أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الغني سلامه - خفايا مرعبة من تاريخ منسي














المزيد.....

خفايا مرعبة من تاريخ منسي


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 13:13
المحور: حقوق الانسان
    


قبل قرن بالتمام والكمال، في حي تولسا بأوكلاهوما، داس بالخطأ شابٌ أسود اسمه «ديك رونالد» على قدم موظفة بيضاء اسمها «سارة بيج»، فصرخت بأعلى صوتها، فهرب الشاب على الفور، على إثر ذلك هرعت الشرطة ومعهم غلاة العنصرية يبحثون عنه، وبعد اعتقاله قرروا إعدامه، لهذا ثار السود وحاصروا السجن، فقام مدير السجن بتهدئتهم، ليتفرقوا بعدها ويعودوا إلى بيوتهم.

في المساء قامت الشرطة بتسليح مجموعة من البيض، وساندتهم في الهجوم على الحي، فأحرقوه على من فيه، حتى إنهم استعملوا الطائرات التي رمتهم بالمقذوفات، قُتل يومها نحو 300 من السود، ودُفنوا في مقبرة جماعية، وجُرح 800 آخرين، إضافة للمئات ممن سجنوا وعذّبوا.

مؤخرا تم توثيق القصة في فيلم حمل اسم «تولسا.. النار والنسيان»، كما كتب الممثل توم هانكس مقالاً في «نيويورك تايمز» جاء فيه: «لم أقرأ أبداً صفحة من أي كتاب تاريخ مدرسي عن قيام حشد من البيض عام 1921 بإحراق مكان يُدعى «بلاك وول ستريت»، وقتل 300 من مواطنيه السود، وتشريد الآلاف الذين كانوا يعيشون في تولسا». كما زار البلدة الرئيس بايدن، وتحدث عن المذبحة مستنكراً تجاهلها.

وفي ولاية كولومبيا في كندا، تم اكتشاف رفات 215 طفلاً (أغلبهم بعمر 3 سنوات) كانوا يدرسون في مدرسة كاملوبس، التي أغلقت في عام 1978، وهي مدرسة بريطانية داخلية خاصة بأطفال الهنود الحمر؛ وهذه المدرسة تعتبر الأكبر في كندا حيث كانت تتسع لحوالي 500 طفل.

وكان النظام التعليمي في كندا يفصل أبناء السكان الأصليين عن ذويهم قسرا، تحت ذريعة الإدماج الثقافي، والذي هو في الحقيقة مجزرة عرقية وثقافية، حيث وصلت أعداد الأطفال المخطوفين من أهاليهم إلى 150 ألف طفل في تلك المدارس التي كانت تديرها كنائس، في الفترة من أربعينيات القرن التاسع عشر وحتى تسعينيات القرن العشرين. وكان الأطفال يتعرضون لانتهاكات جسدية مروعة ولاغتصاب وسوء تغذية وفظائع أخرى، تحدثت عنها تقارير كندية رسمية.

وقد اعتذرت الحكومة الكندية في 2008 رسميا عن نظام تلك المدارس، التي تم إغلاق آخرها عام 1996. وتعليقا على هذا الأمر كتب رئيس الوزراء الكندي «ترودو»: «الأنباء عن العثور على رفات أطفال في مدرسة كاملوبس الداخلية تفطر قلبي.. إنها ذكرى مؤلمة بفصل قاتم ومشين في تاريخ بلادنا»، وطالب الكنيسة الكاثوليكية بتحمل مسؤوليتها عن المجزرة.

نفس هذا الأسلوب العنصري الإجرامي كانت تمارسه أستراليا بحق السكان الأصليين «الأبورجينيز»، حيث كانت السلطات تخطف الأطفال من عائلاتهم، وترسلهم إلى مدارس وكنائس في الطرف الآخر من القارة.. لكن الحكومة الأسترالية توقفت عن هذه الممارسات في العام 1974، واعتذرت رسميا عن هذا التاريخ المشين.

وفي أستراليا أيضا، في أواسط القرن التاسع عشر نفذ المستعمرون البيض سلسلة مذابح بحق السكان الأصليين، منها مذبحة ووترلو، نونتين، مافرا، سكل كريك، جيبسلاند، موريندال.. حيث قتلت شرطة الخيالة الاستعمارية آلافا من السكان المحليين. وكانت آخر مذبحة معروفة رسميًا وقعت في مزرعة مواشي في وسط أستراليا، قتل فيها 170 شخصا انتقامًا لمقتل صياد يُدعى فريدريك بروكس.

وفي سيريلانكا، وقعت مذبحة أوفا، سنة 1818، حيث أباد الجيش البريطاني جميع السكان المحليين، الذين تزيد أعمارهم على 18 عامًا، وهدم جميع القرى في منطقة أوفا، انتقاما لمقاومة تلك القرى ضد الاحتلال البريطاني.

وفي سنة 1871 دخل حشد مكون من 500 شخص من العنصريين البيض إلى الحي الصيني في لوس أنجلوس، وقاموا بالاعتداء على السكان، وتهديم بيوتهم وتخريب ممتلكاتهم، ثم عذبوا وقتلوا العشرات.

في كولورادو، سنة 1914، حدثت مجزرة لدلو؛ حيث هجم حراس معسكر شركة كولورادو للوقود والحديد على مخيم يؤوي عمال المنجم الذين كانوا مضربين عن العمل مع أسرهم، فقتلوا نحو أربعين شخصاً، منهم نساء وأحد عشر طفلاً.. كانت مذبحة لدلو لحظة فاصلة في العلاقات العمالية الأميركية؛ وصفت على أنها أعنف نضال عمّالي ضد أصحاب الشركات في التاريخ الأميركي. وقد استجاب الكونغرس للغضب الجماهيري، ما كان له تأثير على تعزيز قوانين العمل وعمالة الأطفال.

وفي سنة 1907 حدثت مذبحة في تشيلي بحق العمال المضربين، قتل فيها نحو 3600 شخص من عمال المناجم، مع زوجاتهم وأطفالهم، ارتكبها الجيش التشيلي في منطقة إيكيكي.

وفي الهند، سنة 1919 أطلق 90 جنديًا بريطانيا من «الجيش الهندي البريطاني» النار على تجمع سلمي غير مسلح من الرجال والنساء والأطفال، واستمر إطلاق النار 15 دقيقة حتى نفدت الذخيرة، وكانت النتيجة مقتل الآلاف.

أما في الدومينيكان، سنة 1937، فقد وقعت مذبحةسميت مذبحة البقدونس؛ لأن الجنود الدومينيكان كانوا يطلبون من أولئك الذين يعتقدون أنهم هايتيون نُطق كلمة بقدونس، وحسب اللكنة كان الجنود يعرفون جنسية الشخص ويقضون عليه؛ حيث قتلوا نحو 38 ألف شخص باستخدام المناجل وقطع الرؤوس؛ ثم نقلوا الناجين منهم إلى ميناء مونتكريستي، وألقوا بهم في المحيط ليغرقوا وأيديهم وأقدامهم مقيدة، بعد جرحها لجذب أسماك القرش. حتى المواطنون الدومينيكان ذوو البشرة السمراء كانوا ضحايا المجزرة العرقية.

أما عن مسلسل قتل النساء، فالموضوع يحتاج مجلدات، في الأرجنتين مثلا تم اختطاف وتعذيب وقتل نحو 30 ألف امرأة خلال الحكم العسكري (1976- 1983)، وألقيت معظمهن من الطائرات في البحر أو في نهر «بليت». في منطقتنا، كانت آخر جريمة، قتل طفلة في محافظة الحسكة بسورية عمرها 13 عاماً، بحجة «شرف العائلة».

ما يؤلم حقاً، أن تلك المذابح، وغيرها منسية تماماً، وضحاياها منسيون.. والمجرمون عاشوا وماتوا ولم يُحاكموا، ولم ينالوا عقاباً.. فمثلاً مات قبل أيام وزير الدفاع الأميركي الأسبق رامسفيلد، عن 88 عاماً، دون محاكمة كمجرم حرب، تسبب في مقتل مئات آلاف العراقيين.
تاريخ البشر، وحاضرهم، مليء بالظلم، والاضطهاد، والمذابح، والعنصرية.. ما نريده عالماً دون قتل، أو على الأقل لا نشهد فيه تبريراً للقتل، أو دفاعاً عن القتلة.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد اللطيف عربيات، ونظرية المؤامرة
- عن اقتتال الصحابة
- الإذعان الديني
- عبقرية الفشل العربي
- مسؤولية الإنسان عن تصرفاته
- حدائق الحيوانات البشرية
- محاولات توحيد البشرية
- تاريخ الحروب المقدسة
- الغوغاء الذين قاتلتُ من أجلهم
- نوال السعداوي وداعا
- الدور الوظيفي للإخوان المسلمين
- أسوأ سنة في التاريخ
- الميثولوجيا الدينية
- أهم اختراع في التاريخ
- صعود وأفول الحضارة العربية الإسلامية
- أن تُولد قبيحا
- الدولة الإسلامية والدولة الدينية
- بين هيروشيما وبيروت
- تكنيس التاريخ من بعض القمامة
- مصر التي نحبها


المزيد.....




- الأونروا تتحدث عن شاحنات تنقل جثثا من إسرائيل إلى غزة
- إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للأسرى
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد الجنائية الدولية بإجراءات إذا ...
- احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات اعتقال إسرائيل ...
- هل تصدر الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو؟
- المفوض السامي لحقوق الإنسان: إجراءات الشرطة الأمريكية تجاه م ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد الجنائية الدولية بإجراءات إذا ...
- نتنياهو يناشد زعماء الغرب منع مذكرات اعتقال لقادة إسرائيل
- توقيف مؤثرة كاميرونية وسط خيم المهاجرين الأفارقة يثير ضجة في ...
- الاتحاد الأوروبي سيعلن عن مساعدات للبنان لوقف تدفق اللاجئين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الغني سلامه - خفايا مرعبة من تاريخ منسي