أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم خالد - مقهى الملحدين : لماذا يكرهون الليبرالية ؟ ولماذا يفشل مشروع الإصلاح الإسلامي !؟ (2)















المزيد.....



مقهى الملحدين : لماذا يكرهون الليبرالية ؟ ولماذا يفشل مشروع الإصلاح الإسلامي !؟ (2)


سليم خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6897 - 2021 / 5 / 13 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مدخل :




مرحبًا بك من جديد ياسيدي .. لقد سررنا كثيرًا بزيارتك الثانية لنا وإن لم تقرأ الجزأ الأول فلا بأس فهذا الموضوع مستقل عن سابقه وسنسر كثيرًا بقراءتك له ستجد رابط الموضوع الأول يسارك في أول الصفحة
نجحنا في نشرالمقال الأول في أواخر رمضان- 3مايو وهانحن ننشر المقال الثاني في صباح العيد الأول من شوال-13مايو وفي حال رغبتم بإصدار نسخة ثالثة فإننا سنكون سعداء بإعلامنا عن طريق زر التقييم.
هذه المرة لن تجلس على طاولات المقهى يسرنا أن نخبرك بأن الرحلة ستكون أكثر تشويقًا سنتحدث عن العلمانية والليبرالية والعلوم والأديان ودخولها حياة الإنسان وستكون بشكل مبسط ومثري.
سنذهب اليوم في مكان لايذهب إليه إلا ندرة من الناس حيث يقبع فيه المفكرون والفلاسفة لاتقلق , سوف نرشدك للمكان يوجد قبو تحت هذا المقهى اذهب إليه حيث يوجد بار فاخر لكن الحارس لايسمح لأي أحد بالنزول هناك
استخدم كلمة السر هذه ( ب ش ر )وسيسمح لك بالدخول ومن ثم توجه إلى المحاسب الذي في الزواية واستخدم كلمة السر هذه ( ع ق ل ) سوف يأخذك معه إلى باب مخفي عن الأنظار حيث توجد بداخلها مكتبة عتيقة
سيحضرلك قهوة اسبريسوا مخمرة وعتيقة وفي هذه الأثناء ابحث سوف تبحث عن كتيّب صغير هذا الكتيّب تحديدًا توجد فيه إرشادات للحياة وفيه العديد من الأسرار الشيقة تكمن ميزة هذا الكتيّب بأن
لايوجد له أي ميزات فهو لايدعي أنه كامل أو قادم من السماء ...ولكنه هو كالنار يذيب الجماد من العقول ليجعل العقول تنتعش في ربيع الحياة , إقرأه وأنت ترتشف من قطرات الاسبريسوا المخمرة.



عرض :

في سؤال تقديمي , هل الملحد لا يؤمن بوجود الله ؟

" الملحد لاينكر وجود الله كما يدعي رجال الدين والدعاة
ولكن الملحد يرفض فكرة وجود الله وأنه أتى بدين ما وكتب كتاب ما وأرسل رسالة ما إلى البشر كما يدعي المؤمن التقي"

يقول عبدالله القصيمي في كتابه الكون يحاكم الإله " آه يـا إلهي , إن كل أعدائـك هم المؤمنون بوجودك المتحدثون عن وجودك وإن كل أصدقائك هم الرافضون لهذا الإدعاء المنكرون لوجودك !!"
إنها حقًا من الجمل العميقة التي لايفهمها إلا القليل من البشر.



(6) الإنسان بين العلم والدين



العلم والدين ضلعان متوازيان لايلتقيان أبدًا
فمثلاً العلم لايفهم أو لايعرف ماهو الإيمان ((آمن))
فإن كنت تعيش في أزمنة العصور السابقة وكنت تؤمن بسطحية الأرض فهذا لايعني أنك تعلم عنها
وحتى لو آمنت بكرويتها فهذا لايعني أنك تعلم أو تعرف حقيقتها

إنك تؤمن فقط دون أن تعلم وهذا الفاصل القاطع بين العلم والإيمان


إن الإنسان يعيش في جحيم ونعيم في نفس الوقت
إن الإنسان عندما يدخل العلم لحياته فهو يستخدم العقل والمنطق
وإذا دخل الدين لحياته فهو عالق في المشاعر والعاطفة

إن الإنسان عاجز عن الخروج من الأديان والأيدولوجيات والعقائد لأن دينه وعقيدته قد أخذت الكثير من عواطفه ومشاعره
والأديان تتفن في استخدام عواطف الإنسان والإسلام تحديدًا استغل هذا التأثير أشد استغلال فمثلًأ نرى كمية الترهيب والتخويف في عذاب القبر وجهنم وهنا الإسلام يستخدم مشاعر الخوف والذعر ضد الإنسان ليبقيه في الدين
ويرسل مشاعر تبث الدوبامين والسعادة عندما يفعل الإنسان "الصالحات" ويجرده من ذاته ويقلل من قيمة الإنسان عندما يفعل "المنكرات" كأن يقيم علاقة غير شرعية فنجد كثير من البشر بعد تلك العلاقات تأتيهم مشاعر نابعة من القوقعة الدينية!!
إن الأديان تستخدم المشاعر ضد الإنسانية بأسرها بل وأٌقول أنها تتفن في ذلك الأمر !! فتجعل من تفجير الإنسان استشهاد إلهي وتجعل من إغتصاب الصغيرات زواج شرعي وتجعل من قتل الآخرين دون وجه حق جهاد في سبيل الله وتجعل من سرقة أموال الغير زكاة وجزية


إن الأديان لاتعرف الأخلاق ولاتفهمها والدليل انظر معاملة المسلمين لغيرهم أو للمرأة أو للمثليين أو الملاحدة أو العلمانيين أو المسيحيين أو البوذيين
إن الأخلاق ليست حكرًا على المسلمين الأخلاق هي بمفهوم أن الإنسانية .

توجد علاقة عكسية بين العلم والدين فكلما زاد الإنسان من تدينه قل ذكاءه بشكل واضح وملحوظ والعكس صحيح فكلما زاد الإنسان علمًا زادت فرصته بأن يكون ملحدًا , فالإلحاد يسري في مجتمع العلماء أكثر من غيرهم.


إن الدين ينهار كل بنيته الأرضية عندما نقول له ((أثبت))
فعندما تؤمن بوجود الله فهذا لايعني أنك تستطيع إثبات وجود فكيف تؤمن بشيء دون أي برهان على وجوده ؟
لو علمت قريش بوجود مخلوق فوق السماء يكلمهم لصدقت محمد
ولكن ماحدث أن محمدًا يخبرهم بأن له (( اتصالات إلهية )) وأدركت قريش ومثقفيها الكبار بأن محمدا لايملك أي دليل على صحة ما يقول لذلك لم تصدقه طوال ال13 عاما
وأما فيما يخص القرآن فقريش لديها كتب وأشعار وأسجاع كثيرة قد مزقها المسلمون وكما نعلم جميعًا التاريخ يكتبه المنتصرون .. نعم لقد انتصر المسلمون وذلك من خلال القوة العسكرية فقط وليس لشيء آخر
فالإسلام قوته بحد السيف وينهار تمامًا عند الحجج المنطقية فكيف تؤمن أيها المسلم على شيء لاتستطيع إثبات وجوده ؟ ناهيك أن تشهد شهادة الزور في كل أذان !! فلا شيء معقول في الإسلام

الله أو أي إله لو كان موجود لأثبت نفسه بنفسه لأثبت نفسه كما تثبت أنت وجود أقاربك بجانبك
فعندما تحتاج لأحبابك فإنك تستطيع أن تجدهم وتثبت وجودهم بلمسهم أما ذلك الإله فإنك لاتستطيع إلا بالتوهم وتبديل صوت الأحاسيس بدلاً من صوت المنطق.

هنالك نقاط أخرى كذلك ,فالعلوم الطبيعية تختلف عن العلوم الشرعية بعدة نقاط
أولها العلوم الطبيعية قابلة للنقد والتحديث حسب الحاجة وهذا سبب قوتها
في حين أن العلوم الشرعية لاتقبل النقد أو حتى تحديث الإسلام ومن ينتقد يكن عرضة للقتل والحدود وهذا سبب آخر يبين ضعفها وتفاهتها
بالإضافة فإن كلمة العلوم الشرعية لاتعني أنها تدخل في مجال العلوم أصلاً فعلوم سبي النساء وقتل المرتدين واضطهاد حقوق الأقليات والمرأة
كل هذه الأمور لاتفيدنا بشيء اليوم سوى هي في الحقيقة لاتمت للعلوم بأي صلة فهي ليست أكثر من مجرد موروثات قديمة ثقيلة على القلب والعقل وغليظة

أضف إلى أن فكرة وجود الله كان معروفًا حتى قبل الإسلام وكانت قريش تعرفه كما كانت الديانات السابقة تعرفه وتعرف غيره والإسلام لم يأتي بشيء جديد كل ما أتى به أنه جحد وجود كل تلك الآلهة عدا الله وأشرك محمد الشهادة الأخرى معها
وهي أنه رسول الله وهذا ماكانت تنكره قريش على محمد فهم كانوا متأكدين تماما أن محمداّ كان يزعم كما زعم من غيره الكثير

إن العلم والدين يتعارضان ويتصادمان في كثير من الأمور فعند الحديث عند قدم العالم ونشوء الكون وشكل الأرض أو شكل الكون فإن لكل منهما شكل مختلف في الرؤية
فنظرية دارويين مثلاً -تدرسها الكثير من الجامعات العلمية حاليا- لا تتناسب مع قصص الأديان السماوية التي تخبرنا بقصة آدم وحواء
يخبرنا الدين أيضًا بوجود جن وشعوذة وسحر وعين وحسد وهذا كله لايتفق معه العلم بأي شكل !!


أخيرًا العلم لا ينكر ولا يثبت وجود أي آلهة لعدم وجود دليل علمي فقط.
لا أتخيل أي إله حقيقي إن وجد أن يحاكم البشر على مسائل خطيرة كهذه بل ويحاسبهم على مالا قوة لهم به بإثباته, فالإله لايجب أن يكون بهذه الصورة الطفولية هكذا
فالصحيح يجب البشر أن يحاسبوه لا هو !! أين ذلك الإله الذي اختفى منذ قرون عن العالم اليوم ؟ أين هو اليوم !؟

(7) العقل بين العلم والدين

"كل الطوائف الدينية تستخدم العقل بكل سرور حينما يخدمهم ؛ و حينما يخذلهم يصرخون المسألة إيمانية فوق العقل !" جون لوك

"العلم يعامل الإنسان كعاقل بالمقام الأول
في حين أن الأديان تعامل البشر كعبيد لها "

حينما تكون مسلمًا فهذا يعني أن في قفص من الصعب كسره
تقوم الأديان -خصوصا تلك الفكاهية أديان إبراهيم- على إخضاع العقل البشري لها تحت منظومة من الصعب كسرها
فمثلاً كونك مسلمًا فهذا لايعطيك الحق في إستخدام حقك في الحرية الفكرية لأن حريتك تلك مصادرة من قبل المنظومة الإٍسلامية
فلاخيار للمسلم بعد حكم الله وأمر رسوله لايحق لك التفكير أو الشك في صلاحية الشريعة أو الإتيان ببديل عنها ومن ظن غير ذلك فهو كافر , جاحد , مخلد في جهنم وله عذاب أليم
وهنا نتساءل كيف لله أن يخلق للبشر عقولاً ثم يأتي بعدة أديان تحوي على قائمة تحريمات غريبة عجيبة ومن ثم يسلب حرية استخدام هذا العقل لنقد تلك المحرمات ؟!
إن الإسلام يعادي العقل المفكر ويأمر بقتله ويعامل البشر كعبيد فإن كنت مسلمًأ فأنت عبد وسلم جلدك من القتل والحرق وإن فكرت وأبيت فإن دمك مباح !!!

إن العلوم الطبيعية تختلف معاملتها وأسلوبها مع البشر فهي بعكس الأديان ترفع العلماء إلى مراتب راقية في حياتهم وترفع معيشة البشر والشعوب من حيث المستويات فهي من أنتجت لنا السيارات والمكيفات والطائرات والإنترنت والجوالات
من كان ليتخيل من الأزمنة السابقة بأنك تستطيع السفر إلى من قارة آسيا إلى أوروبا بعدة ساعات ؟ لا أحد كان يتخيل هذا ولو نظرت الشعوب القديمة نظرة تخيلية إلى مستوى حياتنا اليوم لظنوا بأننا نعيش بالجنة التي كانوا يحلمون بها !!
فمن يسافر بالجمال والحمار ويسكن بالخيام لا يمكن لعقله أن يتصور أكثر من ذلك ... لذلك في تلك العصور استغلت الأديان المجال وطغت على العقول وكما يقول المثل عند وجود التخلف والجهل في الشعوب فأهلاً بالأديان الجديدة
وإنني لأظن أن الهند خير مثال على ذلك.

ناهيك عن أن العلم ليس كعقيدة يحتكم مصائر غيره ولا يأمر بقتل الآخر ولايحث على ذلك فكيف لأي إله فوق البشر ألا يختار الأكفأ والأفضل لمخلوقاته ؟! إننا نرى بشكل واضح اليوم أن الله قد جسده البشر القدماء
حسب رغباتهم وأشكالهم وطقوسهم وهنا تكمن المشكلة الكبيرة!! فالأديان كلها تتفق على وجود إله وتختلف فيما بينها بوصفه !!!!!!!!!!!
ففي قارة أفريقيا مثلاً هنالك جماعات تؤمن بأن الإله أسود ومن يقول خلاف ذلك فهو أحمق !!
وفي المسيحية تُخبرنا بأن الله له ولد وفي الإسلام يخبرنا بأنه لم يلد ولم يولد !!! والأدهى بأن الإختلافات توجد حتى على الدين الواحد!!
ففي الإسلام الله الغفور الرحيم يرحم عباده !!! ولكن مهلاً فهو شديد العقاب !!! ولكن لحظة فهو يحبك !!! ولكن إن لم يحبك سيضعك في جهنم الحارقة ويشويك مدى الحياة !!!

الأديان كلها تمنعك من الشك وتمنعك من سؤال "لماذا"
تمنعك من حريتك الفكرية وميولك وحرية تعبيرك تفرض عليك بأنه مقدسة لاتقبل الشك أو النقد ومن ينقدها فهو إما شخص مريض أو ضال وليس له هداية وكافر
الأديان تُأله نفسها ورموزها من مشايخ ودعاة وتجار دين وتفرض قيودها على المجتمع أو "الرعاع" تفرض نفسها بدرجة خطيرة جدا تبدأ من الأمور الشخصية إلى الأسرية والاجتماعية وصولاً بالسياسية والاقتصادية وكافة المجالات الأخرى
خصوصا ذلك الدين الإٍسلامي الذي تغلغل في سائر الأوطان العربية ومازلنا ندفع ضريبة هذا التغلغل حتى هذا اليوم .. انظر إلى حال تلك الدول العربية والإسلامية وانظر للبؤس الذي وصلت إليه من حروب ودمار وفساد وقمع للحريات


أخيرًا إن الإسلام يمارس على البشر الإبتزاز العاطفي حيث يصادر حرياتهم الفكرية ويبتزهم بأموالهم وأولادهم والعواقب الإلهية وهو يتفنن في الإبتزاز بالعذاب والشوي والحرق واستخدام نظام المافيات بوسائل شرعية
ومن يقع في هذا الإبتزاز الإسلامي فإنه يغدوا عبدا , ذليلاّ , أسيرًا لهذا الدين ومعتقداته وبضاعته وهنا يحدث تعطيل وتغييب كامل أو جزئي للعقل وسلب حريته حتى وإن رأى أخطاء الدين الكارثية أمام عينه
فإنه سيحاول بشتى الطرق للبحث عن ترقيعات إسلامية أو يذهب للمشائخ لتغطية تلك الشبهات ولن يقف الأمر هنا كلما أتته الحجج العلمية أمام خرفات الدين فإنه سيناقض ناقض نفسه بنفسه حتى يتآكل فقط
لكي يثبت أن الدين هو الصواب وإن كان على حساب العلم والمنطق !! فلا يهمه الأمر فالإسلام هو من وعده بالحواري والجواري في الجنة وليس العلم !! لذلك سيتشبت به لربما طوال عمره فقط لراحة ضميره.

في الإسلام يوجد حديث غريب ومشهور
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ---: يَقُولُ اللهُ ---: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي...))
أي أن الله يتشكل كيفما شاء العقل أن يشكله ولايوجد له صفات محددة وهذا الحديث يعتبر مصيبة اليوم
كيف تثق بشخص لاتعرفه أصلا !؟ فما بالك أن تؤمن بإله لاتعرف شكله ولاصفاته ولم يكلمك ولم يثبت وجوده حتى تاريخ هذا اليوم ؟ والأدهى أنه بفرض لو أخذنا أن الأديان السماوية صحيحة من نفس الإله فهذه مصيبة كبرى
لأنه أضاع البشر ضياع حقيقي فيها فلا أحد يتفق على وضع حتى هذه اللحظة !! فمثلأ تراه بعض الأديان بأنه متزوج وله ابن ويراه الآخرين بعكس ذلك وكلهم يظنون أنهم يعرفونه أكثر من بقية الأديان ولكن لماذا لا نأخذ وضعية Shut Up
قليلاً ونعطي فرصة لهذا الإله بسرد قصته ووضعه الإجتماعي وهل هو متزوج أم لا !؟ لماذا هؤلاء يريدون أن يكون المسيح ابنه في حين هؤلاء يريدونه لم يلد ولم يولد !؟ يجب أن نعطيه فرصه هو لكي يتحدث عن نفسه ولو قليلاً وإن لم يتحدث حسنًا هذا دليل ضده يقع اللوم عليه لا على البشرية!!

إن العلم كما قلنا سابقًا لاينفي وجود الآلهة بشكل ولكن لا يثبتهم لعدم وجود الأدلة الكافية
وإن الأديان تزعم بأنه دين الآلهة لكي تُخضع البشر لأكبر مؤامرة حقيقية ضد العقل البشري ولتسيطر على أكبر طاقم من العقول البشرية وليتجر أهل الأديان بإستغفال العقول بأن أجدادهم قد كلموا الله بأنفسهم
أو تواصلوا معه بوسائل تتعجب لها العقول المفكرة كالإتصالات الملائكية والطيران فوق البغول الطائرة والتحدث مع النمل والقمل والركض خلف مجانين قد تشعبوا من الإضطرابات والهلوسات.


(8) لماذا يكرهون الليبرالية ؟ ولماذا لا يوجد إصلاح إسلامي حقيقي ؟


قال العقل - رضي الله عنه-: كلمتان لطيفتان محببتان في الميزان ،تساعدان حياة الإنسان ثقيلتان على أهل الأديان "العلمانية" و "الليبرالية". نعم لهذا يكرهون الليبرالية.

نظرة بسيطة على عامة الشعب في البلاد العربية ستجد أن هنالك ((كره أو عدم إقبال)) على الليبرالية ولكن لماذا يا ترى ؟
الليبرالية , العلمانية , الديموقراطية وكل تلك هي أيدلوجيات نشأت لتساعد الإنسان الحديث في العيش بعصره وزمانه ولن نتكلم عن نشأتهم اليوم
ولكن سنتكلم عن الليبرالية اليوم من حيث حاجتنا الشديدة لها في القرن الواحد والعشرين

إن كل من الليبرالية والعلمانية والديمقراطية هي فلسفات تم ترسيخها في العصور الحديثة من خلال نظريات العقد الاجتماعي التي صاغها فلاسفة كبار مثل جون لوك، روسو وهوبز
تقوم الليبرالية على الإيمان بالنزعة الفردية القائمة على حرية الفكر والتسامح واحترام كرامة الإنسان وضمان حقه بالحياة وحرية الاعتقاد والضمير وحرية التعبير والمساواة أمام القانون
ولا يكون هناك دور للدولة في العلاقات الاجتماعية، فالدولة الليبرالية تقف على الحياد تمامًا خصوصا في مايخص حرية المعتقدات الدينية ولاتفرض وصايات على أفرادها كما تفعل الدول الدينية!!


تمثل الليبرالية مرحلة هامة في حياة الأفراد والشعوب حيث يحظى الأفراد بمساحة احترام كذوات مستقلة لا كعبيد مؤمنين بدين ما فهذا لايصح.

حسنًا إذًا , لماذا لا يوجد إصلاح إسلامي حقيقي ؟
خلال سنة 2021 سمعنا عدة مقابلات هامة تتمثل حول الإسلام الجديد ورأينا كيف تحدث شيخ الأزهر بحديثه الأخير "الردة جرم لكن عقابها بالآخرة عند الله"
وكأنهم لم يصرخوا في وقت ما بأحاديث "من ترك الصلاة 3 أيام إما يستتاب أو يقتل" , "من بدل دينه فاقتلوه" وهنا لب المشكلة فكل هذه الأحاديث والتحايل حول الإصلاح الإسلامي ماهي إلا مجرد محاولة من رجال
الدين لإطالة أمد الأديان لأطول مدة افتراضية وماهي إلا محاولة لإنعاش الإسلام ليتغلغل في كل عروق ومجالات المجتمع من سياسة واقتصاد وقضاء وأمور المجتمع وأحوال الأسرة والتدخل في شؤون الفرد وأفكاره في محاولة منهم
بإعطاء إيحاء بأن تلك الوصاية إلهية وليست منهم , يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في شؤون الفرد يقررون منذ ولادته ماذا يقطع منه ويتدخلون في كل حياته حتى الممات ويتدخلون في كل شيء بحياة الفرد ويتحكمون
به كما لو كانوا يتحكمون بدمى كل هذا باسم الشرع والدين وتحت شعارات سخيفة من ضمنها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعرف عالميًا بالشرطة الدينية. إنهم حقًا مفلسون.
إنهم يكرهون الليبرالية لأنهم يخشون من قوتها ويخشون الليبرالي لأنه لن يكون تحت سيطرتهم وكراهيتهم لاتقف عند الليبرالي أصلاً فهم يكرهون كل أهل الكرة الأرضية
((الملحدين , أهل الذمة , العلمانيين , البوذيين والهندوسيين ...)) ماعدا المسلمين المؤمنين بمذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب !! أو مايسمى بالسلفيين أصحاب السنة والجماعة!!

"حين يدافع الإنسان عن عقيدة من عقائده المذهبية يظن أنه يريد بذلك وجه الله أو حب الحق والحقيقة وما درى أنه بهذا يخدع نفسه إنه في الواقع قد أخذ عقيدته من
بيئته التي نشأ فيها وهو ولو كان قد نشأ في بيئة أخرى لوجدناه يؤمن بعقائد تلك البيئة من غير تردد ثم يظن أنه يسعى وراء الحق والحقيقة."

الليبرالية تعنى مستقبل أفضل من ناحية الحرية الفردية فحينما نصبح مجتمعًا علمانية ((يفصل الدين عن الدولة)) وليبراليًا (( يمنح حق الحرية الدينية للأفراد))
حينها سيستطيع الشعب العربي أن يكونون أحرارًا -من ناحية حريتهم الدينة على الأقل- ويختاروا مايروقهم من القيم والمبادئ التي يريدون أن يتبنونها من دون فرض وصايات خصوصا على الأطفال.


يجب على الدولة دعم الحرية الدينية من أجل احترام الأفراد كذوات مستقلة قادرة على اختيار قناعتها الدينية أو الشخصية الخاصة لهم من دون فرض وصايات عليهم
يجب احترام دين أفكار الشخص دون قمعه والتنكيل عليه والتبجح عليه انظر لحال الأقليات من بقية الأديان كالمسيحيين في مصر والشيعة في السعودية ... إنهم يعانون فقط لأن دينهم مختلف !!
ناهيك عن حياة الملحدين الذي يعيشون بإخفاء أنفسهم عن العالمين خصوصا أهاليهم وأقاربهم فقط لكي لايحدث التنكيل وهذا مما لا يصح فعله في القرن الحالي فنحن في العصر الحديث لا في تلك العصور القديمة !!




(9) لماذا العلمانية مهمة اليوم ؟ ولماذا رجال الدين يرفضونها بشدة ؟!

أولاً يجب أن نعرف العلمانية ليست دين !!
ويجب أن نعلم بأن كل ليبرالي علماني؛ وليس كل علماني ليبرالي بالضرورة !!


قد يختلف العلمانيون بعدة أمور ولكن المبدأ الأساسي الأوحد للعلمانية هو ضرورة فصل الدين عن الدولة , ولقد رأينا هذه السنة دولة السودان التي خطت خطاها الأولى لتشق دروبها نحو طريق العلمانية
((متنمين لهم النجاح والإرتقاء بعد أن ثبت فشل سلطاتهم الدينية بالعديد من المجالات))

تكمن أهمية العلمانية اليوم لأنها تضمن بعدم تغلغل السلطات الدينية على السلطات السياسية فلا يتم استغلال الدين في السياسة ولايخلط فيما بينهم ولايتدخل الدين فيها والخيار يصبح للشعب فقط وليس رجال الدين وذويهم!!
وهذا مما يصب ضد مصلحة رجال الدين لذلك ينزعجون كثيرًا من العلمانية ويجن جنونهم من الليبرالية لذلك يغضبون ويخبرونك فوق منابراهم بأن الله غاضب عليهم وسيعاقبهم على ذلك !!

إن رجال الدين جبناء جدًا فهم عندما تحشرهم بالزاوية يلعبون على أوتار مخاوف الشعوب إنهم يعلمون تمامًا بخوف الشعوب من كلمة غضب الآلهة لذلك يستخدمونه جيدًا ويلعبون على أوتار الشعوب ويتحكمون
بهم كما لو كان الأفراد كـدمى إن العلمانية تحتكم إلى سلطات العقل والمنطق وليس إلى سلطات المشاعر والترهيب !!

يموتون رجال الدين ألف مرة من عالم العقول والمنطق ويعيشون فوق جبال المشاعر والترهيب والترغيب والإحساس بالذنب
إن أخطأت سيخبرونك بالتفصيل بعقابك بجهنم وإن "أخطَؤو هم فلهم أجر وإن أصابوا فلهم أجران".


تكمن أهمية العلمانية اليوم لأنهم تحفظ وتحمي جميع الحريات الشخصية
وحرية الأفراد في الإعتقاد من عدمه أو في العبادة من عدمها
وتكمن أهمية العلمانية في حرية التعبير عن الآراء الدين دون تنكيل
وتضمن العلمانية حق الأفراد في ممارسة جميع الطقوس الدينية دون احتكار لدين على غيره.


العلمانية في الأساس ليست معارضة للدين بل هي منفصلة عنه في القرارات والأحكام ولكنها لاتجعل لرجال الدين أي أفضلية بآرائهم الدينية
فرجال الدين لهم مجالهم الديني ورجال الإقتصاد في مجالهم الإقتصادي ورجال السياسة في مجالهم , كلٌ في مجاله وهذا مما يرفضه أشد الرفض أؤلئك رجال الدين فهم يريدون التغلغل
والسيطرة على كل المجالات ولكي نضمن عدم سيطرتهم وتغلغلهم فالعلمانية هي الحل.




(10) العقيدة ورجال الدين ...والعلماء



كشفت دراسات حديثة بأن تأثير رجال الدين قد قل وتراجع عالميًا
القرن الواحد والعشرين يشهد نهاية رجال الدين , بالرغم من الصداع الحقيقي الذي تشهده المنطقة العربية بسببهم - فلا ننسى تصدعات الصحوة ودعوة ابن عبدالوهاب وغيرها-
فمن الملاحظ بأن كل دولة تعلو منابرها خطباء دين يكسوها الفساد بشكل طاغي بسببهم يضطر البشر بأن يتعايشوا بواقع مرير وبإزدواجية شخصيات مزعجة.


تحدثنا سابقًا عن العلم والعلماء واختراعاتهم التي نقلت البشرية إلى مستويات غير مسبوقة من الرفاهية كالكهرباء والجوالات المتنقلة والحواسيب والانترنت
والأجهزة المنزلية من أفران ومكيفات ومايكرويف وسيارات وطائرات كما أن لهم الأفضلية -وليس بفضل الآلهة كما يدّعون أصحاب الدين-
((فالله في الأمراض لادور حقيقي له وهذه حقيقة فإن مرض شخص بمرض خطير ولم يراجع الطبيب فإنه سيتعرض لمضاعفات تعرضه للموت ولو دعى الله كل حياته ))
كما قلنا لهم الأفضلية في علاج كثير من الأمراض البشرية وأيضًا اللقاحات الذي يذكر بأن لهم الفضل الأول اليوم في اختراع لقاح كورونا وغيرها العديد من اللقاحات


والسؤال الحقيقي اليوم ماهي مخرجات رجال الدين أصلاً ؟!
لم يحضر رجال الدين في مكان إلا وكسد الفساد فيه فلا تتعدى اكتشافاتهم وعلومهم كلها إلا الطرق الصحيحة لدخول المرحاض ونكاح الزوجة وضربها والتعدد عليها
والتداوي ببول البعير وتحريم لحم الخنزير وتشريع السبي (( إغتصاب النساء في الحروب)) والعبيد وتشريع حدود الردة وساحات الرجم وأخيرًا قطع يد السارق و"تزويج الصغيرات" أو باسمها الحقيقي بيدوفيليا!!

هل داعش في الجنة أم في النار ؟ هل داعش إرهابيون أم إخوان في العقيدة الإسلامية ؟!
هذه الأسئلة هي الأسئلة الفاصلة فنرى لربما من اللحظات النادرة أن الملاحدة ورجال الدين يشتركون في نفس الجواب في حين بقية المسلمون الحاليون لهم إجابات مختلفة ليست كتلك الأجوبة التي نجدها عند الملحدين ورجال الدين.

إن رجال الدين وداعش ((الدولة الإسلامية في العراق والشام)) والحوثيين وكل تلك الفرق تتشارك كلها في نفس تركيب العقيدة ..فهم في الشرع إخوان في العقيدة وإن بدى "للمسلم الكيوت" غير ذلك !!
فالعقيدة واحدة ولايعرفها غيرهم أما غيرهم من المسلمين فلا يعلمون شيئًا سوى الحركات الخمس التي يؤدونها كل يوم ((مع غسيل أجزاء بعض أعضائهم إن أكلوا لحم بعير)) وذلك الكتاب الذي قيل لهم أنه مخطوط من يد الرب أو كما يحبون تسميته الله!!

المصيبة الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية بأن رجال الدين لديهم منابر يتباكون بها كل رأس جمعة ولديهم العديد من المواسم لسب كل النساء والملحدين وبقية المتدينين وحتى المذاهب الإسلامية الأخرى لم تسلم من التنكيل والتضييق !!
والسؤال هنا إلى ورجال الدين يتدخلون في حريتنا ومشاعرنا وأفكارنا وأكلنا وشربنا ولباسنا ونومنا واستحمامنا وإلى متى نُشتم علنًا ونحاكم ونحاسب بسبب اعتراضنا لذلك !!



لا مشكلة عندنا في تواجدهم ولكن المشكلة الحقيقية بتأثيرهم الطاغي واضطهادهم لكل شيء جميل في الحياة فنحن نريد دولة مدنية تحترم حقوق وحريات الجميع وليست دول بائسة تحتكر الحقوق حسب المذهب الديني !!

إن من يريد دخول الجنة يجب أن يذهب بإنسانيته ورقي أخلاقه وتعامله مع البقية ولايفوز بها لمجرد أن تابع لدين أو فريق ما هذه ليست إنسانية , هذه هرطقة وسخافة.


"‏يخاف الإسلاميون كثيراً من اغتيال الشخصية.
فالدين مبني على الثقة،
واغتيال شخصية أي رمز إسلامي يجعل الناس لا يثقون بكلامه وينفضون عنه.
لذا، فإن التهكم بمشايخ ودعاة الإسلام وبيان عيوبهم يضرب الدين في مقتل."
ابن العلي





مخرج :


بكل سهولة دين الإسلام ليس أكثر من دين جغرافيا الشرق الأوسطي حيث يؤمن القابعون في هذه الأراضي بهذه العقائد وتلك الأيدولوجيات إما بالإكراه أو بالإجبار أو (بالتوريث من الصغر).

"من العار أن ندافع عن معتقدات قد فرضتها علينا الجغرافيا."



#سليم_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقهى الملحدين : لماذا الإلحاد مطلب ولماذا الخروج عن دين آباء ...
- الدين الإسلامي : ماذا لو..؟
- متى ينتهي وباء الإسلام من هتك البلاد العربية ؟
- أركان الإسلام السبعة : كيف تخدم تلك الأركان ذلك الدين ؟
- دين الإسلام : تحديات باطلة وآيات ليست تنزيل من رب العالمين
- لننهي النقاش : هل الله موجود ؟
- لننهي النقاش : أيهما أفضل شريعة الله أم شريعة البشر ؟
- لننهي النقاش : من كتب القرآن ؟
- هل الأنبياء كانوا في شك مما يدعون إليه ؟ نقد وتأمل للقرآن


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم خالد - مقهى الملحدين : لماذا يكرهون الليبرالية ؟ ولماذا يفشل مشروع الإصلاح الإسلامي !؟ (2)