق الآلي للتجارب الماركسية السابقة وفتشّ فيها عن مخرج لأزمتنا العراقية منذ ثورة تموز 1958 ويقف موقفا معارضا من النقل الآلي لأية تجربة اقتصادية وسياسية فضلا عن معارضته لها لكونها تمثل شمولية الفكر والحزب والفرد كما انتقد الليبرالية الرأسمالية وطروحاتها المتوجة بأصل البرجوازية نحو قمة العولمة.. كل تلك الافكار الشمولية يناصبها الخياط العداء ويرى بأنها تحاول الاستحواذ على الحقيقة المطلقة الى جانب الاستغلالية المسيئة في التطبيق إذ تفضي بالنهاية الى عدم احراز العدالة واعاقة المسيرة التطورية للانسان.
وفي ضوء ما استقيناه من كتابات الخياط، يمكن ان نجمل رؤيته الفكرية السياسية بما يلي:
1. الفكر الاشتراكي هو انتصار العقل الانساني فيما يجب ان تلازمه الديمقراطية عبر التعدد الحزبي والاقتصادي والثقافي.
2. انبثاق ثورة تموز 1958 هو بداية المسيرة للنهوض التاريخي للعراق الحديث وقادة الثورة هم رواد بناء مشروع التجربة المتميزة بملامح وطنية عراقية صرفة.
3. المنهج الشمولي اساءة تطبيقية للفكر الانساني على المستوى الرأسمالي والاشتراكي والقومي مثلما هو ظلم فادح للشعوب.
حين التقيته للحوارحول الوضع العراقي الراهن ، اقترحت عليه ، ان اضع المعضلة العراقية على طاولته بمقهى الشابندر في بغداد ، فقال ، في البدء لا بديل عن الخطوة المالكية ويقصد مبادرة المصالحة الوطنية للسيد نوري المالكي رئيس الوزراء ،ولكن على السيد المالكي ان يتخذ خطوتين ، الاولى، اقتصادية من خلال التعاقد مع شركات كبرى في ضوء قانون استثماروطني ، والثانية عسكرية من خلال قانون جديد للتجنيد الالزامي، وبذلك نستطيع القضاء على احد رؤوس الارهاب بتوفير فرص العمل الواسعة لشرائح عراقية عاطلة بما يمهد لتجفيف منابع الارهاب نهائيا، اما من جانب النظام الفدرالي البرلماني فيرى الخياط ضرورة تخليص البرلمان من الاميين الذين اكتسبوا شهادات مزورة من سوق مريدي( اكبر اسواق التزوير في بغداد) ويعتقد بانها احدى نتائج وآثار الصيغة التمثيلية لانتخاب القوائم المغلقة وليس الافراد.



#محمد_خضير_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالف توقيع
- الاحساس بالزمن
- من يؤيد الاحتلال ؟من يقف ضد الفاشية؟
- تصل او لاتصل.....رسالة الى اربيل
- الوجه الغائب عن تحليل الديمقراطية العراقية/هدم الكهف واطلاق ...
- الديمقراطية العراقية -صورة اولية لصنع الذات وتحققها على الار ...
- تلازم صحة القرار السياسي مع الارتقاء الامني
- احزان مرحة
- العائدون من المقابرالجماعية/جمهورية فاضل الديمقراطية العادلة
- نسق الثقافة والمتغير الاجتماعي محاولة في نقد المفارقة
- النظر الى الاعلام العراقي
- برنامج تلفزيوني /ثالث النهرين / الحلقة الاولى محنة الاختيار
- هجير الذهب او الصورة الاخيرة
- الواضح الغامض في العراق
- طائف العراق كالمستحيل
- اذا كان العراق ذكرى محتلين
- هل نصفق للديمقراطية؟
- اتصالية الاعلام من حدثية الثقافة-صحيفة الصباح ودار الشؤون ال ...
- الصباح ودار الشؤون الثقافية نموذجين - اتصالية الاعلام من حدث ...
- اصداء ثقافية للعملية الدستورية/المثقفون العراقيون يكتبون الد ...


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد خضير سلطان - تعريف وحوار المعضلة العراقية على طاولة مفكر عراقي