حسين مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 21:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في لبنان دولة، كما نعلم، ولهذه الدولة: دستور، وبرلمان، ووزارات، ومؤسسات، وتنظيمات حديثة - كشأن كل دولة عصرية في هذا الزمان..
ترى، لمن هذه الدولة ودستورها وبرلمانها ومؤسساتها؟
أهي لشعب أم شعوب؟.. أهي للبنان.. لبنان" الشعب".. لبنان "الوطن".. لبنان "الأرض" لبنان "التاريخ "؟..
أم هي ليست للبنان هذا.. وإنما هي للأديان.. والطوائف والمذاهب: هذه التي لا أرضَ لها ولا وطن.. هذه التي لا يدّعيها شعبٌ واحد في الشعوب، ولا يختصّ بها وطنٌ واحد في الأوطان، ولا " تحتكرها " دولة واحدة في الدول؟
ترى، لمن هذه الدولة في لبنان؟.. أهيَ لمجموعة " سكانه " المنحدرين من أصلاب أرضه، المنبثقين من أعراق تاريخه.. أم هي لمجموعة " طوائفه " التي هي مشاعٌ لكلّ أرض، وشعب، ووطن، ودولة؟..
* * *
ومن ذا في لبنان: أشعبٌ واحد أم شعوب؟
ومن ذا في هذه الأرض: أناسٌ أم أديان وطوائف ومذاهب؟
ومن ذا في هذا الوطن: أمجموعة "سكان" أم مجموعة "أديان"؟
* * *
أجل.. في لبنان دولة، وهذه الدولة "لناس" لبنان، لا "لأديانه "..
وفي لبنان شعب، وهذا الشعب واحد غير متعدِّد، وإنْ تعدّدت فيه الأديان والطوائف والمذاهب..
هكذا يقول منطق الواقع، ومنطق الحق، ومنطق العلم، ومنطق التاريخ..
* * *
إذن، ما بالنا.. ما بالُ نَفَرٍ ما في لبنان، يخشى - إذا طُبِّق نظام الدائرة في الانتخابات النيابية - أن تضطرّ كثرةٌ من طائفة معيّنة إلى انتخاب نائبٍ من طائفةٍ أُخرى؟
أيُّ ضيْرٍ على لبنان في أن يكون الشيعي نائبَ كثرة مارونية، أو أن يكون المارونيّ نائب كثرةٍ شيعية أو سنّية مثلاً، ما دام النائب يمثّل لبنان، وما دام لبنان هو " السكان" لا " الأديان"، وما دام سكان لبنان شعباً واحداً لا شعوباً عدّة، وما دام هذا الشعب الواحد " مجموعة " من البشر لا "جماعات " من المذاهب؟..
*من مقالات الشهيد حسين مروة، التي كانت تنشر يومياً في جريدة " الحياة " البيروتية وفي زاوية "أدب". والتي نشرت بتاريخ 26 حزيران 1951
#حسين_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟