أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - كيف نقهر السجن والسجان..؟














المزيد.....

كيف نقهر السجن والسجان..؟


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6964 - 2021 / 7 / 20 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن السجن يقهر وكذلك السجان. بالفعل، "اختُرع" السجن و"صُنع" السجان لممارسة القهر والتركيع (ما يسمى ب"إعادة التربية والإدماج") وكذلك القتل البطيء...
لكن، يُمكن أن نقهر السجن والسجان. وأقصد هنا المعتقلين السياسيين (شخصيا، أعتبر الحديث عن معتقلي الرأي خارج دائرة الاعتقال السياسي تشويها آخرا مسيئا وغير مبرر ومحكوما بخلفيات انتهازية مقيتة)، ودون أن يكونوا بالضرورة أبطالا خارقين. كيف؟
ببساطة، ليس شفقة أو اكتشافا لوصفة سحرية من أجل التخلص من عذابات السجن والسجان ومن ألم الانهيار ولعنة قبول الأمر الواقع.
نقهر السجن والسجان عندما تكون لدينا قضية، طبعا قضية عادلة، ومن حجم قضية شعب.. والاعتقال السياسي كقضية طبقية تعتبر قضية شعب.. ولكي أكون منصفا، كم من حالة منفردة، في إطار ما يسمى ب"الحق العام" وبدون قضية بالمعنى الطبقي، فرضت نفسها بهذا الشكل أو ذاك وانتصرت كما تتمثل هي الانتصار.. وكم من خدمة قدمت في صمت الى المعتقلين السياسيين المناضلين وحتى غير المناضلين..
وللتوضيح أكثر، نقهر السجن والسجان عندما نكون مقتنعين بهذه القضية ومُلتزمين بها ومُدافعين شرسين عنها. ويُطرح هنا سؤال المبدئية، حيث لا قضية في غياب المبدئية إلا ادعاء..
لا أتحدث من فراغ، ولا أروي القصص والأساطير. لقد عشنا تجارب نضالية بعينها قهرت، بل هزمت السجن والسجان في ظل أوضاع كارثية انعدمت فيها أبسط شروط الحياة الإنسانية، أوضاع لا تختلف عن المجازر والمقابر.
لا أقصد كل تجارب الاعتقال السياسي، فمن بين هذه الأخيرة من أساءت الى النضال والى القضية؛ وأخطر من ذلك تنكرت الى ماض نضالي مُشرق ومارست في حقه أبشع أساليب التشويه والتشويش. ولعل كذبة "الإنصاف والمصالحة" وفرسانها من قبل ومن بعد، تعفينا من التفصيل أكثر..
والحديث عن التجارب التي فرضت نفسها رغم الحصار والطمس والتعتيم لن ينسينا تجارب الشهداء من داخل السجون. وأكبر هزيمة وأكبر قهر للسجن والسجان هو تخليد أسماء هؤلاء الشهداء عبر التاريخ.. إنها إدانة للنظام المسؤول الأول عن جريمة "تغييبهم"..
لا ندعو هنا الى الانتحار أو الى "المزيد من الشهداء". إن المناضل يُحب الحياة أكثر ممن يُلصقون به هذه التهم المجانية. والشهداء أكثر عشقا منا جميعا للحياة.. ومن يشكك في ذلك لا يحترم الشهداء وقضيتهم.. والمعتقل السياسي، والمناضل عموما أدرى بالشكل النضالي المطلوب في ظل ظرفية محددة ودقيقة. ومساءلة ذلك الشكل النضالي خارج سياقه، زمنا ومكانا، يُعد إساءة مقصودة ونية مُبيتة للقتل الرمزي للفعل النضالي...
إن درب النضال من داخل السجن أو من "خارجه" مفتوح على كل الاحتمالات والمفاجآت، ومنها السيئة. وعدد كبير من المناضلين استشهدوا "خارج" السجن. إننا لا نختار لأنفسنا مفاجأة دون أخرى أو نهاية دون أخرى. فقط المبدئية تفرض على المناضل تحمل المسؤولية. ومرة أخرى، تحمل المسؤولية، أي الالتزام، لا يعني التنفيذ الأعمى للتعليمات. إن المناضل يجسد أعلى درجات التفاعل الإيجابي والمبدع الذي يخدم القضية. إن المناضل ليس "حمار الطاحونة" وليس مرتزقا أو محترفا للمكر والخداع، ومن لا يحترم ذكاء المناضل ليس مناضلا. ويُطرح هنا أيضا سؤال المركزية الديمقراطية، حيث لا تنظيم ثوري بدون مركزية ديمقراطية. وهذه الأخيرة لا تعني بلورة تعليمات فوقية وفرض تنزيلها من خلال آلية "الأغلبية" القهرية. إن المركزية الديمقراطية صيغة تنظيمية ديمقراطية تحفظ الدينامية النضالية المنظمة والمنتظمة في إطار التداول الواسع والمستمر للأفكار والاجتهادات والإنصات الفعلي لنبض الواقع المتغير باستمرار (التحليل الملموس للواقع الملموس). ومن لا يلتقط إشارات الواقع المتجدد من أجل خدمة المشروع الثوري يسقط في "أصولية" مرفوضة ومكرسة للجمود القاتل.
وفي الختام، فالمعتقل السياسي بدون قضية، أقصد قضية في حجم قضية شعب، سيعرف معاناة مزدوجة. يكفي أن يطرح السؤال: لماذا أنا هنا، أي لماذا أنا داخل السجن؟
المعاناة الأولى: قساوة السجن والسجان التي يتقاسمها مع الجميع داخل السجن؛
المعاناة الثانية: "الإحساس بالذنب" تجاه الذات (الأنا والعائلة...)، أي ما جدوى الاعتقال؟ وبالضبط ما جدوى ضريبة الاعتقال؟
قد ننسى الكثير ونحن نتحدث عن الاعتقال السياسي، إلا أن حضور العائلات أمام أعيننا يفرض نفسه. ومن يُغيب تجارب عائلات المعتقلين السياسيين يجهل الموضوع أو يتجاهله...
لا أقصد هنا تناول موضوع عائلات المعتقلين السياسيين، يهمني فقط الوقوف عند تمثل المعتقل السياسي المناضل لواقع عائلته ودورها. فإذا كان المناضل مهتما بعائلته أكثر من اهتمامه بقضيته، فالأجدى أن يعيد النظر وقبل فوات الأوان في "نضاليته". مرة أخرى، من يحب شعبا لا يمكن ألا يحب عائلة، وخاصة عائلته. المقصود هنا هو ضرورة التفاعل الإيجابي بالنسبة للمعتقل السياسي مع عائلته/أسرته. ونادرا ما كانت العائلة/الأسرة معاكسة لتوجه ابنها أو متنكرة له، سواء كانت مقتنعة بقضيته أم لا. إن العائلة/الأسرة لا يمكن أن تكون مشجبا لنكوص وخضوع المعتقل السياسي.. في كثير من الأحيان، كانت محفزا ومدعما ومناصرا...
ولابد من الانتباه الى أن حزن العائلة/الأسرة يضاعف حزن المعتقل السياسي (ورفاقه)، وحزن هذا الأخير بدوره يضاعف حزن العائلة/الأسرة (ورفاقه)...
ليكن المعتقل السياسي مناضلا، أي صاحب قضية، قضية عادلة، ومن حجم قضية شعب.. وسيقهر/سيهزم لا محالة السجن والسجان..
سينتصر...
دون ذلك، مجرد أوهام ودموع وسحابات عابرة و"أضغاث أحلام"...
النصر لكافة المعتقلين السياسيين والمجد والخلود لكافة الشهداء...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبة الفدرالية..
- دروس سياسية مغربية بالجُملة..
- إسماعيل هنية يبارك التطبيع مع الكيان الصهيوني..
- انقذوا حياة الريسوني.. كيف؟
- رحلت أخي الحُسين، فجأة وقبل الأوان..
- احذروا التنمية.. احذروا العدالة!!
- الوفاء لاُمي الغالية..
- أُم الشهيد مزياني تغيب..
- الشهيد محمد كرينة: اختلط الحابل بالنابل..
- من إضراب الى آخر، حتى متى...؟
- الحيّاحا
- في الذكرى 66 لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل: أي إنجازات؟
- في ذكرى رحيل أمنا السعدية، أم الشهيد بوبكر الدريدي
- استراحة مناضل..
- انتفاضة 20 فبراير: دروس متجددة..
- عيد الحب.. عيد الحياة..
- الجبهة الاجتماعية المغربية عنوان رديء لمرحلة صعبة
- انتصار معركة عمال امانور نقطة ضوء في زمن الهزائم..
- يتحدثون عن -الوحدة-..
- هدية غالية من رفيق عزيز ضمن مجموعة مراكش 1984


المزيد.....




- السعودية.. إدانة تركي الدخيل ومستثمرين بـ-مخالفة نظام السوق ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنية تحتية عسكرية لـ-حزب الله- بج ...
- باكستان تسلم النرويج إسلاميا يُشتبه في تورطه بهجوم استهدف مه ...
- ما أسباب الفيضانات في الخليج؟ وهل لها علاقة في التغير المناخ ...
- شاهد: حجاج أرثوذكس يحيون يوم الجمعة العظيمة في القدس المحتلة ...
- الخارجية الروسية تفند الاتهامات المتعلقة بتورط موسكو في تفجي ...
- مكتب الإعلام الحكومي بغزة ينشر تحديثا لحصيلة الحرب: 3070 مجز ...
- كمبيوتر عملاق يتنبأ بـ-ضربة ثلاثية- تؤدي إلى انقراض البشرية ...
- التلفزيون المصري يكشف حقيقة إطلاق أول مذيعة بالذكاء الاصطناع ...
- الخارجية الروسية: رد الفعل الأمريكي على الاحتجاجات المؤيدة ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - كيف نقهر السجن والسجان..؟