أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين مروة - نريد مقاطعة جدية














المزيد.....

نريد مقاطعة جدية


حسين مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 23:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


نريد مقاطعة جدية * ( بمناسبة انعقاد مؤتمر مقاطعة إسرائيل )

سلاح المقاطعة الاقتصادية في حربنا لإسرائيل ، لاشك أنه أحد الأسلحة الفعّالة الذي يستطيع به العربُ منع هذا "المخلوق " الاستعماري الصهيوني المسخ، من التمدّد وضربِ اقتصادِهم الوطني والسيطرة عليه . فقد كان العرب ، إذن ، واقعيين تماماً حين اختاروا هذا السلاحَ في حربِ هذا "المخلوق" الطفيلي الذي ولدته المطامعُ الاستعمارية الدولية في أرضنا وعلى أشلاءِ بني قومنا:المشرّدين منهم، والمستشهدين ، والمقيمين ـ بعدُ ـ على كومة الجمر في الأرض المحتلة ، وفي جحيم الظلم والاستبداد.

ولكن مجرد اختيارِك هذا السلاح في حرب العدو، لا يكفي للقضاء على العدو، ما لم تضربْ به فعلاً، أو ما لم تُحسن الضربَ في المَقاتلِ والمَفاصلِ ذاتِها، لا في الأطراف والحواشي وحدِها ! . .فلننتظر ، إذن ، كيف يُقاتِل العرب إسرائيل بلا المقاطعة الاقتصادية ؟ .. المقاطعة الاقتصادية، تعني الحصارَ الاقتصادي، والحصارُ هذا لا يكونُ حصاراً حقاً ألاّ أذا كان مًقفَلاً من جهاته الأربع ، أو الستّ إذا صحَّ التعبير، وهو صحيح ..

ليس حصاراً حقيقياً أن تَسدَّ بعضَ المنافذ على عدوك، بينا هناك عدةُ منافذَ يتلقّى منها الهواء والماء والضياء، ويتلقّى منها الغذاء والكساء والدواء ، ويتلقّى منها كلَّ ما تحتاجُ إليه الحياة من مقوِّمات الحياة! ..

لكي يكونَ الحصارُ الاقتصادي لإسرائيلَ سلاحاً قاتلاً حاسماً ينبغي أن يجعلَ العربُ منه حلقةً مفرغة تحيط بها من كلِّ جهاتها، ثم تجعل لهذه الحلقة المتماسكة أبعاداً تعمق في الأرض، وترتفع في الفضاء، وتمتدُّ في الموانئ، الجوية والمائية، وفي المداخل والمخارج البرية كلها.

***

إننا نخدعُ أنفسَنا، ونحدعُ شعوبَنا، حين نُقيمُ هذه المكاتب المسمّاة مكاتب مقاطعة إسرائيل، وتمرُّ السنون وهي قائمة، ونعتقدُ بأننا مقاطعون حقاً، في حين ترى إسرائيل، رغم ذلك، تعيش كما يعيش الأحياء الأصحاء في عافية، غير محرومةٍ شيئاً من أسباب الحياة، ومقوِّمات الوجود، وعوامل البقاء والنمو والامتداد والاعتداء ..

أمام هذه الظاهرة ، تبرزعلامةُ استفهام ، لتُشيرَ ألى وجوه النقص في هذه "المقاطعة" من جهة، ولتسألْ من جهةٍ ثانية:

ــ هل تنحصرُ مهمةُ هذه المكاتب، ومؤتمراتها المتوالية، في تعقّبِ الشركات العالمية التي تتعاملُ مع إسرائيل، وإثباتها في اللائحةِ السوداء حيناً ، ثم محوها من اللائحة بعد حين ؟ .. صحيح أن هذه بذاتها جديرةٌ بأن تكونَ مهمةً كبيرة مَعنياً بها جداً ، فهي ـ بلا جدال ـ إحدى الوسائل الناجعة في إحكامِ الحصار الاقتصادي على إسرائيل ..

ولكنْ، هل تؤدّى هذه المهمة بدقّة ، ومِن غيرِ أخطاء ؟ .. هذا أولاً ، وأما ثانياً ، فهل يعلمُ ضباطُ مكاتب المقاطعة أنّ حركةَ التهريب بين إسرائيل والبلاد العربية لم يهدأْ نشاطُها قط منذ قيام إسرائيل حتى اليوم ؟ .. وهل عجزَ هؤلاء أن يوقفوا حركةَ التهريبِ هذه عن نشاطها، رغم السنين، ورغم المؤتمرات ورغم الخيْرات التي تمدّ بها هذه الحركة حياة إسرائيل فتنعشَها، وتبطل سلاحَ المقاطعة العربية حتى تجعلَه سلاحاً مغلولاً لا يقطع ولا يوجع ؟ ..

وأما ثالثاً ـ وهنا بيتُ القصيد ـ فهل صنعتْ مكاتبُ المقاطعةِ شيئاً حيال الدوَل الغربية ، كأميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا الغربية، التي تخرق الحصارالعربي على إسرائيل من مختلف جهاته دون رادع؟ ..

إنّ هذه الدول لا تكتفي بأن تُنعشَ إسرائيل بالمال والسلاح والمواد الاقتصادبة المتنوعة، وتعينها على العدوان، فضلاً عن البقاء والتطور وتجاهل حقوق العرب أبناء فلسطين .. بل هي ـ كذلك ـ تتغلغل برساميلها واحتكاراتها إلى الاقتصاد العربي ذاته ، لتسيطرَ عليه وتمنعه من التطور والتقدم والازدهار المستقل ...

خداعاً وباطلاً أن نملأَ الدنيا ضجيجاً بما نسميه المقاطعة العربية، ونحن نفتحُ بأيدينا أبوابَ الحياة لأسرائيل، إما بالتعامل مع الدول التي تُنعشُ إسرائيل، وإمّا بالتغاضي عن تقوية هذه الدول لإسرائيل، وإما بفتح الطريق البحري (خليج العقبة) لمواصلات إسرائيل ! ..



* مقالة للمفكر الشهيد حسين مروة نُشرت في جريدة "الحياة" البيروتية نشرت بتاريخ 4 آب (أغسطس ) 1959.



#حسين_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد العمال
- أول لوحة كتبها الشعب ...
- الأنفلونزا الفاشلة!
- متفائلون... متشائمون *
- العالم .. بين التفسير والتغيير
- أيغضبهم محو -إسرائيل- من -لاروس-.. ولا يغضبهم محو المعرفة وا ...
- لقاء مع -النداء- - 26 تشرين الأول 1980
- في ذكرى الشهيد الخالد فرج الله الحلو .. ما ليس يمحوه الأسيد ...
- الحماسة الصامتة *
- شعوبية، وشعوبيون...
- ليس بالخبز وحده... - تحية إلى ذكرى ثورة 7 أوكتوبر –
- الفَرِحون في العيد ...*
- من قلب، شيكاغو!.
- مقتطفات بمناسبة عيد العمال العالمي
- الموقف والفكر -مهدي عامل-
- ميلاد ... وميلاد
- هذه الشعوب المزعومة ...
- مقتطفات عن -وعد بلفور- المشؤوم
- مجانين ... القدس
- لمن هذه...؟


المزيد.....




- أين تقع ثالث أقدم بحيرة في العالم.. وما الذي يميّزها؟
- أصغر طالب طيران في العالم.. كم يبلغ من العمر؟
- كاتس مهاجما خامنئي: خذوا وكلاءكم واتركوا لبنان!
- الحرب في يومها الـ365: غارات إسرائيلية مكثفة على لبنان وغزة ...
- بايدن يعارض هجوما إسرائيليا على -النفط الإيراني- وترامب يؤيد ...
- مناورة جريئة لمقاتلة روسية تخيف -إف – 16- الأمريكية وتبعدها ...
- عراقجي من دمشق: هناك مبادرات بشأن وقف إطلاق النار وأجريت مشا ...
- هجوم بمسيرة جوية أوكرانية على حافلة ركاب في غورلوفكا يسفر عن ...
- ستولتنبرغ: زيلينسكي اختبأ في ملجأ محصن بعد بدء العملية العسك ...
- استطلاع للرأي يظهر تأثير انسحاب بايدن على السباق الرئاسي


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين مروة - نريد مقاطعة جدية