لفقيد من ذهب

طارق الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 6953 - 2021 / 7 / 9 - 03:33
المحور: الادب والفن
    

"دمعة مواسات لأختي ساهرة الحلفي"

طارق الحلفي

**
لَوْ سألتِ الآنَ أنْ يُبقي
على الأشجارِ خضراءً
ولم يُجْنِ الثمار
لو سألتِ الموعدَ المسرِعَ كي يُبقي
من الصيفِ بقايا للنهارْ
علّنا.. كنّا التقينا
لو سالتيهِ بتأجيلِ الذي قلناهُ
عن عقدِ لِقاءٍ..
عندها.. كُدنا التقينا
بين أنفاسٍ من الماءِ وعطرٍ من ضياءٍ
قبل ان يلهثَ في خلطِ الحكايةْ
قبل ان يستبدلَ اليقظةَ في نَسخِ النهاية
قبل ان يطوي مظلاتِ الرحيل
قبل ان ينسلَ خيطًا من حرير
قبل ان..
...
...
وانسللتَ..
كصدى دقات قلبي في البعيد
وانسللتَ..
نسمة من روح روحي كيلها وزن المدى
فتناثرتَ غمامًا من عقيقِ الزعفران
بين جسرِ "البصرة" الممتدُ من قلبكِ حتى
ساحة الازهار في حي "الجنينة"
كم ضحكنا
واغترفنا شهوة الماءِ
وارثًا من خوابي الذكريات
نصفها جذرُ رئاتٍ اثخنتها
تربةُ الوحشةِ والهجرةِ
والضيق بما قد وسعت
نصفها الاخرُ نبتٌ
من غضار القصب الملتف في هور "الصحين"
حول مشكاة الوداع
قبل ان نعرف ما يضفي الفراق
من نحيبٍ غمدهُ وسعُ الغيابِ
...
...
لو سألتِ
كيف للأحزانِ ان تغدو غيومًا؟
لتساقطنا دموعا في "صلين"
كل نفسٍ أحضرت غصنَ الفراق
انما الاحباب قد ثابوا الى حسن العزاء
ناسجًين المغفرة
لفقيد من ذهب
**
طارق الحلفي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البصرة: مدينة الشاعر وتقع في جنوب العراق على الخليج العربي
الجنينة: حي من احياء البصرة
هور الصحين: أحد اهوار محافظة ميسان في العراق. وهو جزء من هور الحمار
هور إصليّن. وتلفظ محليا بدون الهمزة "صليّن".. بتسكين الصاد.. ومنه ينحدر الفقيد
"چيچان الحلفي"

#طارق_الحلفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات