رائد عبد الكاظم الخزاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 17:47
المحور:
الادب والفن
(ذاكرة القلب تمحو كل الذكريات السيئة، وتضخم الذكريات الطيبة)
(غابريل)
الحب في زمن الكوليرا رواية كتبه غابرييل غارثيا ماركيز الروائي الكولمبي ١٩٢٧ سنة 1985، عن شاب فقير وقع في حب فتاة من طبقة أعلى.
يبدأها بذكر الموت ، وتتداخل احداث مرتبطةبالحب والوباء والتقاليد، البطل يعمل في مكتب تليغراف يلتقي شابة في بيتها في، لتسليمها رسالة، فيحبها من نظرته الاولى، ويبدأ بالتواصل معها من خلال الرسائل، ولما علم ابوها بأمر رسائل الحب المتبادلة بينهما ابعدها عن بيته.
لم يخضع (فلورينتو) للتقاليد البالية،وتمكن من ان يلتقي بحبيبته ولكن والدها زوجها لرجل من نفس المستوى الطبقي.
بقي (فلورنينتو) ينتظر القدر علّه يُعيد اليه الحبيبة على أمل ان يطرأ طارئ لزوجها فيتخلى عنها ليسترجع ايامه معها ، فقرر أن ينتظر وفاة زوجها بعد مدة ومن ثم استعادة حبيبته، وفعلا مر خمسون عاما، كما قال لها: (لقد انتظرت هذه الفرصة منذ ما يزيد عن خمسين سنة، لأجدد لكِ قسم حبـي)فاستاطت غضبا وطردته من بيتها وكان زوجها قد مات.
هو صبر خمسة عقود ولم ييأس واستمر بمراسلتها الى ان جاءته معترفة بحبهما وانه لم يمت في قلبها وعندما ذهب الى زيارتها في بيتها واجه عقبة رفض جديدةمن ابنتها،لكنّ الالم أكسب الحبيبة قوةً ألهمتها بأن تستمر في علاقتها بحبيبها، الذي ستسافر معه في رحلة بحرية ستكتشف خلالها أنّها لا تزال تحمل لحبيبها الحب ذاته، فكانت أفضل لحظات عمرهما على متن سفينة تجوب البحر، بدون أن ترسو لأنّ الكوليرا انتشرت في المنطقة، فكان الوباء نعمة أمام نقمة الإنسان.
المشترك بين جميع هذه الصور والأشكال هو اعتبار الحب داءً لا يغادر جسداً بعد أن يمسّه، فالحبّ في أكثر الصور جلاءً في متن المؤلف قادر على أن ينتظر من العشرينيات إلى السبعينيات، وهو قادر على أن يفتك برجل لم تفتك به الحرب ولم تقض عليه الكوليرا.
وما زلت أنتظر من يكتب (الحب في زمن الكورونا) ..
#رائد_عبد_الكاظم_الخزاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟