|
مقتطفات بمناسبة عيد العمال العالمي
حسين مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 22:35
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
مقتطفات من مقالة للشهيد حسين مروة بمناسبة عيد العمال العالمي
مجلة "حياة العمال" وجريدة “النداء" 1983
العيدُ أن نفرح، والفرح أن نجعل الوطن وطناً..
أول أيار عيد الوطن، لأنه عيد الذين يصنعون تاريخ الوطن: أمْسَهُ، ويَوْمَهُ، وَغَدَهُ..
ما كان أول أيار عيد كل عمال العالم، وكل الكادحين في العالم، لو لم يكن عيداً وطنياً لكل شعب من شعوب العالم..
الصفة الأمميّة لعيد أول أيار، لا يمكن أن تأتيه من خارج الصفة - الأساس لمعنى الأممية، أي لا يمكن أن يكون عيداً أممياً لو لم يكن داخلاً في عمق الوطن وثابتاً في رحم التراب الوطني..
في لحظتنا التاريخية هذه، يأتينا العيد حاملاً هدايا الفرح مصرورة، مختومة، يلوِّح لنا بها تلويحاً ولا يسمح لقلوبنا أن نعانقها.. كأنه يشترط علينا أن لا نفرح إلا داخلين في المسافة بين الوطن وحريته، بين الوطن وسيادته، بين الوطن وكرامته، بين الوطن ووحدته، مناضلين مع جماهير شعبنا البطل لردم المسافة حتى نقطة الصفر، وحتى استعادة الوطن حريته وسيادته وكرامته ووحدته..
***
الوطنية أممية بجوهرها، ما دامت الوطنية السليمة تعني انغراس العمال وسائر الكادحين في أرض وطن بعينه وفي صيرورة الإنسان مع هذه الأرض ذاتها، متفاعلاً ومتكاملاً معها قبل أن يتفاعل ويتكامل مع أية أرض غيرها في كل جهات الكون..
إن الانغراس هكذا، يعني الامتداد حتماً، في خارطة العالم، أي في شرايين الجسد الواحد لأرض الإنسان، وأعني هذا الإنسان التاريخي الذي يصنع من مادة هذا العالم تاريخاً للبشرية واحداً، يتعدّد داخل وحدته ولا يتجزّأ، يتواصل كل وطن منه مع كل وطن آخر ولا ينفصل، يتفاعل كل جانب منه مع كل جانب آخر ولا ينعزل.. لا يتجزّأ، ولا ينفصل، ولا ينعزل، رغم كل الحدود والتواصل والحواجز التي يصطنعها أعداء الأوطان والشعوب، أعداء وحدة الإنسان والعالم..
***
والأممية وطنية بجوهرها، ما دامت الأممية الصحيحة تعني انطلاق العمال وسائر الكادحين من أرض وطن بعينه، كي يجعلوا من كل الأوطان عالماً واحداً تتعانق فيه وتتوحّد مصالحهم الوطنية والطبقية معاً، بقدر ما تترابط وتتلازم قضية التحرر الوطني لكل واحد من أوطانهم، مع قضية التحرر الاجتماعي لكل شعب من شعوبهم، ثم مع قضية الأمان الدائم الشامل لكل البشرية من أخطار الحروب وكوارثها..
وليس مقبولاً في فكر الأممية البروليتارية، إطلاقاً، أن لايكون هذا المنطق الوطني أساساً لها، وممارسة كفاحية، ومبدأ أولياً في أخلاقية الطبقة العاملة وفي مُثُلها العليا وفي إيديولوجيتها الثورية الطليعية..
***
في لحظتنا الاستثنائية هذه، يأتينا العيد حاملاً هدايا الفرح مصرورة، مختومة، يلوّح بها لنا تلويحاً ولا يسمح لقلوبنا أن تعانقها.. كأنه يشترط علينا أن لا نفرح إلاّ داخلين في المسافة بين الوطن وحريته، بين الوطن وسيادته، بين الوطن وكرامته، بين الوطن ووحدته، مناضلين مع جماهير شعبنا البطل لردم المسافة حتى نقطة الصفر، حتى بياض الطهارة النقية من كل دَنَس، وحتى استعادة الوطن حريتَه وسيادتَه وكرامتَه ووحدتَه...
***
- العيد أن نفرح؟
- نعم.. لكن، كيف الفرح ووَطَنُ الطبقة العاملة اللبنانية: وطننا، ليس وطناً.. لأنه ليس حراً، ليس سيّداً، ليس مالكاً كرامتَه، ليس محتضناً وحدتَه ؟..
وطنية الطبقة العاملة اللبنانية، التي هي الوجه البهيُّ النبيل الجميل لأمميّتها، تستقبل العيد هذه المرّة، محتفظةً بهدايا الفرح في يديه مصرورة مختومة، حتى يتطهّر الوطن من كل أدناس الاحتلال الإسرائيلي..
وطنية الطبقة العاملة اللبنانية، وطنية ثورية، كأمميّتها الثورية وكفكرها الثوري.. فهي - من هنا - لم تأخذ من فرح العيد إلاّ فرح الدخول في عمق النضال الوطني الثوري، كيما يعود الوطن لبنان، وطناً.. أي كيما يعود حُراً، سيّداً، مالكاً كل كرامته، ومحتضناً كل وحدته..
***
تحيةً، أيها العيد الوطني - الأممي العظيم..
تحيةً، طبقتنا العاملة المقاتلة..
تحيةً، أيها الوطن الذي سيعود وطناً.. سيعود حتماً، لابد أن يعود.
#حسين_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموقف والفكر -مهدي عامل-
-
ميلاد ... وميلاد
-
هذه الشعوب المزعومة ...
-
مقتطفات عن -وعد بلفور- المشؤوم
-
مجانين ... القدس
-
لمن هذه...؟
-
الرحلة إلى لبنان الجديد..
-
أطفالنا وشكل الوطن!*
-
كلمات بسيطة... إلى أمهات المقاتلين
المزيد.....
-
كتائب القسام تؤكد أن الردود المقبلة ستكون بالأفعال وسيدفع قا
...
-
كتائب القسام تؤكد أن الردود المقبلة ستكون بالأفعال وسيدفع قا
...
-
احتجاجات بالناظور على زيارة مصطفى الكثيري، لتخليد ذكرى انطلا
...
-
كيفاش التسجيل في منحة البطالة بالجزائر عبر الإنترنت 2024؟ وم
...
-
هاريس وترامب.. من يفوز بأصوات العمال مع تعليق إضراب الموانئ؟
...
-
إضراب شامل يعمّ الضفة الغربية بعد مجزرة طولكرم
-
إضراب وحداد في مدن الضفة الغربية
-
وقف الإضراب بموانئ أميركا يهبط بأسهم شركات الشحن في أوروبا
-
مع اقتراب الأعياد.. ما أهم تداعيات إضراب عمال الموانئ في الو
...
-
Militant activities and demonstrations on the occasion of th
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|