أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - من جاسم أبو اللبن الى الشعب العراقي














المزيد.....

من جاسم أبو اللبن الى الشعب العراقي


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 7 / 31 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجه المواطن "جاسم أبو اللبن" رسالة الى الشعب العراقي قبيل الإنتخابات، مثلما كان قد فعلها في رسائل سابقة الى رئيسي مجلس الوزراء حيدر العبادي وعادل عبدالمهدي، مع بداية تشكيل كل حكومة، ولم يوجه الى حكومة الكاظمي؛ بإعتبارها أشبه بحكومة إنتقالية، ولها واجبات محددة أهمها ضبط الأمن والإعداد للإنتخابات.
تحدثت رسائل جاسم السابقة، عن أمنيات مواطن وطموحاته في العيش الكريم، وضمان قوت عائلة، لا يطلب فيها قرباً من مسؤول ولا جاهاً ولا شهرةً، بل كل ما يريده هو أن يكون فرداً وسط مجتمع، تسوده على الأقل أبسط مقومات العدالة الإجتماعية، وفسحة من الرفاهية والأمان، وشعور بإنتماء لوطن عاش في داخله وهو جزء لا يتجزء منه.
يسترزق جاسم على حركة الموظفين والمتبضعين، لذلك يكره العطل الرسمية وحظر التجوال والحوادث، ولا يحب الشتاء ويكره الطائفية والإرهاب.. فهو يبيع اللبن لإعتقاده أن لبنه يهدأ الإعصاب ويذهب الغضب، ويشرب منه أبناء من مختلف المكونات، ولا يحب الإتفاقيات التجارية، لأنها تأتي ببضاعة مستوردة ويبقى لبنه المحلي.
وجدت أبو اللبن هذه المرة جالساً على الرصيف، يسأل عن كيفية الحصول على راتب الرعاية الإجتماعية، بعد عمر طويل قضاه في البيع على أرصفة باب المعظم، ولا يوجد له ضمان إجتماعي، بعد أن تصور في أحيان كثيرة أن مهنته ربما تفتح لها درجة وظيفية، لعلها تبرد الأعصاب وتغير من تعامل الموظفين مع المواطن، ولعله صاحب خبرة من تسعينات القرن الماضي، وبعد أن دخل اللبن المستورد لم يعد لديه كثير من الزبائن، حتى جاءت كورونا وحظر تجوالها، فأمتنع كثيرون عن شرب ما يباع على الأرصفة، فتحول الى بيع الجواريب والأحزمة الجلدية، فوجد مشكلة أخرى أن كثير من الشباب لا يلبسون أحزمة، وجواريب جاسم طويلة لا يرغبها شباب كثيرون.
أجبته عندما سألني عن الرعاية الإجتماعية، ولماذ لم يناله منها شيء، فشرحت له تعطل الموازنة التي أقرت في وقت متأخر مثل كل عام، ومع ذلك هنالك خلافات بين الحكومة والبرلمان عليها ونحن في الشهر الثامن، وأن أقرت فهناك أرقام كبيرة من الفقراء والعاطلين منذ سنوات ولم يصلهم الدور، بسبب الفساد وتسجيل أشخاص لا يستحقون وتجار وموظفين، وأحزاب جعلت من المعوزين مادة إنتخابية.
إن جاسم أصبح يدرك أن لا سبيل لحل مشكلته وغيره إلاّ بالتغيير والإصلاح، وقال أنا لم أتظاهر بسبب إنشغالي بالكد اليومي، ولكني مع كل إعتراض على سوء إدارة وعمل سياسي فاشل، ولكن لست مع التظاهرات التي تعطل المؤسسات وتحرقها وتقطع الشوارع، ولست مع من يؤثر على الحياة العامة، أو لا يقبل بالحلول الديمقراطية، وسيذهب في الساعة الثامنة للإنتخابات، وينشر صورته بعد التصويت، لعلها تكون وسيلة تشجيع لزبائنه.
تلخصت رسالة جاسم أبو اللبن الى الشعب العراقي، بالدعوة للمشاركة في الإنتخابات، وحسن الإختيار والتدقيق بين الشخصيات، حسب الكفاءة والنزاهة، ولا سبيل للتغير الا من صندوق الإقتراع والتبادل السلمي للسلطة، وهي فرصة حقيقية لترجمة كل الإعتراضات على الأخطاء التي إرتكبتها بعض القوى السياسية، ويعتقد أن التغيير والإصلاح، على الأقل سيضمن له كما لغيره عيشاً كريماً في بلده، ويعطيه دور في ممارسة مسؤولياته كمواطن في صناعة السلطات، وإلاّ فهو عليه أن يتوقع أسوأ من هذا الواقع.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرادة الإنتخابات أقوى من السلاح والتهديدات
- هيبة الدولمة
- المراجعة من الشباك
- صوت الإنتخابات خير من ألف في التظاهرات
- دول ودويلة وكاتب!
- ما الذي يمنع القوى من التحالف؟
- قوة الدولة بتوزيع صلاحيات حكومتها
- جيب ليل وأخذ تغريدات
- ما كان للأحزاب يحبو
- هل تحتاج القوات العراقية للتدريب؟!
- لماذا تتأخر الموازنات؟
- الشيعة.. ومحنة الهوية الوطنية
- مقربون أضروا بالكاظمي
- قمة روحية بين القداسة والمقدس
- لو كان الفاسد رجلًا لقتلته
- دوامة الإفراط في التعددية
- زيارة البابا.. رسائل الى العراق
- عقد إجتماعي ومغادرة التوافقية
- الموازنة وغياب التوازن
- متى يكون العراق قوياً


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - من جاسم أبو اللبن الى الشعب العراقي