أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد خضير سلطان - المشهد العراقي /نمطان من الكتابة














المزيد.....

المشهد العراقي /نمطان من الكتابة


محمد خضير سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 05:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مذ عرفت صحافتنا الجديدة في العراق شيئاً اسمه حرية التعبير بعد سقوط الصنمية، حتى واجهتنا حزمة من التحديات التجريبية في داخل العراق.
نلمس نتائجها على النحو الذي يوائم حماسنا مع المجال الاساسي لاختبار تجاربنا بالتماس اليومي المعيوش مع البركان، ويوما بعد اخر، نكتشف بأن كل ما نحققه لا يمثل الا الجزء اليسير من طموحنا للوصول حقاً الى ما نصبو اليه، انطلاقاً من سيرورة الوقائع وما تنشيء بأستمرار من وعي ميداني، يكسب الكتابة محصلات قريبة او بعيدة من مواقعها في الوقت الذي تعبر فيه عن مشهد متنام ينعكس على المعالجة والسرد والقيمة الفنية ليتسق مع تاسيس ونموالنظام الديمقراطي في بلادنا. واذا استعرنا اصطلاح” الموقع السردي“ من علم السرد الذي يتعين فيه مكان "موقع" الكاتب الكياني من الحدث فضلاً عن ضبطه الزماني والبناء الفني في استخدام الروي والراوي والضمير اللغوي.. الخ..
نجد ان الكاتب العراقي الان، ينتبذ موقعين سرديين، الاول في الداخل، في قعر التنور اللاهب، والثاني في الخارج على رواية الشاشة الالكترونية، وكلاهما يتسمان بظرفية متفاوتة تتغذى من الثوابت اليقينية والكيانية المشتركة، اذ ان موقع الكاتب العراقي في الخارج لم يكن بعيداً عن الأحساس حقا بالحدث ولا هو بمنأى عن التلظي بأوار الوقائع سواء في السبعينيات من القرن الماضي وسواها في العقود اللاحقة من الكتّاب الذين غادروا البلاد "على الكراهة بين الحين والحين", الا ان القيمة السردية لموقعه الجديد في المنفى تفرض سياقاً فنياً يختلف عن الكاتب العراقي في الداخل، وتفترض موقعه الضمني والكياني الحق من الخارج.
ان هذين النمطين” الموقعين السرديين“ يتضافران برصد وتعيين منظر الوقائع ”المشهد العراقي“ ويستأنفان الكتابة عن تأسيس النظام الديمقراطي العراقي وتحويل الصفات العرقية والمذهبية والقبلية الى حقائق جغرافية وتاريخية وازالة التركة الاستبدادية الثقيلة وتحرير الرموز من البعد الثقافي وقياس درجات النمو بين الحدثين الاجتماعي والسياسي ومطاردة التطورات التفصيلية المرافقة للعملية السياسية والاقتصادية وقراءة التاريخ على ضوء الاحتلال وقراءة الاحتلال على ضوء التاريخ ومواضيع وثيمات كبرى وصغرى لا فرق.
على هذا الاساس، هناك نمطان من الكتابة عن العراق الان: النمط الاول، القريب جداً من الخط الساخن اليومي الذي تتزامن الكتابة فيه مع الحدث ويتقاسم تراسل الملفات على طاولة واحدة، فيما يتشكل بناء على تواصل هذا النمط مع الانفجار، في سلسلة من المزايا, الترقب, القلق السريع والمختزل, ويشترك بالتفاصيل النصية على خلفية الوقائع اكثر من النص المكتوب, اي ان النص يتكامل مع الحدث.
يتخذ النمط الثاني في الخارج شكلاً اكثر استقراراً واوسع مساحة للتحليل والاستنتاج، يسهم في ضبط الترقب لظاهرة الوقائع انطلاقاً من موقع الكاتب السردي "المنفى المتأهب للعودة" الذي يرى الظاهرة بجمعها تتحرك على الارض مدفوعاً بأنتمائه الضمني الحقيقي، المكاني لها، الامر الذي تأتي فيه المستويات التعبيرية والاسلوبية والتقنية بطريقة مختلفة بين حالة التقمص واستقرار عمق الفهم لهذا النمط وبين حالة المعايشة والالتصاق بدقائق الحدث للنمط الاول.
هذان النمطان يكملان بعضهما الاخر في اطار النظر من جهات متعددة الى المشهد العراقي ويبرزان تمايزاً في الاساليب الاعلامية والثقافية للكتابة عن مجريات الوقائع، ويخطان في تواصلهما المشترك على تفعيل الظاهرة وعلاقاتها الاجتماعية والانسانية على جميع الصعد.



#محمد_خضير_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام العربي :خطأ العالم المصحح بإستمرار
- بقيت أسابيع على كتابته/ مثقفو الدستور العراقي ، من المواكبة ...


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد خضير سلطان - المشهد العراقي /نمطان من الكتابة