أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - قصيدة لم تنشر من قبل للشاعر الراحل فاروق مواسي














المزيد.....

قصيدة لم تنشر من قبل للشاعر الراحل فاروق مواسي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6953 - 2021 / 7 / 9 - 13:51
المحور: الادب والفن
    


كان الشاعر الأديب الراحل البروفيسور فاروق مواسي، كتب قصيدة مؤثرة وموجعة يشعر فيها بدنو أجله، لم ينشرها من قبل، ووجدها أفراد عائلته في جواز سفره، وهو الذي عرفناه مرحًا بشوشًا، شغوفًا وعاشقًا للحياة حد الثمالة، محتفيًا بالفرح، يعمره التفاؤل دائمًا رغم كل الألم وبؤس الواقع المعاش.
وقد نشرت هذه القصيدة في كتاب "حارس الضاد" الصادر بمناسبة مرور الذكرى السنوية الأولى على رحيله، ووزع في الحفل التذكاري الذي أقامته كلية القاسمي، وقام بإلقائها وأسماعها الكاتب الإذاعي نادر أبو تامر في هذا الحفل.
وهذه القصيدة تنام وتنهض على سرير الانفعال، وفيها ألم ووجع وحزن شديد، وتحسر على أيام الشباب، وإحساس داخلي عميق بالنهاية وبالأفول والغروب واقتراب الموت المحتوم، وفيها ينصهر مع اللحظة الشعورية، ويبوح ما يعتمل في صدره ونفسه واعماقه من مشاعر صادقة وحقيقية بتعب القلب، واقتراب الرحيل عن الدنيا، وكما عودنا فإن نصه مسكونًا في ذاته، وذاته مسكونة في نصه أولًا وقبلًا، وفيها يقول:
أيها الآباء
أيها الأصدقاء
أيها الأحباء
تخيلّت نفسي وقد تجاوزت العّقْدَ التاسع...
كثير من الفراغ
كثير من الإعياء والمرض والنسيان
كثير من الحبّ لأحفادي وابنائهم
كثير من الحنان
كثير من الاعجاب بنهضة مباركة من هذا الشعب المبارك
كثير من الإيمان بالله
والحب لله
والاتكال على الله
ومع هذه الكثرة الكاثرة أقول بلسان الشاعر الذي لا بدّ أن...
أحسّ النهاية والغروب
أحسّ القلة والعَدَم
فاعذروني
إذا كانت الصورةُ سوداءَ قاتمة
ماذا بقي يأيها الشقيّ
يأيها التقيّ
هل ظلّ في القنديل زيت
فربما يعود...
يا لَيْتَ يعودُ يا ليت
يكفي لتبقى الشعلةُ الضئيلة
لفترةٍ أخرى قليلة
حتى يضيء البيت وتحتمي الجميلة
وكيف والقنديل يخبو ضوءُه
من غير زيت
وكيف والبحر سيعلو نوؤه؟
فيل لقلبي يا له!
قد جَفّتِ الذُّبالة
ولم يعد في الكأس الا الثمالة
وما غَناه الثمالة؟
آه على الشباب آه
وآه
إذا تحركت عقاربُ الحياة
فحركتْ قوافل الأيامْ
وسافرتْ دفعًا لشاطئ الأحلامْ
في رحلة ليس لها أمان
تدفعني دفعًا لشاطئ الزمان
وقد مضى الزمان
وقد مضى الزمان ... انكرني المكان
فهذه متاهةُ النسيان
وغربة قريبةُ الأسباب
بعيدةٌ ليس لها إياب
في جوها يختنق الضباب
ويلفظُ القنديلُ ضَوْءَه
تتوه في وادي الظلام ذكرياتي
وتنطوي صحيفتي
واغيبُ عن ذاتي
وأصيرُ بضعةَ أسطرٍ في صفحةِ الوَفَياتِ
وعند هذا تَكْمُلُ الحكاية
وتنتهي الرواية
ويُسدَلُ السِتَار
ويُسدل الستا
ويسدل السْ
ويسد
وَيُ
و
وفعلًا، فقد أسدل الستار وتوقف قلب أبي السيد البروفيسور فاروق مواسي، وغاب إلى ألأبد من كان يكتب كي لا يموت، ورحل قبطان اللغة والأدب في فلسطين، الإنسان المرهف الطيب، والمبدع المتوهج، مرهف الحس للمعنى، المتمرد على أشكال الكتابة، الذي درج أن يهرب من المقال إلى القصيدة، أو فضاء النص، وباستمرار، وكانت ثمة أجنحة تحرك جذوة الإبداع في داخله وأعماقه، وهذه الأجنحة هي الواقع السياسي والوجع الفلسطيني المتواصل والهم الاجتماعي.
ورغم هذا الرحيل الموجع والقاسي فسيظل حارس الضاد الشاعر فاروق مواسي خالدًا ومخلدًا بما تركه من إرث أدبي وثقافي هائل وأعمال إبداعية في الشعر والقصة القصيرة والنقد الأدبي والتراجم والترجمات والسيرة الذاتية.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهوض مجتمعنا منوط بتغيير ثقافته السائدة
- عودة الدكتور سلام فياض للمشهد السياسي الفلسطيني، فهل تتشكل ح ...
- سقط قانون القومية لكنه لم ينتهِ..!
- المأزق الفلسطيني الراهن
- مقترح عيساوي فريج والتسوية البائسة
- عن قانون لم الشمل مرة أخرى
- في خطاب ونهج منصور عباس
- قمة بغداد الثلاثية
- لا طريق للتغيير الشامل سوى الانتخابات
- سفارة لهندوراس في القدس
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- ذكرى الرحيل
- البروفيسور فاروق مواسي .. عام على الغياب
- اغتيال الناشط نزار بنات جريمة بمسؤولية السلطة
- قانون لم الشمل العنصري عقبة أمام الائتلاف الحكومي الجديد
- الحال الفلسطيني بعد العدوان على غزة
- سعدي يوسف والموضوع الفلسطيني
- لا مخرج للأزمة اللبنانية إلا بالتخلص من نظام المحاصصة الطائف ...
- ورحلت لميعة عباس عمارة أيقونة الشعر النسائي العراقي
- الامتحان الآخر للحكومة الإسرائيلية الجديدة ..!


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - قصيدة لم تنشر من قبل للشاعر الراحل فاروق مواسي