أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل الدليمي - ضدُّ مجهولٍ














المزيد.....

ضدُّ مجهولٍ


اسماعيل الدليمي
-;-كاتب

(Ismaeel Al Delemi)


الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 01:59
المحور: الادب والفن
    


ضدُّ مجهولٍ ..
قصة قصيرة
يهرع الأطباءُ لفحص المصاب، يلتمسونَ فيه بقيةَ حياة ، لأن جثّته لاتزال دافئة ، ثمّ يقررون نقلها على جناح السّرعة الى غرفة العمليات ..
لم يمضِ وقتٌ طويل حتّى حضرَالمحققُ الجنائي ، العلامات الظاهرة على جسده بوضوح ، آثار ضرب بالسّوط على الظهر والبطن ،
كدمات وتمزقات في الجلد ، ثقب احدثه اطلاق نار من مسدّس صغير ، واستقرتْ الرّصاصة في الجمجمة ، أكد الطبيب العدلي أنّ سبب الوفاة هو الأنتحار ..
كان الميّتُ يسمع مايدور من حديث فوق جثّته " لكنّه يفقد القدرة على الكلام ، أو قد يتكلّم ولكنّ لايسمعه أحد!!
المحقق يسأل الطبيب العدلي : ماهودليلك على ان سبب الوفاة هو حالة انتحار؟
الطبيب العدلي : وردني اتصالا هاتفيا من شهود عيان يخبرني بذلك.
المحقق : هل عرفتهم او عرفت هوياتهم؟
الطبيب : كلا ، ولكن جهة ما ‘ تعرفهم " طلبت منّي إن أقرر أنّ سبب الوفاة هو الإنتحار.
المحقق بعد أن يعلِمَ تلك الجهة يُلملم أوراقه ويترك المستشفى على عجل"

• في أوراق المتوفي ..

أُشعلُ أنا على طول الخط سراج الكلمات ، فتنير ردهات العقول ، وتثير حنق الجاهلين ، فتُؤجج نيرانَ الحقد في صدورهم ، وتضطرّهم أنْ يبحثوا عن وسيلة لتغييبي ، لإنّ كلماتي تؤلمهم ،
تصبّ الرصاص في رؤوسهم ، صارت مقالتي اليومية هاجسهم ، فيعتقدون أنّها تُهدد وجودهم "، بينما أرى وطنا عصفت به ريح عقيم ، فأرفعُ صوتي بوجه العاصفة ، وأصرخُ كفّى ،
جعلتم ايامنا ذابلة تدوسها اقدام القدر الثقيل، وتدوخُ في دروبها الرؤوس، تتكرر الصباحاتُ بالفوضى، وأخبار النزاعات والصراعات، ونحن لانملك إلا الأستسلام للموت البطئ،
لم يبق لنا سوى الأحلام يحاولون سرقتها، لأنها النافذة الوحيدة التي نطل من خلالها الى العوالم الأكبر والفضاءات الأوسع ، نتجول في مدن الأرض، باحثين عن نفحات من أمل ولحظات من سعادة.
ثم نستفيق من الحلم على ذات الأخبار الملعونة والأيام الملغومة ، إلى متى نتوجّه اليهم وفي آذانهم صمم لايسمعون ، وعلى أعينهم غشاوة لايُبصرون ، أنتم .. نعم أنتم أيها السّادة ، تزرعون حقدا ،
وتشيعون جهلا ، تناصبون أحباب الوطن العداء، وتقطعون عنهم سُبلَ الرّجاء ، أحدثتم دمارا وحرائق ، ثمّ زحفتم على مدننا ونفختم في أجوائها اليأس والقنوط !!..

*شهود الإثبات..
تحرّك بسيارته ، طبع قبلة على خدّ زوجته وأولاده ، وهو يتأبّط حقيبةَ مقالاته اليومية ، ويتجه قاصدا مقر الجريدة التي يعمل فيها ، يقول زميله الذي صعد معه من منطقة أخرى ،
أنّه كان ينظر في المرآة الى عجلة رباعية الدفع تتبع سيارته ، فيُساوره القلق ويُخبرني أنّه يشعر بنهايته ، طلبت ان ابقى معه محاولا تهدأته ، لكنّه أقنعني بقوله " لكل أجل كتاب ،
ولامهرب من الأجل ، فأنزَلني قريبا من موقع عملي ، وبعد ساعة تقريباً‘ ، وردني اتصالا هاتفيّا من مستشفى الطب العدلي يخبرني اغتياله.
اسماعيل آلرجب - العراق



#اسماعيل_الدليمي (هاشتاغ)       Ismaeel_Al_Delemi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية كاتب..
- انسنة الاشياء لغاية التأثير والتمويه
- هل يمكن ان تكون ( داعش ) خطّة ايرانية؟
- أُنا مَن يُطلِق الرصاصَ على الرأي الآخر...
- داعش ، داعشان ، دواعش.
- المارد الايراني سيعود مدحوراً الى القمقم وهو يلعق جراحه قريب ...
- هل يمكن ان تقوم ثورة شعبيةعلى النظم الديمقراطية؟


المزيد.....




- مهرجان البحر الاحمر يشارك 1000 دار عرض في العالم بعرض فيلم ...
- -البعض لا يتغيرون مهما حاولت-.. تدوينة للفنان محمد صبحي بعد ...
- زينة زجاجية بلغارية من إبداع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
- إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
- مهرجان كرامة السينمائي يعيد قضية الطفلة هند رجب إلى الواجهة ...
- هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة
- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل الدليمي - ضدُّ مجهولٍ