أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين مروة - كلمات بسيطة... إلى أمهات المقاتلين














المزيد.....

كلمات بسيطة... إلى أمهات المقاتلين


حسين مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6495 - 2020 / 2 / 20 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيّ مقاتل في جبهة القضية - المعركة يدخل الجبهة وهو فرد يحمل إليها جسده وحده، مستقلاً، منقطعاً عن الشجرة التي هو غصنها الأخضر؟
وأيّ مقاتل هناك، حين يطلق النار على أعداء الوطن، يطلقها بساعديه وحدهما، وبدفق الدم المستنفَر في كيانه وحده؟
الجواب تعرفونه أنتم، ايها المقاتلون في جبهة النار ...
الجواب تعرفنه أنتنّ أيتها الأمهات، أمهات المقاتلين المحاصرين هناك، في خنادق الجبهة ...
***
هذا المقاتل الذي يدخل جبهة القضية - المعركة بجسده، بساعديْه وقلبه، وسلاحه، إنما يدخلها بأكثر من جسد واحد، بأكثر من ساعديْن وقلب، وبسلاح آخر مع سلاحه القتالي هناك ...
هذا المقاتل البطل، يدخل حدود القضية - المعركة وله جسدان كلاهما يقاتل ...
***
لا أقول ألغازاً وأحجيات ...
المقاتلون المحاصرون في خنادق النار يعرفون، جيداً، ما أقول...
أمهات المقاتلين الحاضرات في وجع المعركة، هنّ يعرفن - جيداً - ما أقول ...
كل مقاتل منهم، مقاتلان، هو وأمه ..
جسد كل مقاتل هو توأم لجسد آخر ...
ذلك جسد أمه ... يقاتل معه كيفما أدار عينيه وقلبه وسلاحه ...
ساعدا كلّ مقاتل، يتعلق بهما ساعدان آخران هناك، في البيت، هما ساعدا أمه، يمتدّان في الجهات وينقبضان إلى الصدر مع امتداد ساعديْه وانقباضهما في المعركة ...
قلب كل مقاتل ينبض نبضيْن في وقت واحد، نبض هنا في المعركة، ونبض هناك في البيت، في قلب أمه ...
سلاح كل مقاتل، إنما يحارب أعداء الوطن بقدرتين في وقت واحد، قدرة البطل المحارب في المعركة، وقدرة البطلة، أمه، التي فصلته عن جسدها كي يتّصل بجسد القضية - المعركة ...
***
أيتها الأمهات المحاصرات في وجع النار كل لحظة ...
ويا كلّ الأمهات اللواتي تدخلن في جبهة القضية - المعركة بقلوبكنّ المقاتلة، بأبنائكنّ المدافعين عن شرف التراب الأثمن والأعزّ، تراب الوطن ...
إن الشرف الذي تتألّق به أسماء أبنائكنّ الشجعان، إنما هو الشرف المشعّ من نبضات قلوبكنّ المتشوّقة إلى خنادق المعركة ...
إن بطولة المقاتلين في خطوط اللهب، هي الوجه المعلن لبطولتكنّ،
أيتها الأمهات المحاربات في خنادق الانتظار الصابر الشجاع ...
***
ليتكنّ تقبلن هذه السمات البسيطة، تحيةً لشرف أمومتكنّ الوطنية، وتحيةً لشرف الفداء الوطن في أبنائكنّ المقاتلين ...

* جريدة النداء - 1982/8/12
المقالة كتبت أثناء مقاومة الاحتلال الصهيوني الغاشم للأرض اللبنانية؛ للمقاتلين وأمهاتهن يومها، الذين ناضلوا معاً في سبيل تحرير أرض الوطن من الاحتلال، في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، والتي انتصرت في معركة تحرير الأرض وستنتصر في معركة التغيير الديمقراطي، لتحرير الإنسان الذي حرر هذه الأرض.



#حسين_مروة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قميص الأكمام المنفوخة وتنورة صفراء.. إطلالة صيفية لافتة للمل ...
- -دبلوماسية الموضة-.. زيلينسكي يستبدل زيه العسكري بآخر رسمي ف ...
- -المصالح لا دخل لها بالحقائق-.. نجيب ساويرس يرد على اعتباره ...
- الكويت.. فيديو ضبط 3 أشخاص يحاولون تهريب مخدرات بحرا والداخل ...
- إسرائيليون يتسللون إلى سوريا بهدف إنشاء مستوطنة جديدة في الم ...
- تعديل عادات النوم تقلل من تعرضك للأمراض، فكيف ذلك؟
- السعودية .. تحديد وزن الحقيبة المدرسية للأطفال يثير تفاعلا
- 26 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم بقصف الخيام وتجمعات المجوعين
- إسرائيليون يحاولون إقامة بؤرة استيطانية جنوب سوريا
- الجزيرة نت تنقل كواليس قمة ترامب وزيلينسكي بالبيت الأبيض


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين مروة - كلمات بسيطة... إلى أمهات المقاتلين