أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم خالد - الدين والفقر















المزيد.....

الدين والفقر


سليم خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6969 - 2021 / 7 / 25 - 14:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة :

يعتبر الدين والفقر من أكثر الظواهر الاجتماعية والثقافية ديمومة في العالم. إن الدين من أهم المقدسات الفكرية لدى الأسرة الفقيرة تحديدًا
وبمعنى آخر كلما كانت الأسرة فقيرة زادت فرصة تدين أفرادها وبحسابات رياضية بسيطة نجد أن هنالك علاقة طردية بين الدين والأسر الفقيرة .
إجتماعيًا إنهم مترابطون (الدين والفقر) بشكل عميق ووثيق وتاريخيًا لديهم علاقة وثيقة حافلة بالأحداث يستعرض هذا المقال بعض المجالات الرئيسية للتحقيق والنقاش الذي يركز على استكشاف العلاقة بين الدين والفقر.



مدخل :

هنالك تقليد طويل من الفقر لأسباب دينية , وتقليد ديني قائم على إفقار الشعب وإفلاسهم فكريًأ وماديًا وعاطفيًا -وهذه ليست بمزحة على الإطلاق-
وسبب الإفلاس الفكري راجع برغبة قوية من منظمات الدين الفجة بتنميط أفكار الأفراد فردًا فردًا ورغبتهم الشديدة بعدم خروج أحد من دائرة الإيمان
وسبب الإفلاس المادي راجع أيضًا من نفس المنظمة ولكن مع تعاون مشترك هذه المرة مع الإقتصاد والسياسة , أما الإفلاس العاطفي فهو راجع حتى تتمكن تلك المنظمات الدينية الردئية بإستعباد البشر كافة
وعند الإفلاس الحقيقي نصبح فقراء وعندما نصبح فقراء تزداد فرص تديننا بشدة حتى نتمكن من التزحلق في أنهار الجنة والاستمتاع بخيالات رديئة من قضيب ينفج على كل شيء تقريبًا وجنس لانهائي ولامحدود!


ولكن السؤال الحقيقي هنا ماهي العلاقة الوثيقة بين هذا الفقر والدين ؟!
لتمييز هذه العلاقة يجب أن نبحث في ثلاث محاور بحثية على الأقل فيما بينهم لفهم تلك العلاقة بينهما :

(الوضع الشخصي )
1- ما هو الدور الذي يلعبه الدين والإيمان في الحياة اليومية للناس في التغلب على فقرهم وكيف ينظرون إلى أنفسهم والمجتمع؟

(الوضع الإجتماعي)
2- ما هو الدور الذي يلعبه الدين والانتماء الديني في الوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان ، وما أسباب أي تأثيرات؟ ( تشمل المعابد من مساجد وكنائس وتشمل المدارس وغيرها..)

(الوضع السياسي والديني)
حينما يسيطر الدين على المشهد السياسي وتصبح تلك الدولة تميل لدين ما فإننا يجب أن نسأل هذا السؤال تحديدًا
3- ما هو الدور الذي تلعبه المنظمات الدينية والدينية في محاربة الفقر والتعامل مع الفقراء؟ (تشمل خطب الجمعة والمواعيظ الموسمية وطقوس الأعياد والمباني الحكومية المصبوغة بالدين كالمحكمة القضائية مثلاً)



فيما يخص الوضع الإجتماعي , ظهرت في السنوات الأخيرة اتجاهات متباينة في العلاقة بين الدين والمجتمع. في حين أن التفكير العلماني ومابعد العلماني أصبح يطغى بعض من أجزاء العالم اليوم
ويحل دور ومكان الدين في المجال العام والحياة الإجتماعية إلا هذا لايطبق فعليًا على منطقة الشرق الأوسط فلا زالت تحت الأعراف والطقوس القديمة ولازال الدين يتصدر المشهد السياسي بامتياز ولازالت العقيدة أمر بارز
ونظرًا لحدوث سيطرة شبه كُلية من الدين على تلك المنطقة السوداء من العالم فإن الشرق الأوسط ستكون بيئة خصبة لطغي الفقر فيها أكثر من غيرها .في ظل هذه الخلفية ، كلما تصدر الدين المشهد الإجتماعي فالإفلاس قادم لامحالاة وأسوأ مايفعله الدين بأنه يضفي الشرعية الدينية ليبرر جرائمه ويسرق وينهب من شعبة حتى يضطرهم للخضوع والإفلاس الفكري والمادي والعاطفي وحتى لايكون للفرد هوية تحفظ كرامته , فاليوم نقف تحت حقيقة مهمة -أوصلها لنا دين- بأن الفرد العربي أصبح لاقيمة له فعليًأ أمام الفرد الأوروبي أو الفرد الأمريكي !!


يقول علي الوردي: في مجتمعنا العربي الاسلامي نجد ان التراث الديني ساعد كثيرا على تسويغ الفقر من خلال الدعوة الى الزهد والتقليل من اهمية هذا العالم المسمى الدنيا.
يقول نيتشه : "إن الدين ثورة العبيد." فالعبيد الفقراء لايستطيعون ان يثيروا على اسيادهم ولكن الدين يسمح لهم نظريا ان يتساوا مع اسيادهم في الاخرة ولذلك نرى اكثر الناس تمسكا بالدين هم الفقراء كل ذلك بسبب تقديس الماضي
والذي اصبح عقيدة المجتمعات الإسلامية بشكل عام والعربية بشكل خاص . لانقاش. لافهم. لاجدال. التسليم فقط حتى لو ادى الى مخالفة العقل والواقع وهذا هو الذي ادى الى وصولنا الى الحالة التي نحن عليها الان!
وقد لعبت تلك المنظمات الدينية دورًا مهما جدا في إفقار خصوصا مع مواعيظ وخطب رأس كل جمعة التي تدعوا للحفاظ على الدين والتزهد في الدنيا , ناهيك أن هؤلاء الدعاة إمتلأت جيبوبهم وبطونهم لحد التخمة من أجل ذلك الدين الذين يعتبرونه من الضروريات التي يجب ألا تضيع وقد عملت تلك المنظمات جاهدة في إفلاس الشعب وها هم أفرادها يزدادون فقرًا ويزدادون شوقًا للجنة التي يعتقدون أنها ستعوضهم عما أصابهم من فقر !


تشير دراسة أجراها باحث مستقل الدكتور توم ريس حول علاقة الفقر والدين ، نُشرت في مجلة الدين والمجتمع ، إلى أنه في الأماكن التي لا توجد بها شبكات أمان اجتماعي قوية لتزويد الناس بفرص الحركة الصاعدة ، فمن المرجح أن يعتمد الناس على الدين من أجل الراحة. بقدر ما قد يبدو متناقضًا ، عندما يعاني شخص ما ، قد يواسيه أو يظن أن نهاية العالم قريبة - وأن الله سيقترب من نهايته ويكافئ المؤمنين بفرح أبدي. قد تساعد تلك التنبؤات الكئيبة حول التجارب والمحن التي ستواجهها البشرية قبل نهاية العالم ، السائدة في الأصولية المسيحية ، بعض الناس على إسناد هدف أسمى إلى معاناتهم ، موضحًا ذلك على أنه "جزء من خطة الله النهائية". على الرغم من أن الدين يمكن أن يوفر مساعدة حقيقية وإحساسًا بالأمان للأفراد المحرومين ، فإن هذا لا يعني أنه في الواقع يحل المشكلات المرتبطة بالفقر. في الواقع ، في تحليل للدراسة المذكورة أعلاه ، حذرت الجمعية الإنسانية البريطانية من أن الترويج الحكومي للدين باعتباره تأثيرًا اجتماعيًا إيجابيًا يمكن أن يخفي مشاكل اجتماعية أكبر تساهم في الفقر!

لا تتوقف أبعاد الفقر على العوامل البيئية بشتى محاورها، بل تتداخل إلى درجة أعمق في النفس البشرية؛ حيث يعمل الفقر على إعادة إنتاج نفسه من جديد، فإن الدين يجعلنا أكثر فقرًا وذلك الفكر هو الثمن للإجابات التي يقدمها الدين عن الخوارق
فاليوم لاحاجة للمتدين لدراسة أي شيء من خوارق الطبيعة فهو يظن بأن المطر رزق من الله والعواصف جند لهذا الله والزلازل عقاب إلهي وهكذا كلها رادارات مستمرة قدمها الإنسان القديم لأحفاده وللأسف هي تستمر من الفقراء أكثر من غيرهم وللأسف فإن الفقراء هم قاع الهرم أي أنهم موجودين في كل مكان بالكوكب تقريبًا. وإن حياتهم فعليًا بائسة وذلك بسبب أنهم لايتوقفون أبدًا عن قطع التيارات -مصدرها رجال الدين والعقيدة- الدينية القائمة من خطب جمعة ووعظ ديني تدعو للتزهد وغيرها لإفلاس كل الشعب فنحن نرى رجال الدين اليوم ينتقلون من دولة لأخرى دون توقف وعندما يمرضون فإنهم يذهبون لأفضل المستشفيات في العالم بسبب مايملكونه من رصيد ضخم قدمه له الشعب بكل غباء وعندما تمرض أنت فإن لك إلهك والدعاء بل والأسوأ أحيانا عندما تمرض أيها الفقير فإن مشايخكم يقرأون بعض الآيات التي تحث على الصبر مع البصق على وجهك ويعطونك عسل "مقروء عليه" وحبة سوداء مع قبض الثمن منك !! هل يوجد أسوأ من ذلك ؟! أخبرنا ..



خاتمة :

الإنسانية ، على عكس الأيديولوجية الدينية الأصولية ، لا تهتم بالجحيم أو بالقضاء العدمي على الجنس البشري الساقط. بدلاً من ذلك ، تلتزم الإنسانية بضمان أن تكون هذه الحياة أفضل ما يمكن أن تكون عليه ، لأنها الحياة الوحيدة التي يتمتع بها أي منا. ومع ذلك ، إذا أردنا المساعدة في تحسين حياة الأشخاص الذين يعيشون في بعض الأماكن "الأسوأ" ، فسنحتاج إلى أكثر من الحجج المنطقية. سنحتاج أيضًا إلى ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد وأن لديهم فرصًا للأمن والتقدم.

ومن باب الإنسانية فإنني سأخبرك عزيزي قبل أن نتخلص أي دين ,, عليك أن تتخلص من الفقر الفكري والإفلاس العاطفي ,, كن صارما في منهجك. لاتفلتر قضاياك ومسائلك وفقًا لما يقوله دينك بل وفقًا للعلم فالعلم اليوم هو أقوى ما تملك أيها الإنسان كن ملم بهذا عندما نتخلص الفقر الفكري والعاطفي سترى أيها الإنسان كم أن الدين مثير للشفقة ويستغل فقرك ضدك لكي يتمكن من الصعود على عقلك ومجمتعك وكل ذلك لأجل ماذا ؟! لأجل أن يعطيك ضمانات جيدة في حياة أخرى ؟! سحقًا لتلك الضمانات التي أهملت الحياة الأولى واخترعت أفكار مثيرة للشفقة والسخرية.

أيها الإنسان كف عن مقاومة العلم والمنطق ,, نعم الحياة كئيبة عندما نراها من جانب الواقع ولكن أفضل بمليون مرة من حياة تعيشها كلها قائمة على وهم كامل فلا يهم إن كان الدين أو التنمية البشرية فكلهم يقدمون لك الوهم مع اختلاف نوعية الإبر فقط وكلهم يريدون مالك أيها الغبي. استيقظ!

لايهم إن كان مجمتعك كله يراهن على أنه سيذهب للجنة ويترك الباقي للجحيم لأنهم "كفار" فالمقولة الحمقاء ستظل حمقاء ولو رددها العالم اجمع !!!
لايهم إن كان كل أفراد مجتمعك يراهن بكل ما أوتي من قوة على وجود حياة تحميه في تلك الجنة فشدة اليقين ليست دليلاً على أي شيء حقيقي ....إلا على حماقة كبرى!
لايهم إن كان الدين يراهن نفسه على أنه حقيقي .. فالوهم يبقي وهم كالدين والسحر والخرافات والحقيقي يبقى حقيقيًأ كالعلم يكفي أن تعلم عزيزي بأن الوهم لايسمح لأي جهة بانتقاده ويحرق ويقتل البشر على مدى تاريخه في حين أن الحقيقي يتطور عن طريق نقده .

وإن الدين من المنظمات الكبرى التي تعمل على بيع أكبر قدر من الوهم للبشرية بأكملها لإفلاس الشعب ( فكريًا - ماديًا - عاطفيًا )
مايفعله الدين بعقلك أشد من مايفعله الخمر به , ومايسيطر على الدين بعواطفك أكبر بكثير مما تعتقد أو تتخيل وإن سيطر على هذين الاثنين استطاع الوصول لمادتك وكل شيء آخر.
__
مراجع
1- humanities and social sciences communications :Religion and poverty
2- Evidence-based dialogue: the relationship between religion and poverty through the lens of randomized controlled trials
3- الفقر في الاسلام - أ.شامل عبدالعزيز



#سليم_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال أحدهم -الحمدلله الذي لم الإسلام الرجل كما أكرم المرأة-.. ...
- مقهى الملحدين : ماغاية محمد ؟ و مالفرق بين الجنة وبارات نيوي ...
- المسلمون : من يعبُد من ؟!
- مقهى الملحدين : الأديان بين الحقيقة والوهم (3)
- مقهى الملحدين : لماذا يكرهون الليبرالية ؟ ولماذا يفشل مشروع ...
- مقهى الملحدين : لماذا الإلحاد مطلب ولماذا الخروج عن دين آباء ...
- الدين الإسلامي : ماذا لو..؟
- متى ينتهي وباء الإسلام من هتك البلاد العربية ؟
- أركان الإسلام السبعة : كيف تخدم تلك الأركان ذلك الدين ؟
- دين الإسلام : تحديات باطلة وآيات ليست تنزيل من رب العالمين
- لننهي النقاش : هل الله موجود ؟
- لننهي النقاش : أيهما أفضل شريعة الله أم شريعة البشر ؟
- لننهي النقاش : من كتب القرآن ؟
- هل الأنبياء كانوا في شك مما يدعون إليه ؟ نقد وتأمل للقرآن


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم خالد - الدين والفقر