أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية














المزيد.....

خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية


علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)


الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 20:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خطورة الديمقراطية أن تضع في الصندوق ما تجده متماشي مع المصلحة الفردية على الصالح العام فتقدم المذهب و القبيلة على الوطن.
(الكاتب ).

مراحل العمق الفكري للعقل البشري وصلت الى مستويات متقدمة حيث اصبح للخيال صورة يمكن  لتنفيذها وعكسها على الواقع. مماأتاح للإنسان بعد مختلف عن نمطية القديمة في العمل و التي بدورها قادته الى ثورة من التحرر الفكري ضد عدد من المفاهيم منها العبودية و الرق و الجواري و غيرها  وراح يسعى الى سن قوانين انسانية تنفي قانون الاستعباد ولم يقف حد التشريع بحدود القانون الوضعي  بل ذهب يخوض في الاديان حيث الفكر المتجهم والسقيم الذي ورد في بعض نصوصها المتماشية مع الزمكنة وراح يلغيها ويدرج اخرى بدل عنها .فترفع عن نصوصها واصبح للإنسان قيمة مستحدثة بعصره تختلف عن قيمة الإنسان في ذلك الزمان. وانتقل الى  خلق ميدان كبير من التطور العمراني والحضاري  حيث خلق من الصورة الفكرية  واقع يجسد له احتياجه فكانت ثورة من التطور الصناعي و الفكري وغيرها . والتي اوصلتنا الى عالم التمدن والرقي,حتى اصبح العالم قرية صغيرة تحتوي جميع العناوين البشرية ممن يملكون الرغبة والقرار في الحياة المستقرة و هذا لا يقف ضمن حدود بل ينعكس على اغلب المجتمعات الانسانية و البشرية .و التي لا اجد للعراق و اغلب البلدان العربية مكان بينها.
عندما احاول ان أستعرض صور من مراحل القفز العمراني  الحديث للمجتمعات البشرية من حيث بناء الإنسان وإعلاءالبنيان  بالمقارنة مع العراق اجد هناك بون شاسع على جميع الاصعدة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها من مفاصل الحياة. التراجع الزمني السريع الذي اوجدته لنا الفوضى الخلاقة بعد غزو العراق  تجاوز الحاجز الزمني للحياة المعاصرة . فاصبح لنا قفزة في الرجوع بالزمن الى الوراء وهذا من أعظم نتاجاتها. لقد استطاعت منظومة الشر بمساندة قوى الغباء السياسي ان تغيير سلوكيات الشارع العراقي نحو الانحدارالخلقي والقيمي للمجتمع الذي تأصل فيه شيء من العرف والقانون البشري ,الذي يمكن ان يعد بديل وقتي لغياب القانون لكن ليس ان يمنح السيادة في التنفيذ و التصرف كما هوالان في  العراق ,حيث اطلق العنان للعرف العشائري و المنظومة الدينية بالتوغل في سلطات التشريع و التنفيذ و انعكاسها  بالتأثير المباشر على الشارع العراقي  و بهذا اصبح للجهل الصوت العالي في ادارة ملفات البلد .
ن ما أنتجته الطبقة الحاكمة خلال سبعة عشر سنة تجاوز مراحل الدمار والانحدار المنهجي التي عمل عليها صدام .لا شك جميعهم يرتعون من منهل واحد مع اختلاف بسيط في الأسلوب لكن النتيجة واحدة هو انهاء ما تبقى من وجود للإنسان في ارض الرافدين .لابد لنا ان نفهم شيء محدد لم يكن لمشروع الاجهاض القيمي ان يرى النور لولا وجود هرمون الانحدار الذي يفرزه عقل الفرد العراقي . لا يوجد لدينا صانع لوحدانية القرار السياس كما هو في العهد السابق بل هناك قرار مشترك انتجه المجتمع وتمثل به رجل الدولة .وما يحدث اليوم انعكاس لأزمة اجتماعية أفرزتها عقلية الناخب العراقي. ان سياسي السلطة لم يأتي من السماء ممتطى البراق او متوسد على جنح جبرائيل بل هو وليد العملية الاجتماعية ونهجها المتجذر في فكر الفرد حيث يملي عليه اختياراته تحت تأثير المخلفات الاجتماعية التي ارست بثقلها على اغصان اشجاره حتى تصلب وتيبس على منظومة الأعراف والتقاليد والمصالح الشخصية واخرجها كما يخرج الجهاز الهضمي فضلاته وراح يرميها بثقلها على العملية الديمقراطية , لذا النتائج كانت ولا زالت كارثية .
النهج الديمقراطي عبارة عن ماكنة تعتمد على المواد الاولية وبرمجة المشغل لتعطي انتاج ذي جودة عالية أو رديئة. ان ادخلنا مواد خام بجودة عالية ( المرشح ) مع رقابة من قبل المشغل ( الشعب ) و سلطة قرار عامة لا تقف على مصلحة او منفعة شخصية  وبرنامج عمل نموذجي (برنامج انتخابي للمرشح ) يعطينا منتج بمواصفات ممتازة ( دولة مستقرة ذو تقدم وازدهار .  في الواقع الفرد العراقي يهتم بكل شيء من تفاصيل حياته الا العملية الانتخابية و اختيار الممثل السياسي عنه .يتركه الى الاقدار او الى القرار الديني او العشائري الذي يملي عليه واجب الاختيار. لا يتهاون في أي شيء على العكس من هذا الأمر الذي يملك مقادير مستقبله و حاضره. هذه الشخصية اللطيفة تقضي ساعات وأيام في اختيار كل شيء من ملابس و ادوات وحلي وغيرها لكن لا يعطي لنفسه ساعة واحدة ان يفكر في اختيار قائد يحدد لها مسار حياته المستقبلية. ولا زال تحكمه الأعراف العشائرية والمصلحة الشخصية وسلطوية رجل الدين عليه لذا تجده اعمى واضل سبيلا. يتبع ما يتلى عليه. وما عليه سوى السمع والطاعة.مثله مثل الجهاز الهضمي يستقبل ما يملي عليه الفم وليس له حق الرفض والقبول..ومخرجاته هي نفسها مخرجات العملية السياسية في العراق.                



#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi_Alaraaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن المارثون الشعبي للتملق قبل الانتخابات
- خربشة عن غرابة طبقات المجتمع العراقي والصراع السياسي
- الدين والمذهب والمعتقد... القذف والشتم واللعن ! حتى اباحة ال ...
- نبوءة في الحرب القادمة اميركا إيران والسعودية
- صناعة المقدس .... و.ه.م قانون حكيم فهيم
- ... انا الله ....
- الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود الجزء الخامس
- الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود الجزء الرابع
- الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود الجزء الثالث
- الانسان بين إيماءات الدين وصراعات الوجود الجزء الثاني
- الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود - الجزء الأول
- شرذمة افكار لواقع نسجته الاحزاب الدينيىة في العراق
- العراق و الوثنية بين نباح الساسة ونكاح الحرائر
- الله و إبليس يتصارعون و نحن من يدفع الثمن الجزء الثاني
- الله و إبليس يتصارعون و نحن من يدفع الثمن الجزء الأول
- الله , انا ,حريتي و الأمانة
- الارهاب ينكح في كل مؤسسات الدولة و المالكي يفكر في سورية
- العراق بين استمناء النظام و الصراعات العرقية والدينية
- الاسلام الحديث تارك الصلاة يجوز قتله و أكل لحم جسده من غير ط ...
- ساسة أم عاهرات في نادي ليلي


المزيد.....




- الديمقراطية وتعاطي الحركات الإسلامية معها
- فرنسا: الشرطة تداهم معهدا لدراسات الشريعة في إطار تحقيق للاش ...
- نشطاء يهود يقتحمون مبنى البرلمان الكندي مطالبين بمنع إرسال ا ...
- بيان جماعة علماء العراق بشأن موقف أهل السنة ضد التكفيريين
- حماة: مدينة النواعير التي دارت على دواليبها صراعات الجماعات ...
- استطلاع رأي -مفاجىء- عن موقف الشبان اليهود بالخارج من حماس
- ولايات ألمانية يحكمها التحالف المسيحي تطالب بتشديد سياسة الل ...
- هل يوجد تنوير إسلامي؟
- كاتس يلغي مذكرة -اعتقال إدارية- بحق يهودي
- نائب المرشد الأعلى الإيراني خامنئي يصل موسكو


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية