أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير سلطان - العائدون من المقابرالجماعية/جمهورية فاضل الديمقراطية العادلة














المزيد.....

العائدون من المقابرالجماعية/جمهورية فاضل الديمقراطية العادلة


محمد خضير سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عام 2000 القى عدد من الفضائيات الغربية لا العربية الضوء على حكاية الصبي الكردي الذي هرب من براثن الموت باعجوبة بعد ان ساقته شاحنات النظام الوحشي المباد وعائلته مع عشرات العوائل في بداية التسعينيات من كردستان إلى صحراء السماوة ليتم اعدامهم جميعاً وتسوية جثثهم الطاهرة بالرمال الصحراوية، إلا ان سيل الموت البشع من كل اتجاه قد اخطأ الصبي الكردستاني، ربما لأنه كان يلوذ بجانب اجساد ذويه المخترمة بالرصاص... وفي غفلة من اعين السفلة وعواء الجرافات المنهمكة بالقاء الرمال، تمكن من التسلل واطلق خطواته على غير هدى في الفلاة حتى لاحت له من بعيد خيام القبائل في بادية السماوة... لم يعرف رجال البدو لغته لكنهم خبروا المكان كمنفى استخدمته كل الانظمة السابقة، وموقع لأبعاد جرائم الابادة عن اللغط في مدن العراق الكبيرة.
لم يعرف رجال البدو لغته لكنهم استدلوا بايماءات الرعب البادية على وجهه وكانت اكثر من ان تعبر عنها لكنته الكردية فادرك سليلو المحتد العربي جسامة الخطب وفداحة الامر، وعلى الرغم من بطش ووحشية النظام وفروا له الامان واخفوه بينهم حتى تيسر نقله إلى كردستان ليكون العائد الاول من المقابر الجماعية.
العائد الآخر، كتبت عنه الصحافة العراقية بعد سقوط الصنم هو الصبي العربي من مدينة الحلة الذي اخطأه رصاص البطش ايضاً وسط القتل الجماعي واستطاع ان يزيح لطمة التراب التي القتها الجرافات على جسمه ويهرب بعد ان دخل الروع كيانه ولازمه طوال المدة (اكثر من عقد) التي سبقت سقوط النظام وعد مكتئباً، شديد الشحوب ولا يصغي اليه احد او يحمل كلامه على محمل الجد ولكن بعد انهيار النظام كان اول من دل اهل مدينته الحلة على المقبرة التي قتلت فيها اسرته.
العائد الثالث تعرفه الاوساط الثقافية والادبية في مقهى الشابندر والاوساط الكتبية في شارع الكتب - المتنبي - هو فاضل الخياط في العقد الخامس من العمر.. لاقى أهوالاً مرعبة في سجون كثيرة، بقي شبه اعمى فاقداً للذاكرة ومرمياً على ظهره لمدة اربع سنين بعد ان سقوه سم الثاليوم عام 1980، لا نستطيع حصر سيرته في سطور قليلة قدر ما يتصل بكونه عائداً من الموت، تنقل بين المحاجر والسجون لأكثر من عقدين، آخرها مستشفى الرشاد للأمراض العقلية والنفسية.
ومن جولاته الكفاحية ان النظام المباد اعاده إلى محجر الرشاد لمدة ثلاث سنين (1997) بتهمة التهجم لانه طالب الطاغية في عنفوان طغيانه بالاستقالة من خلال رسالة ابرز فيها عدم آهليته لقيادة البلاد وارسلها مباشرة إلى ديوان رئاسة الجمهورية ومثل هذا الامر لا يصدق في العراق حتى هذه اللحظة ولكن الخياط سبق ازلام امن الكاظمية بالقبض الفوري عليه باستنساخ رسالته عشرات المرات وتوزيعها على رواد مقهى الشابندر وقد تسلم الرسالة ادباء ومثقفون في حيرة تبعث بهم على الرعب والسخرية المرة العميقة وتنتابهم فكرة الهرب من المقهى.
يوضح احد الادباءفي مذكراته عن محجر الرشاد من خلال وثائق خاصة يحتفظ بها ونشرها في كتاب اخير بان حبل المشنقة احياناً لا يطال القاطنين السياسيين في مستشفى الرشاد إذا كان التشخيص الطبي لايكسبهم الشفاء التام وهذا لا يعني قانوناً اساسياً ينطبق على الجميع فمن غير المعقول ان المقابر الجماعية لا تضم اشخاصاً على هذه الشاكلة.
ان العائدين من المقابر الجماعية شريحة مجتمعية عراقية لم يتعرف عليها المجتمع العراقي جيداً يقودهم الآن المفكر الحالم فاضل الخياط وهو يواصل دعوته إلى (جمهورية فاضل العادلة).
هم فائض الموت الذي يلحق بعوائد الحياة... الذين اخطاتهم العجلات المسننة في طاحونة البطش.
انهم سقط البطش العائد إلى الحياة ولا يستطيعون تحقيق وجودهم إلا من خلال تقمص فائض موتهم في رصيد الحياة.
اقل من ضرورة
واكبر من مصادفة
يعودون على شكل حكاية من المقابر، حكاية من بطل حقيقي ولكن ما ان ينتهي القص يعودون مثلما كانوا إلى المقبرة.
انهم الوحيدون الذين يكسبون تأييد الموتى اكثر من الاحياء.



#محمد_خضير_سلطان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسق الثقافة والمتغير الاجتماعي محاولة في نقد المفارقة
- النظر الى الاعلام العراقي
- برنامج تلفزيوني /ثالث النهرين / الحلقة الاولى محنة الاختيار
- هجير الذهب او الصورة الاخيرة
- الواضح الغامض في العراق
- طائف العراق كالمستحيل
- اذا كان العراق ذكرى محتلين
- هل نصفق للديمقراطية؟
- اتصالية الاعلام من حدثية الثقافة-صحيفة الصباح ودار الشؤون ال ...
- الصباح ودار الشؤون الثقافية نموذجين - اتصالية الاعلام من حدث ...
- اصداء ثقافية للعملية الدستورية/المثقفون العراقيون يكتبون الد ...
- صحيفة الصباح العراقية تتحول الى(ناطق) بلسان حكومة الجعفري
- ليس كل ما تتمناه الشعوب تدركه /الأنماء الديمقراطي في العراق
- المشهد العراقي /نمطان من الكتابة
- النظام العربي :خطأ العالم المصحح بإستمرار
- بقيت أسابيع على كتابته/ مثقفو الدستور العراقي ، من المواكبة ...


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضير سلطان - العائدون من المقابرالجماعية/جمهورية فاضل الديمقراطية العادلة