أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - سعدي يوسف، الشيوعي الأخير، يترجل عن صهوة القصيدة














المزيد.....

سعدي يوسف، الشيوعي الأخير، يترجل عن صهوة القصيدة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 14:51
المحور: الادب والفن
    


رحل الشيوعي الأخير والرائي الأول، جواد القصيدة العراقية وفارس الشعر العربي سعدي يوسف، الحالم والمنفي والغاضب دائمًا، في منفاه القسري الاختياري، لندن، بعيدًا عن موطنه، بلد الرافدين والنخيل، بعد مشوار حياة عريض، تاركًا خلفه الكثير من الذكريات والمواقف السجالية والجدلية، فضلًا عن اعماله الشعرية العديدة.
سعدي يوسف شاعر مسكون بالتفاصيل الدقيقة، وشاعر الدهشة والوهج الشعري، له صوته الخاص ونكهته المميزة وتجربته المتفردة وبصماته الخاصة. كان دائم الحضور والاختلاف في المشهد الثقافي الإبداعي العربي، ودائم الحنين للعراق الحبيب وارهاصات وبواكير القصيدة التي نزفها ألمًا ومعاناة في "أبي الخصيب" قضاء البصرة.
وهو صاحب الدعوة لإقامة جبهة ثقافية لمواجهة المشاريع الاستعمارية والامبريالية والغربية التي تستهدف شعوبنا العربية والقضية الفلسطينية بالأساس.
أعطى سعدي يوسف في حقول الشعر والأدب والثقافة والمعرفة، وقدم اشراقات إبداعية على امتداد عمره، وكتب الكثير من أشعاره وقصائده في منفاه وغربته، وهي مفعمة بالصدق الفني وحرارة التجربة والإحساس العالي بوجع الغربة وألم المنفى.
سعدي يوسف الرائي المسافر، صوت شعري فريد جامع، فيه خلاصة فن مَن سبقوه، وكان طليعة لمن أتوا بعده، لغته صافية مختارة، وشجن مشمس، إذا لفحك شممت ريحته وعبقه، ولم يكن من أصحاب التجارب الباطنية، بل أن كتفيه من غبار المعركة واحزانها أكثر مما على فرسانها المعدودين.
أحبَّ الشعر أكثر من نفسه، واحبَّ الناس أكثر من نفسه، وتميز بالتواضع الآسر، وعكس شعره الحديث المبتكر حساسية عالية أزمات العصر والإنسان المعاصر وهمومه، مع محاولة التأثير فيهما، بطرق وأساليب مختلفة ومتعددة. وسافر سعدي بين الجواز المزوّر والثورة المستحيلة، وأبقى الأوراق المكتوبة والتي لم تكتب بعد.
وداعًا يا شاعر الجمال والموقف، وسلامًا لروحك أيها الولد الطليق، الذي أعلن نبوءته الشعرية لروحه التي اختارت التوقيت الأخير للغياب:
سأرحلُ في قطارِ الفجرِ:
شَعري يموجُ، وريشُ قُبَّعَتي رقيقُ
تناديني السماءُ لها بُروقٌ
ويدفعُني السبيلُ بهِ عُروقُ
سأرحلُ ...
إنّ مُقتبَلِي الطريقُ.
سلاماً أيها الولدُ الطليقُ!
حقائبُكَ الروائحُ والرحيقُ
ترى الأشجارَ عندَ الفجرِ زُرقاً
وتلقى الطيرَ قبلكَ يستفيقُ.
سلاماً أيها الولَدُ الطليقُ
ستأتي عِندكَ الغِزلانُ طَوعاً
وَتَغْذوكَ الحقولُ بما يليقُ.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميرة الخطيب شاعرة القدس الحالمة.. رحيل صامت
- الحسم الأخير..!
- هل انتهى عهد نتنياهو ..؟!
- لماذا تأجل الحوار الفلسطيني في القاهرة..؟!
- هل تنجح القاهرة بإنهاء الانقسام الفلسطيني..؟!
- في هويتنا الوطنية
- وجهان لعملة واحدة
- هل ينجح نتنياهو بمنع حكومة -التغيير-..؟!
- ملاحقة الصحفيين
- إعادة بناء الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني
- عن دور المبدع في صناعة المستقبل
- حكومة تنتظر الثقة..!!
- آن الأوان لمحمود عباس أن يستقيل..!
- حكومة اسرائيلية جديدة..!!
- الانتخابات السورية
- انتصارأم صمود..؟!
- المطلوب مشروع سياسي ووطني يرتقي إلى مستوى التحديات
- مع -معجم الوفاء للراحلين من الأدباء من فلسطينيي الداخل 48- ل ...
- في رحيل الكاتب القصصي والروائي عدنان عباس
- اعتقالات سلطوية ترهيبية


المزيد.....




- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - سعدي يوسف، الشيوعي الأخير، يترجل عن صهوة القصيدة