أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الحلفي - صور من عمران














المزيد.....

صور من عمران


طارق الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


صور من عمران *


طارق الحلفي

للبحر مذاقه الخاص، وأكثر مذاقاته الفة،
أولئك الناس اللذين اختاروه خبزهم اليومي.


الصورة الأولى


في حضرة الولي " بدو" **


في زاويةٍ قربَ البَحرِ
وجَناح القريَة (عُمران)
يَسهرُ قربَ ضَريحِ الوَليُّ " بَدْو "

جَذراً من نَبَضاتِ القَلبِ
اختَبَأَ الليلَة في أسئلَتي
أين الصّدَفاتُ البرّيَةِ للأسماك؟
أين الصّدَفاتُ البرّيَة؟
أينَ ...
وأينَ...
يدقّ الطَبلٌ فتكحله
وجدا انّات المزمار
يرعشُ جفنٌ في رقصته.
أرمَلَةٌ تُغمِضُ عينَيها، قُربَ المَوقِد
تدعو أن يسترها الله بِظِلٍ آخَر.

طَيرٌ يَبحَثُ في أوجهنا
عن اُلفَتهِ
فَيُغَطينا دُفءُ الهَمسِ
وحِكايات اليوم القادم


الصورة الثانية


صيّاد

إلى مُضيِّفُنا " علي صالح "

عَبَثاً يُفاجِأه النُّعاسُ، فَيَنتَشِر
انفاس عشب في الطَّريق
تغوصُ أقدامُ الطّفولَةُ في المَدى
والشَّيبُ يَفتَحُ بابَهُ
شُهُباً
وريحاً
وابتداء

يقرأ سورةَ البحرِ ـ الشّراعِ
ونجمَهُ الصَّيفي ـ تَوبَته
ونَبضَ شِباكِهِ، ملحَ التَّعرُق
واهتزازَ الليلِ، والأنوار...
ويعودُ يلتَمسُ الصَّباحَ
ليلتَقي باليابِسة

عُمرانُ كَم كانَت حبيبَتُه الجميلة
والأليفَةُ كالسَّماء
راقَبَتهُ مرَّةً
فافتَضَ أصدافا على أيدي الصِّغار


الصورة الثالثة


جولة في قارب الطفولة

حينما اهتزَّ بنا القارِبُ فجراً
دثرَتنا اُلفة الأصوات والضِّحكُ البريء
صافَحَتنا سُحبُ الأسماكِ، وابتَزَّت
طَعامُ الصَّيدِ منا
ضَحَكَت أصغَرُها قائلَةٌ:
سرَّني هذا التَعارف
وهواياتي اصطيّاد الأصدقاء

يتهجّى زَغَبُ الموجِ ـ الرذاذُ ـ
أحرُفَ الريحِ ويتلوها عَلينا
صَدَفا أو حَجَراً أو ...
بلل الفانوسُ أوراقي الصّغيرَة بالضِّياء

غامضا كان دوارُ البحرِ
والصمتُ مريب
أحمَدٌ وجهكَ مُتعَب! ***
واعتلال الصوت سرجٌ للذهول
سحبٌ غطَّتَ يَديهِ بالبُروق

وهُناك ...
حَيثُ ـ عُمران ـ تُغَطّي معصَمَ البَحرِ
استَحَمَ الجَبَلُ الأجرَدِ قُربي
وبقى حيناً يَرشُ الماءَ في وَجهي
ويَغطِسْ..
حينما فاجأنا ديكُ الغمام
فنمى برعُمَ نورِ
وانحني فوق الشِّباك
والمدى ضاءَ باسرار ِالنهار

قَمَرٌ يطرِقُ أبوابَ الطّفولَة
فتنامُ البصرة الخجلى حَزينَة
في إناءٍ مِن رَصاص


طارق الحلفي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ كنا قد دعينا لرحلة صيد في بحر العرب على قارب احد صيادي السمك.
وكما في اهوار العراق، فان رحلة الصيد تبدا في الهزيع الأول من لليل حتى الفجر.
*عمران = قرية صيادي الأسماك ـ التي ينتمي اليها مُضيِّفُنا ـ على خليج عدن
**بدو = مرقد ولي من أولياء القرية
**احمد= احد الزملاء اليمنيين في المعهد الذي كنت احاضر فيه



#طارق_الحلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة في حضرة الله
- مرثية الارض اليباب
- البصرة
- موعد
- فيض الجوع
- صبوة
- عراق عرين النصر
- نحو جرف في العراق
- خشوع
- الكرّادَةُ خَيرُ اُسوَة
- قصيدة بغداد
- أَيُّها الوَطَنُ المُشَّرّدُ .. عُد الينا
- ارفَع ضَمادَتَكَ الأخيرَةِ بَيرَقاً
- الفة
- لَعَنَ اللهُ جَميعَ الَواكِلين
- بسملة عراف يساري
- قبلات
- عودة
- من ساحَةِ التّحريرِ اعبُرُ للسماءِ
- الحاكم وقفطان الدين


المزيد.....




- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الحلفي - صور من عمران