أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد عبد الكاظم الخزاعي - حصتي من الوطن














المزيد.....

حصتي من الوطن


رائد عبد الكاظم الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 17:46
المحور: الادب والفن
    


في مرحلة الفطام كنت احبوا ...كنت آكل كل ما تطوله اظافري الغضة من تراب...ويبدو انني اكلت حصتي من الوطن منذ ذلك الحين...
إفتتح يومه بتقليب صفحات التواصل للبحث عن متنفس ،والهروب من ضيقة من حلقات المضيق
بعد ان قرأ مقالا للدكتور صادق المرياني يسرد فيه محاولة اخيه الاصغر ،الهجرة ومغادرة العراق،حينما وصل الى تركيا واراد ان يستقل سفينة توصله الى اليونان...
ويثنيه عن عزيمته ويتوسل في ارجاعه الى بلد الحضارات وسبعة الاف سنة،والحرف الاول،ومسلة حمورابي،واسد بابل،والجنائن المعلقة،وسومر وزقورة اور،وهذا الكم الهائل من المفاخر التي تزود بالطاقة الشمسية، و يرددها اهل العراق!
ولم يثنه الا بكاء الصغار الذين تركهم وراءه وبراءة مشاعرهم
(عمو عفية ارجع
لا تروح ...لا تسافر بالبحر
يكولون اكثر الناس غرگت
وما وصلت...)
تألم مصطفى ولم يركب وعاد أدراجه
واستمتع قليلاً بقراءة تلك القصة وجمالية منهج دكتور صادق المرياني في رسم مسكوكته،لتوثيق المٍ ساخر،وكيف انه صار يخجل من النظر في عيني اخيه الذي منعه من الهجرة ويقرأ في عينيه عتاب الصمت الصارخ،والواقع المزري لبلدنا ،المريض بالربو يبحث عن نسمة عليلة ومن حوله الغبار والاتربة وارتفاع معدلات رطوبة خانقة والموقع الجغرافي المنخفض ودرجة حرارة تبلغ الثالثة والخمسين ٥٣°،
نعم يعاتبه
لِمَ لم تترك لي فسحة هجرة؟
هل يرجى شفاء مرض غنغرينا في الاطراف؟
هل ستخلوا البصرة من الكنصر؟
هل يتخلى الملك عن بساطه الاحمر؟
انت تعرف الاوضاع من الشمال مرورا بالوسط الى الجنوب نزولاٍ...
الحال لن يتغير...
ثم يعود الدكتور ليقدم نصيحة للشباب
بأن يهاجروا الى مأمن... ويستغلوا فرصة العمر وخفة الكاهل..
لأنه خجِلٌ مما ارتكبه بحق اخيه الشاب الحالم.
اكمل القصة وغفا على الاريكة
فرأى في المنام
حريقاً يلتهم بيتاً كبيراً في الليل
والناس في فزع واضطراب والصراخ المغمس بالفزع
والركض في كل الاتجاهات للبحث عن سبيل نجاة ،
فزع وكاد ان يقع من الاريكة!
وهو يردد يا ستار استر!!!
قلبه يضرب بقوة وضيق حاد في نفسه
ماذا سيحل بنا يارب نعوذ بك من النازلات والنائبات
فليس لنا طاقة لتحمل المزيد كل يوم...
وعاد ليكمل يومه بسماع سجالات فضائيات تعتاش عليها لجذب المشاهدات...
وما ان حل الليل حتى ضجت القنوات ومواقع التواصل بالسواد وصور متفحمة جراءحريق شب في مستشفى انعاش مرضى وباء كورونا في ذي قار...
هربوا ليبحثوا عن نفس O2 نقي
فماتوا حرقا اضافة الى خنقة الوباء امتزج معه الدخان الاسود
ركض بمجرد سماع الخبر
فرأى النار مشتعلة وفرق الدفاع المدني وصفارات الانذار
تخلي بعض من فيه بقية حياة(كشمرة)
ووقف على رجل ستيني وقد احترقت يده ورجله لان الاخريات ليس لهما اثر،وليس عليه ما يستره من الثياب وهو يلفظ اخر نفس له من وطن يضيق على اهله رغم اتساع صحاريه،يتلفظ بكلمات متقطعة تتزاحم مع ريقه،
(ما متت بحرب ايران،
ولا متت بحرب الكويت،
وشردت من الطائفية
وما كتلوني داعش،
هاي تاليها!!!
يتمتم بكلمات ممزوجة بدخان وميكروبات كورونا:
ردنا نعيش ما عشنا
ردنا نموت ما متنا
ردنا نروح للغربة خفنا من العراق هناك يلحگنا
واغمض عينيه ...
انزلوه من السدية الى ستوتة!!!...



#رائد_عبد_الكاظم_الخزاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا زحل؟
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية(حبرٌ لا ينضب)للكاتبة خيرة ال ...
- O2
- مشانق من الرصاص
- على ضفة الفرات
- ظاهرة الوردي
- نوستالوجيا
- البحث عن اقباق
- نسق
- تحول نوعي
- كاظم الغيظ
- السرد ديوان العرب
- عبد العزيز عسير
- مغرمون بالكذب
- تحديث المصطلح
- عزف على اوتار من رصاص
- احتكار العنف
- السرد الجديد
- هايكو الناصري مملكة القصب
- غرام بالكذب


المزيد.....




- الرئيس والفيلسوف.. سياسات ماكرون و-دموع- بول ريكور؟
- نخبة من المخرجين وجزء ثانٍ من فيلم توم كروز.. كل ما تود معرف ...
- الروائي أحمد رفيق عوض يشارك في ندوة حول الرواية الفلسطينية ب ...
- كل الأولاد مستنيين يظبطوه”.. تردد قناة ماجد كيدز للأطفال وأح ...
- بعد عرض أفلام الشهر”.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على الن ...
- سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال -سوق ...
- رحيل مغني -الراب- كافون.. أبرز الوجوه الفنية التونسية بجيل م ...
- السيرة الذاتية مفتاحٌ لا بدّ منه لولوج عالم المبدع
- من قبوه يكتب إليكم رجل الخيال.. المعتقل السياسي لطفي المرايح ...
- شاهد.. أنثى أسد بحر شهيرة تواكب الإيقاع الموسيقي أفضل من الإ ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد عبد الكاظم الخزاعي - حصتي من الوطن