أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - ورحلت لميعة عباس عمارة أيقونة الشعر النسائي العراقي














المزيد.....

ورحلت لميعة عباس عمارة أيقونة الشعر النسائي العراقي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6933 - 2021 / 6 / 19 - 12:42
المحور: الادب والفن
    


رحلت عن عالمنا الشاعرة العراقية المعروفة لميعة عباس عمارة في مغتربها الأمريكي، تاركة وراءها إرثًا شعريًا وأدبيًا هائلًا.
ولم تعرف الراحلة لميعة -كما تقول- منشأً غير الطين الرافديني في جنوب العراق، ولا أصلًا غير الجذور السومرية.
تعد لميعة عباس عمارة أحد أيقونات واعمدة الشعر النسائي العراقي المعاصر، ومن أعلام ورموز القصيدة العربية الحديثة، وشكلت علامة مضيئة وفارقة في الثقافة العربية، وشيدت قصيدة الأنوثة والبوح والاعتراف في خريطة الشعر العراقي والعربي الحديث. وتمثل قصيدتها المسكونة بالمشاعر الأنثوية الجياشة وجماليات الحب والغزل، وعيًا جديدًا وانفتاحًا متنورًا كسرت معه الكثير من التابوهات وتقاليد المجتمع والنمطية.
وتنتمي لميعة عمارة لجيل متمرد ومغامر يتمثل بشعراء الحداثة الأوائل، كالسياب والبياتي ونازك الملائكة، وكانت أكثرهم انشدادًا لمفاهيم الحرية والثورة والتمرد والبحث عن رؤى وأفكار ولغة جديدة، والأقدر على البوح وصياغة مشاعر أحاسيس الأنثى المختلفة.
وربطت لميعة بشاعر المطر بدر شاكر السياب، الذي كان زميلًا لها في دار المعلمين العالية، علاقة تجاوزت درجة الاعجاب إلى الحُبّ، وكانت مصدر الهام حقيقي للسياب، الذي كان "يبحث عن القلب الذي يخفق بحبّه، دون أن يجده على حد قول الناقد احسان عباس. فقد كانت لميعة في شبوبيتها صبية جميلة فاتنة إلى أبعد الحدود، فأفتنن بها أيما افتتان، واعترفت أنها أهدته قصيدة "شهرزاد" وهما في الجامعية، تقول فيها:
ستبقى ستبقى شفاهي ظِماءْ
ويبقى بعينيَّ هذا النداء
ولن يبرح الصدرَ هذا الحنين
ولن يُخرس اليأسُ كلَّ الرجاء"
وبعد قرن على رحيل السياب كتبت قائلة:
"يوم أحببتك أغمضت عيوني
لم تكن تعرف ديني
فعرفنا وافترقنا دمعتين
عاشقا مُتَّ ولم تلمس الأربعين"
ومما قاله السياب وهو على فراش المرض في لندن عاصمة الضباب:
ذكرتك يا لميعة والدجى ثلج وأمطار

ولندن مات فيها الليل مات تنفس النور

رأيت شبيهة لك شعرها ظلم وأنهار

وعيناها كينبوعين فى غاب من الحور

مريضا كنت تثقل كاهلى والظّهر أحجار

أحن لريف جيكور

وأحلم بالعراق وراء باب سدّت الظلماء

بابا منه و البحر المزمجر قام كالسور

على دربي

و في قلبي

وساوس مظلمات غابت الأشياء

وراء حجابهن وجف فيها منبع النور

ذكرت الطلعة السمراء

ذكرت يديك ترتجفان من فرق ومن برد

تنز به صحارى للفراق تسوطها الأنواء

ذكرت شحوب وجهك حين زمر بوق سيّارة

ليؤذن بالوداع ذكرت لذع الدمع في خدّي

ورعشة خافقي و أنين روحي يملأ الحارة

بأصداء المقابر والدجى ثلج وأمطار
ووفق أقوال الباحثين والدارسين والمقربين من السياب أن قصيدته الشهيرة "أنشودة المطر" افتتحها متغزلًا بعيني لميعة، حيث يقول:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتان راحَ ينأى عنهما القمرْ
عيناكِ حين تبسمان تورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ، كالأقمارِ
في نهَرْ يَرُجُّهُ المجذافُ
وهْنًا ساعة السَّحَرْ
كأنَّما تنبضُ في غوريهما، النّجومْ
وللميعة عباس عمارة 7 دواوين شعر، وهي:" الزاوية الخالية، عودة الربيع، أغاني عشتار، يسمونه الحب، لو انبأني العراف، البعد الأخير، وعراقية.
وتتصف أشعار لميعة بجرأة فائقة، ورومانسية مرهفة ممزوجة بالحسية، وبحب الطبيعة والحياة المتوهجة، ولغة عذبة حتى الدهشة والجمال التعبيري والفني، ومحكمة المفردات والتراكيب والصياغات الشعرية.
ومن جميل شعرها في الحُبّ والغزل، قولها:
أحتاج إليك حبيبي الليلة
فالليلة روحي فرس وحشية
أوراقُ البردي
أضلاعي.. فَتِّتْها
أطلِقْ هذي اللغةَ المَنسيّة
جَسَدي لا يحتملُ الوَجْدَ
ولا أنوي أن أصبحَ رابعةَ العدوية
لميعة عباس عمارة ابنة النضال، وشاعرة الحب والرومانسية والرقة والجمال، وملهمة السياب في شعره النابض والمتدفق، وداعًا، وسوف تخلدين بشعرك العذب وشاعريتك الشفافة وبمواقفك الوطنية الجذرية، وانتمائك الراسخ لوطن الرافدين.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامتحان الآخر للحكومة الإسرائيلية الجديدة ..!
- على هامش مسيرة الأعلام الاستفزازية
- عدد جديد ومميز من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- حكومة اسرائلية جديدة بلا أفق سياسي
- في انتظار غودو
- سعدي يوسف، الشيوعي الأخير، يترجل عن صهوة القصيدة
- سميرة الخطيب شاعرة القدس الحالمة.. رحيل صامت
- الحسم الأخير..!
- هل انتهى عهد نتنياهو ..؟!
- لماذا تأجل الحوار الفلسطيني في القاهرة..؟!
- هل تنجح القاهرة بإنهاء الانقسام الفلسطيني..؟!
- في هويتنا الوطنية
- وجهان لعملة واحدة
- هل ينجح نتنياهو بمنع حكومة -التغيير-..؟!
- ملاحقة الصحفيين
- إعادة بناء الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني
- عن دور المبدع في صناعة المستقبل
- حكومة تنتظر الثقة..!!
- آن الأوان لمحمود عباس أن يستقيل..!
- حكومة اسرائيلية جديدة..!!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - ورحلت لميعة عباس عمارة أيقونة الشعر النسائي العراقي