أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين مروة - أول لوحة كتبها الشعب ...














المزيد.....

أول لوحة كتبها الشعب ...


حسين مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6871 - 2021 / 4 / 17 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أول لوحة كتبها الشعب ...*
تمهيد: في أرشيف المفكر الشهيد حسين مروة مجموعة من المقالات حول ثورة 1958 الوطنية ، تحدّث فيها عن وقائعَ وأحداث يشهدُ امثالها وطننا لبنان منذ قيام الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الثاني 2019 وما رافقها من أيام ثقيلة وعصيبة. ثورة 1958 كان على رأس السلطة فيها رئيس الجمهورية كميل نمر شمعون ورئيس الوزراء سامي الصلح ووزير الخارجية شارل مالك. وكانت الشرارة الأولى لانطلاقتها اغتيال الصحافي الوطني نسيب المتني ... نستعرض هنا مقال واحد من ثلاث مقالات متتالية ومرتبطة ببعضها وكأنها تُكتبُ اليوم وفي ظروف نعيشها مشابهة لتلك، رغم مرور 63 عاماً على انطلاقة ثورة الـ 1958 الوطنية ( هـ . م . ).


الموت للخونة .. عاش لبنان ..

هذه الكلمات ليست لي، وإن كانت تعبّر عنّي بصدق، أعمقَ ما يكون الصدق ..

هذه الكلمات ليست لكاتبٍ آخر من ذوي الأقلام الحرّة المشرعة الآن في ساحة المعركة، وإن كانت تترجَم عن كلِّ كاتبٍ منّا بأدق وأفصح ما تكون الترجمة ..

هذه الكلمات ليست لقائدٍ سياسي، ولا لقائدٍ عسكري من قادةِ ثورتنا الرائعة، وإن كانت هي لسانُ كلِّ قائد، وكلِّ ثائر، وكلِّ مناضل، في ميادين الثورةِ جميعاً ..

هذه الكلمات كتبها الشعبُ نفسُه، كتبها بيده هو، وضعها حيثُ اختار هو بنفسه أين يجب أن توضع، وأين يجبُ أن تراها الأعيُن، وأين يجبُ أن تُعلِنَ حكمَ الشعب لمن يُريدُ أن يعرفَ كيف يُعلنُ الشعبُ حكمَه على الخائنين.

من رأى منكم خرائبَ البيت الذي أحرقه الشعبُ بيده، منذ أيام على هزج الرصاص، وزغاريد النسوة، وتهاليل الثائرين، فقد رأى هذه الكلماتِ ذاتَها تتشبّث في الخرائبِ من أعاليها، وتطلعُ حروفاً ضخمة رسمتْها يدُ الشعبِ على لوحةٍ ضخمة، حتى لا تَفلتَ عيْنٌ تعبُرُ من هناك إلا وتتسلّقُ ذلك الجدارَ المتهاوي، لتقرأ:

الموتُ للخوَنة .. عاش لبنان ..

الشعبُ الثائرُ أصدقُ مَن يعرفُ لمن كانت الثورة، لأنها ثورتُه هو، نَبَعَتْ من وجدانه، من علاقته بالأرضِ التي اسمها الوطن، وإسمها هنا: لبنان ..

الشعبُ أعمقُ مَن يُفلسِفُ الثورة، لأنها فلذةٌ من وجوده .. لأنها جذوةٌ من ناره .. لأنها ثورتُه هو .. لأنها المدُّ المتصاعدُ من نهرِ حياته .. فهو ـ إذن ـ أبصرُ عيناً بما في الأعماق من مجرى الثورة ، وأرهفُ حدساً بما وراء الزبَد خلال المدِّ المتصاعد، وفي ثنايا الموجِ العارم ..

الشعبُ أدرى بأنّ الثورةَ اليومَ في لبنان، ما كانت إلاّ لكي يموتَ الخونة، ولكي يعيشّ لبنان ..

والشعبُ هو أدرى بمَن هم الخَوَنة ، وأدرى بمَن هو لبنان .. لبنان الذي يجب أن يعيش ، والذي يجب أن يموتَ الخوَنةُ لكي يعيش ..

ليس عبَثاً أحرق الشعبُ بيتَ الرجل الذي كان اسمُهُ " سامي الصلح " ..

وليس عبثاً كتبَ الشعبُ تلك الكلمات القليلة ـ الكثيرة بِيَدِه ، ثم جعلها لوحةً صارخة على خرائبِ ذاك البيت ، معلناً أنّ:

الموت للخونة .. عاش لبنان .. فَعلَ الشعبُ هذا ، ليقولَ إنه يعرفُ الخوَنةَ بأعيانهم ، ويعرفُ أنّ الخيانةَ هي أولى المباءاتِ والقُمامات التي يجب أن تحرقَها نارُ الثورة، وأن الخوَنةَ هم وحدُهم مَن يجب أن يجرفَهم السيْل، سيْلُ الثورة، بعيداً عن أقداس الحياة ..

هذه أولُ لوحة كتبها الشعبُ بِيَدِهِ ووضعها حيثُ يجب أن توضعَ بِيده، وما أكثر ما سيكتبُ الشعبُ هذه اللوحةَ ذاتَها، ثم ما أكثرَالجدران السود التي سيضعُ الشعبُ هذه اللوحة في أعاليها منذراً، ومعلِماً بأنّ الثورةَ النابعةَ من وجدانه هو، لا تكون، ولا يمكنُ أن تكون، إلاّ ليموتَ الخوَنة ، ولِيعيشَ الوطن .. ليعيشَ هنا لبنان: لبنان الشعب وحدِه ، لا لبنان الحكام الطغاة، لبناننا نحن، العربي المستقل المتحرِّر المتطوِّر، لا لبنانهم المصفَّد بالقيود، الخانع الأذلّ، الراكع على أقدام المستعمرين ..

الموتُ للخوَنة .. عاش لبنان ...

*كتب هذا المقال بتاريخ ٢٤ حزيران ( يونيو) 1958.



#حسين_مروة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنفلونزا الفاشلة!
- متفائلون... متشائمون *
- العالم .. بين التفسير والتغيير
- أيغضبهم محو -إسرائيل- من -لاروس-.. ولا يغضبهم محو المعرفة وا ...
- لقاء مع -النداء- - 26 تشرين الأول 1980
- في ذكرى الشهيد الخالد فرج الله الحلو .. ما ليس يمحوه الأسيد ...
- الحماسة الصامتة *
- شعوبية، وشعوبيون...
- ليس بالخبز وحده... - تحية إلى ذكرى ثورة 7 أوكتوبر –
- الفَرِحون في العيد ...*
- من قلب، شيكاغو!.
- مقتطفات بمناسبة عيد العمال العالمي
- الموقف والفكر -مهدي عامل-
- ميلاد ... وميلاد
- هذه الشعوب المزعومة ...
- مقتطفات عن -وعد بلفور- المشؤوم
- مجانين ... القدس
- لمن هذه...؟
- الرحلة إلى لبنان الجديد..
- أطفالنا وشكل الوطن!*


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين مروة - أول لوحة كتبها الشعب ...