يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6949 - 2021 / 7 / 5 - 20:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الأسلام .. أغتصاب حياة
1 . لا بد من الغوص قليلا في مخرجات التطرف الأسلامي ، فهل هذه المخرجات تقود الى حياة مجتمعية أنسانية ! ، أم هي تنحدر بالنشأ الى الهاوية والأنحراف ، فهل الملتحقين بالمنظمات الأرهابية الأسلامية ، بتشكيلاتها المختلفة / القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام .. ، يعطون نوذجا حياتيا يقتدى به ! ، أم انه يمثل صورة دموية للتفاعل الحياتي ، المدمر للعلاقات الأجتماعية / من الفرد الى الأسرة ! ، هذا مجرد توضيح وتساؤل بالوقت ذاته .
2 . الأسلام المتطرف أعطى النشأ ، وبنفس الوقت ثقف الجيل من الشباب ، بمفاهيم العنف التي تقود الى ثقافة القتل ، فمثلا ما عبرت عنه داعش من " أفلام الهوليودية " التي بثتها على الميديا ، من " حرق وصلب وسحل وأغراق .. " للبشر ، كرست نموذجا يبقى بالذاكرة من كمية الرعب المقيت ، والذي سيبقى في العقل الباطن لأجيال وعقود متعددة ، ولا يمكن أن يمحى بيسر من مخيلة النشأ بمرور السنين ، هذه الدموية ستبقى تظلل حياتهم بالظلامية مدى الدهر .
3 . هذا الأنحراف الحياتي ، له مسبباته ، وأرى أنه يرجع الى محورين عميقين ، وهما : الموروث الأسلامي ، الذي فكك كل الأواصر المنطقية والأنسانية والأجتماعية للحياة ! ، ومن ثم هناك محور أخروهو رجال الأسلام ، من فقهاء وشيوخ ودعاة و .. ، فهم الذين قاموا بترسيخ هذا المفاهيم المشوهة ، بعقول النشأ ، الأمر الذي أدى الى تدمير كل القيم الأخلاقية الثابتة الراسخة بالعقل المجتمعي ، وأحلال قيم منحرفة لا تبني مجتمعا ، بل رسخت مفاهيم تحطم الحياة وتفكك الوطن .
4 . الأسلام المتطرف ، أغتصاب لحياة الأوطان والشبان معا ، فلا حياة ولا أستقرار ولا تعايش ولا مواطنة ولا قبول للأخر ، في ظل الحقد و الكره والنظرة العدائية تجاه الأخر ، أغتصاب الحياة لا تولد حضارة ، بل تنتج أنهيار وألغاء للتقدم والتحضر للمجتمع .. فالماضوية الظلامية ، قبر للمستقبل ، لأنها تعبد الطرق نحو الجهل والأنغلاق والأنعزال عن الظروف الزمانية والمكانية ، فلا حياة مع ماض سحيق غابر ! ، الحياة حاضر زاهر ومستقبل واعد ، الحياة جهد من التكامل والتوافق والتعايش مع الأخر ، فلا حياة تولد من القبور .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟