أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعرة د. روز اليوسف شعبان تشدو لزهرة المدائن














المزيد.....

الشاعرة د. روز اليوسف شعبان تشدو لزهرة المدائن


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6895 - 2021 / 5 / 11 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


بقلم: شاكر فريد حسن
لم تحظ مدينة في الدنيا، ما حظيت به مدينة القدس من حضور لافت في الشعر والأدب العربي المعاصر، وذلك لأهميتها التاريخية، بقدسيتها وتراثها، وباعتبارها قلب فلسطين النابض وعاصمتها، وإننا لعلى ثقة ويقين أنها على كل لسان فلسطيني وعربي.
فالقدس تمثل في الأدب موتيفًا ومركب من خاصيات تاريخية وثقافية ومكانية وأسطورية ترتبط بها كمكان إنساني معيش، وكرمز كنعاني وفلسطيني وتاريخي وديني، وما تثيره هذه الخاصيات من انطباعات ولواعج وأحاسيس ومشاعر وجع وألم، وما تعنيه من ايحاءات ودلالات ذهنية تلتحم بوعي المبدع والشاعر الفنان، وتشكل جماليات الصورة للمكان.
والقدس ليست فكرة فحسب، بل هوية وانتماء، وارتباطنا بها وجدانيًا، ويحمل أبعادًا وطنية وقومية وسياسية واجتماعية ودينية. ولا أظن أن أي شاعر فلسطيني لم يذكر القدس في شعره، ولم يتغنَ بها وبمجدها. ولعل الأرض الفلسطينية تنبت شعراء يحملون الهم الوطني والوجع الفلسطيني، والقدس تمثل كل ذلك في مشاعرهم وأحاسيسهم ووجدانهم.
وتقف شاعرتنا الفلسطينية المبدعة ابنة طرعان الجليلية د. روز اليوسف شعبان متألقة بقصيدتها الرائعة "زهرة المدائن" التي تضمنها ديوانها الشعري "أحلام السنابل"، حيث تمزج فيها التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل بكل صوره، وتصف فضلًا عن البعد التاريخي، المعاناة الخاصة لأهلها، والصورة الذهنية، فتقول:
في غنجٍ ودلالٍ تمخطرتْ
أمام تاريخٍ مضى وتاريخٍ آت
حمرةٌ مشوبةٌ بخجلِ العذارى
يخطُفُ الأبصارَ
وجديلةٌ مطوقّةٌ بتاجٍ ذهبيَ
يأخذُ بمجامع الألباب
في غنجٍ ودلالٍ تمخطرتْ
تنتصبُ أمامَها أشجارُ الزّيتون
تعلو فوق أسوارٍ
تمتدُّ بعيدًا في الآفاق
تروي قصصًا مضتْ
وقصصًا ستُروى
لتاريخٍ آت!!
في غنجٍ ودلالٍ تمخطرتْ
في شموخها رائحةُ البخور والعنبرِ
تعبَقُ في فضاء الأسواق
تخترقُ الكنائسَ
والمساجدَ والآفاق
تنشُدُ مزمورًا
مُلفّعًا بالأماني والأشواق
في إبائها تمضي
تروي حكاياتٍ جسامًا
يبوس وأورسالم وإلياء
المسيحُ بنورهِ
وأحمدُ في معراجِهِ إلى السّماء
صلواتٌ للمحبّةِ والإخاء
في عَليائها تسمو
ترنو إلى ذُخْرِ الأمجاد
تطوي قصصًا
تعبقُ
بتاريخٍ مضى وتاريخٍ آت!!
تنشدُه
في سكينةٍ واعتداد!!
هذه القصيدة التي تقدم وتشرح نفسها دون عناء، بمنتهى الروعة والفتنة، وتتبدى فيها ملامح الأصالة، والشعور الوطني العفوي الصادق، وقد أبدعت الشاعرة في مبانيها، ومعانيها، وسبكها في نسيج متكامل الترابط، متسلسل الصور، متتابع الأسلوب، سهل اللفظ، رقيق التعبير، خفيف التلقي. إنها قصيدة عذبة وحريرية وشفافة إلى أبعد الحدود، تثبت وتؤكد على شاعرية روز شعبان، وعلى موهبة غير متكلفة، وذات إحاطة بما تريد قوله والبوح به، من المعاني والصور والأبعاد التاريخية والمكانية والجمالية والفنية.
أستاذة روز اليوسف شعبان، أجدت الوصف والتعبير، فبورك حرفك ويراعك وإحساسك الوطني الباذخ، ودمت في عطاء وتألق متواصل، ودامت القدس في شموخٍ وإباء.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالنا الثقافي بين الأمس واليوم ..!!
- الشيخ جراح معركة بقاء ووجود
- -حروف ومرافئ- مجموعة شعرية لنرمين ممدوح سعيد
- الشاعر إبراهيم حجازي يرثي ابنته
- يافا
- -مِفتاحُ جَدَّتي- عمل قصصي جديد للأطفال للكاتبة د. روز اليوس ...
- صدور المجموعة القصصية -وشاية الرحيل- للكاتبة الفلسطينية المق ...
- -كأنّي حدائق بابل- إصدار جديد للشاعرة فاتن مصاروة
- عاشق رابعة وشاعر الحُبّ
- يا قدس
- رعشات
- عدوان سلطوي واحد يستهدف هوية المكان
- قراءة في ديوان -أكاليل آذار- للشاعر رجا الخطيب
- -أيام التنظيم- عمل مسرحي جديد من تأليف ابن أم الفحم الدكتور ...
- صدور عدد نيسان من مجلة -الإصلاح- الثقافية الشهرية
- حنين لاجئ
- هل ينجح نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة..؟!
- في تجربة السورية شاديا عريج الشعرية
- عز الدين المناصرة .. وداعًا!
- عاد نيسان


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعرة د. روز اليوسف شعبان تشدو لزهرة المدائن