أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبد الغني سلامه - أسوأ سنة في التاريخ















المزيد.....

أسوأ سنة في التاريخ


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 6778 - 2021 / 1 / 4 - 11:40
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


وهكذا مضت سنة 2020 إلى مقبرة السنين، كانت صعبة بكل المقاييس، وقد شهدت العديد من الأحداث المؤسفة والكوارث الطبيعية، والأهم جائحة كورونا، التي قتلت حتى الآن نحو1.7 مليون إنسان. لكنها رغم قسوتها ليست السنة الأصعب ولا الأسوأ من عمر البشرية.

هل نقول هذا لنواسي أنفسنا، أم لقراءة التاريخ، وأخذ العبر؟

في تاريخ الصراعات شهدت أغلب مناطق العالم حروبا مدمرة راح ضحيتها الملايين، بحيث صارت كل منطقة تؤرخ للأعوام التي اندلعت فيها الحرب كأسوأ عام، وإليكم بعض الأمثلة:

ربما كان العام 70 ميلادي، الأسوأ في تاريخ روما، حين أحرقها "نيرون" ثم جلس على برجٍ يتسلى بمنظر الحريق.. أو كانت سنة 1215 الأصعب في تاريخ بكين، حين حاصرها جنكيزخان، ثم استباحها، وقتل أغلب سكانها، حتى امتزجت لحوم القتلى بأرصفة الشوارع، وظلت آثارها لأشهر عديدة.. وربما كانت سنة 1258 الأسوأ في تاريخ بغداد، حين اجتاحتها جيوش هولاكو، فقتلت ما يربو على المليون إنسان، أو سنوات الاحتلال الأمريكي (2003~2009)، والتي قتل وشرد فيها ملايين العراقيين، وترك من تبقى في جحيم الطائفية..

أو سنة 1939 الأسوأ على نانجين؛ حين جمعت القوات اليابانية سكانها في ساحة كبيرة، وفتحت النيران عليهم طيلة النهار، حتى قتلت 200 ألف إنسان. أو سنة 1945 على هيروشيما، حين ألقت أمريكا قنبلة ذرية فوق رؤوس العباد، فصارت المدينة قطعة من جهنم، وقتل على الفور سبعين ألف إنسان.
أو سنوات الحرب العالمية الأولى والتي قُتل فيها 16 مليون إنسان، أو سنوات الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها 60 مليون شخص، أي 3% من سكان العالم.

وربما كانت سنوات الحرب الأهلية هي الأسوأ في تاريخ لبنان (1976~1990)، حين انفرطت الدولة، وفُقد الأمن، وصار القتل على الهوية.. أو سنة المذبحة الكبرى في راوندا (1994) حين قُتل مليون إنسان في مائة يوم.

بالنسبة للفلسطينيين، لدينا سنوات النكبة، والنكسة، والخروج من بيروت، والانشقاق، والانقسام، وسنوات المذابح، واجتياحات الضفة، والحروب على غزة.. وأخيرا سنة التطبيع.. فاختر أيها الأسوأ..

في مجال الكوارث الطبيعية لم تخل منطقة من كارثة ما، حتى اعتبر سكانها العام الذي حلت فيه الكارثة العام الأسوأ:

في عام 1556 ضرب زلزال مدينة شنشي في الصين، فقتل 830،000 شخص.

في عام 1887 أدى فيضان النهر الأصفر في الصين إلى مقتل نحو ثلاثة ملايين إنسان.

وفي عام 1970 ضرب إعصار مدمر بنغلاديش وباكستان فقتل أكثر من نصف مليون إنسان.

في مجال الأوبئة والمجاعات، لكل شعب عام، أو أعوام يعتبرها الأسوأ:

كانت سنة 536 ميلادي، بداية كارثة عالمية، ستمتد آثارها قرنا كاملا، وتعتبر أحد أسوأ الفترات التي مر بها العالم، فقد غمر الضباب عموم أوروبا، والشرق الأوسط، ومعظم آسيا، وعلى مدى سنة ونصف ظلت السماء مظلمة ليلا ونهارا، وانخفضت درجة الحرارة، ليبدأ أبرد عقد منذ ثلاثة وعشرين قرنا، وسقطت الثلوج في مناطق غير متوقعة، وتضررت المحاصيل الزراعية، وهلكت الطيور والماشية، ومات الناس جوعا، وبعد خمس سنوات أي في العام 541 انتشر الطاعون الدملي، بسرعة كبيرة، وقضى على قرابة نصف سكان الإمبراطورية الرومانية، الأمر الذي سارع في انهيارها.. ولم تتحسن الأوضاع، ولم يبدأ الاقتصاد بالتعافي حتى عام 640.

وفي عام 1347 عمَّ الطاعون حوض المتوسط فقضى على نحو 200 مليون إنسان. وقبلها بعقدين كانت المجاعة قد ضربت عموم أوروبا بين عامي 1315 و1317 فتسببت في وفاة الملايين، وخلال هذه الفترة انتشرت الجرائم والأمراض والوفيات الجماعية، حتى وصل الأمر إلى أكل لحم البشر، وقتل الأطفال الرضع.

في القرن الخامس قبل الميلاد ضربت الهند مجاعات متتالية دامت قرنا، قتل خلالها نحو أربعين مليون إنسان، وفي القرن الثامن عشر مات في مجاعات الهند أيضا نحو 10 ملايين إنسان.

في العام 1057 مجاعة في العراق وبلاد فارس تقتل نحو مليون ونصف إنسان، وفي سنة 1068 مجاعة أخرى في مصر عُرفت بالشدة المستنصرية مات فيها مئات الآلاف، وفي المغرب سلسلة مجاعات متتالية تودي بحياة مئات الألوف من السكان، تبدأ سنة 1721، وتنتهي سنة 1944.

وخلال القرن التاسع عشر اجتاحت الصين مجاعات متتالية مات فيها نحو مائة مليون شخص، وفي المجاعتين الأخيرتين (1958 و1968) مات عشرات الملايين..

في عام 1845، أدت المجاعة التي ضربت إيرلندا إلى وفاة ما يزيد عن مليون إنسان.

وفي سنة 1877 مجاعة في البرازيل قتلت نصف سكانها..

وفي سنة 1921 مجاعة "الفولجا" في روسيا، تودي بحياة خمسة ملايين إنسان، وتكررت المجاعة في أوكرانيا في الثلاثينات وتسببت بموت ثلاثة ملايين إنسان..

وفي العام 1918 ظهرت الأنفلونزا الإسبانية، فأودت بحياة 100 مليون شخص، أي ما يقارب 5% من سكان العالم.

ما سبق مجرد أمثلة، والتاريخ مليء بغيرها.. ونلاحظ أن الصين صاحبة النصيب الأكبر من المحن والحروب والكوارث والأوبئة والمجاعات.. لكنها اليوم، ولحسن الحظ، الدولة الأقوى، والأكثر أمنا واستقرارا وازدهارا.. وكذلك تفعل كل الشعوب الحية؛ تتجاوز محنتها، وتنهض من جديد..
العام 2020 كان صعبا حقا، فقد عطلت الكورونا إيقاع الحياة الطبيعي، لكن العام الجديد قد يحمل بذور الأمل، ويبدأ العالم بالتعافي، كما تعافى كل مرة، وبعد كل مأساة..

لا توجد سنة كلها أفراح ومسرات وراحة بال.. ولا توجد سنة كلها مآسي وويلات ونكبات.. لكل عام أفراحه وأتراحه.. في كل عام نخسر شيئا، نودع أحبة أعزاء، نفقد جزءاً من عمرنا.. وفي كل عام نستقبل مواليد جدد، ونحرز نجاحا ما، أو تتحقق لنا أمنية.. ورغم كل ما يصيبنا، تظل الحياة في تقدم دائم، وتظل الأرض تدور حول الشمس، قاطعة سنة جديدة، لا نعرف متى بدأت فعليا، ولا متى انتهت، لكننا اخترنا يوما افتراضيا لبدايتها، ويوما لنهايتها.. لكن الطبيعة من حولنا لها تقويمها الخاص، وللحياة سننها وقوانينها.. وما علينا إلا أن نتكيف معها، وأن نتغلب على أحزاننا، وأن نجترح منها أوقاتا سعيدة.. كلما أمكن ذلك.

وألا نفقد الأمل، في سماع خبر مفرح..



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميثولوجيا الدينية
- أهم اختراع في التاريخ
- صعود وأفول الحضارة العربية الإسلامية
- أن تُولد قبيحا
- الدولة الإسلامية والدولة الدينية
- بين هيروشيما وبيروت
- تكنيس التاريخ من بعض القمامة
- مصر التي نحبها
- هل المعتزلة تيار عقلاني؟
- جرائم ضد الإنسانية
- سأتخلص من كل من لا يشبهني
- منشأ العنف والتطرف؟
- البشير والإخوان المسلمين
- الدولة المقدسة
- مشروع نهر الكونغو
- العقل السياسي العربي
- ما بعد الصهيونية
- فلسطين الكنعانية
- في وداع محمد شحرور
- مسلسل SEE


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبد الغني سلامه - أسوأ سنة في التاريخ