أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في رحيل الكاتب القصصي والروائي عدنان عباس














المزيد.....

في رحيل الكاتب القصصي والروائي عدنان عباس


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 18:09
المحور: الادب والفن
    


بقلم: شاكر فريد حسن
غادر عالمنا يوم أمس الثلاثاء الموافق 25 أيّار، الكاتب القصصي والروائي عدنان عباس، ابن مدينة أم الفحم، وهو في أوج عطائه وإبداعه، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا خصيبًا.
عرفت الراحل عدنان عباس روحيًا وفكريًا، قبل أن أعرفه شخصيًا قبل أربعين عامًا، وكان ذلك عندما كان ينشر كتاباته وتجاربه القصصية الأولى في أدبيات الحزب الشيوعي" الاتحاد، الغد، الجديد"، وكان واحدًا من مبدعين لفتوا نظري في تلك الفترة، فقد كانت أعماله بمجملها واقعية تصور حياة وصمود شعبنا ومعاناة العمال والطبقات الشعبية الكادحة على وجه الخصوص. وشاءت الأقدار أن نعمل معًا في مجال البناء بمدينة حيفا، فتعرفت عليه أكثر وعن كثب، واصبحنا بعد أن أنهينا العمل في الورشة نفسها، نلتقي في ميادين وساحات الكفاح والنضال، وبين حين وآخر كنت أزوره في بيته العامر حيث كنا نتبادل الحديث في شؤون الأدب والثقافة وعن الحياة الأدبية الفلسطينية، وحول العديد من القضايا الاجتماعية والوضع السياسي العام، وعندما صدرت مجموعته القصصية الأولى "أشباح في قرية العمالقة" أهداني نسخة منها، كتبت عنها إضاءة نقدية نشرت في حينة بمجلة "الأسوار" العكية.
عدنان عباس لم يكن خريجًا أكاديميًا، ولم يعلق الشهادات الجامعية في براويز على حائط غرفته، بل انخرط في سلك العمل والاعمال الشاقة منذ صغره، فقد ترك مقاعد الدراسة لمساعدة اهله للعيش الكريم، لكنه انكب على قراءة الكتب المختلفة، وتثقف على نفسه، وانتمى فكريًا وسياسيًا لللحزب الشيوعي، الذي وجد نفسه فيه، حيث تبوأ مواقع قيادية مختلفة وأصبح سكرتيرًا لفرع الحزب بأم الفحم.
برزت لدى المرحوم عدنان عباس ميول الكتابة، فكتب القصة القصيرة والرواية والمقالة السياسية والأدبية، ونشر قصصه ومقالاته في صحافة الحزب الشيوعي وفي عدد من الصحف المحلية المنطقية، وفي العام 1989 صدرت باكورة أعماله القصصية بعنوان "أشباح في قرية العمالقة"، ثم تبعها صدور رواياته " البحر والغضب" و" السماء تمطر الياسمين"، و"العشق والصمود"، ومجموعته القصصية "ليلة عاصفة"، بالإضافة إلى قصتين للأطفال.
وقد لفتت هذا الأعمال اهتمام الكتاب والنقاد، الذين كتبوا عنها وتناولوها بالبحث والدراسة والنقد، نذكر منها دراسات ومداخلات المرحوم فاروق مواسي، والمرحوم حبيب بولس، ومحمد هيبي، وكاتب هذه السطور شاكر فريد حسن.
وكان قد حصل المرحوم على الجائزة التقديرية من قسم المكتبات العامة في وزارة المعارف في تصدر كتبه قائمة الكتب الأكثر قراءة ومطالعة في المكتبات العامة.
وما يميز كتابات الراحل عدنان عباس التزامها بقضايا شعبنا وطبقاته الكادحة وهمومها اليومية، وانتمائه السياسي والاجتماعي ككاتب شيوعي منحاز للعمال والمقهورين والمظلومين ضد القاهرين والظالمين والمستغلين، منتصرًا للطبقات الشعبية العمالية البروليتارية.
كتب عن الوطن والأرض ويوم الأرض، وعن العمال والاستغلال، والترك "الباص" الذي كان يقل العمال إلى تل أبيب، وحياة المعطلين عن العمل، والانتفاضة الفلسطينية المجيدة، وملاحقة المطربين الملتزمين على خلفية غنائهم الوطني، وقضايا وطنية وإنسانية متعددة أخرى.
عدنان عباس من مؤسسي الأدب العمالي الطبقي في ثقافتنا الفلسطينية، ومن رموزه وأعلامه الحقيقيين، وانموذج للكاتب العامل، الذي عاش المعاناة وأحس بالاستغلال على جلده، فكان الأقرب إلى هموم أبناء الطبقة العاملة، والأكثر التصاقًا بهم، والتعبير عن واقعهم وتوصيف حالهم. وهو موهبة قدمت لنا الحياة والأدب بشخصيات عمالية كادحة، من لحم ودم، مطبوعة على الورق، بمهارة جعلته في صدارة كتاب أدب العمال ببساطة أسلوبه، وسهولة سرده.
لم أعرف كاتبًا انغمس في عالم الشغيلة والعمال والناس البسطاء وهمومهم، كما انغمس راحلنا عدنان عباس، ففي كل اعماله نلمس التزامه بالفكر العمالي وتمسكه حد النخاع بمبادئه الوطنية ورؤيته الطبقية الثورية والإنسانية، ويمكننا القول انه كاتب العمال بامتياز.
عدنان عباس.. من الورد إلى الورد تعود. الرحمة لك وسلامًا لروحك الطاهرة، وستبقى في قلوب اهلك واصدقائك ومعارفك ورفاق دربك، وفي ذاكرتنا الثقافية الوطنية.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتقالات سلطوية ترهيبية
- في المجموعة الشعرية -كأني حدائق بابل- للشاعرة فاتن مصاروة
- الشباب الفلسطيني والهبة الأخيرة..!
- الحرب على غزة ..!
- يخافون الثقافة ويغتالون الكلمة
- غزة النازفة
- إضراب غير مسبوق..!!
- أمريكا هي الطاعون
- رسالة غضب
- صدور عدد أيار من مجلة -الإصلاح- الأدبية- الفكرية
- العدوان على غزة لم يحقق هدفه..!!
- بأي حال عُدتَ يا عيد؟!
- صوت العقل
- الشاعرة د. روز اليوسف شعبان تشدو لزهرة المدائن
- حالنا الثقافي بين الأمس واليوم ..!!
- الشيخ جراح معركة بقاء ووجود
- -حروف ومرافئ- مجموعة شعرية لنرمين ممدوح سعيد
- الشاعر إبراهيم حجازي يرثي ابنته
- يافا
- -مِفتاحُ جَدَّتي- عمل قصصي جديد للأطفال للكاتبة د. روز اليوس ...


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في رحيل الكاتب القصصي والروائي عدنان عباس