|
قراءة لحديث .. رهن الرسول لدرعه عند يهودي
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 18:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يشكل هذا الحديث أشكالا جدليا للموروث الأسلامي ، لأنه يدلل على صناعة هزيلة ومستهلكة لسيرة رسول الأسلام ! . الموضوع : أنقل من موقع أسلام ويب ، التالي - أن الرسول قد رهن درعه لأطعام أهله ، ( جاء في "صحيح البخاري" من حديث أم المؤمنين عائشة أنها قالت: توفي رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير ، وكذلك أخرج هذا الحديث الترمذي في جامعه عن ابن عباس قال: توفي النبي ودرعه مرهونة بعشرين صاعاً من طعام أخذه لأهله . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح . وقال الألباني : صحيح . وكذلك أخرجه النسائي ، وابن ماجه ، وأحمد في "مسنده" ، وابن حبان في "صحيحه" ، وغيرهم . فهو حديث متفق على صحته من حيث الإسناد والمتن عند أئمة الحديث جميعاً. ) . القراءة : أولا - أن الرسول " متزوج من 13 زوجة ، منهن ما ملكت أيمانكم / نقل من موقع رسول الله " ، فكيف لفرد يتزوج من هكذا عدد من النساء وليس لديه طعام لأهله ! ، وكيف دفع مهور أزواجه ! ، وفق الأية “فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا” سورة النساء:24. أمّا في السنة : ” ، أنّ رسول الله أعتقَ صفية ، وجعل عِتقها صَداقُها”. . فهل تعقل هكذا رواية عن رسول الأسلام ! ، أن الذي يدفع مهور 13 امرأة دليل لا يقبل الشك على أنه أكثر من مقتدر ماليا ! .
ثانيا - أن الرسول خاض عدد كبير من الغزوات ، فقد ورد في موقع ويكي شيعة ، التالي بشأن عدد غزوات الرسول ( الغزوة ، تطلق على الحروب التي اشترك بها النبي محمد بنفسه ، سواء حدث فيها قتال أو لم يحدث . ومن أهم غزوات الرسول هي بدر ، وأحد والخندق ، وهناك اختلاف في عدد الغزوات بين المؤرخين ، فبعضهم يعدونها 26 غزوة وآخرون 27 غزوة ) ، وكان للرسول خمس الغنائم من غزواته ، وفق الأية التالية ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ. {الأنفال:41}. ولقوله تعالى : مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ. / سورة الحشر:7 ) ، أي أن الرسول قد إغتنم خمس ما أنتصر به من غنائم هذه الغزوات ماديا وماليا / أضافة للعبيد والسبايا ، فهل من المنطق أن هذا الكم من الغنائم تجعل من الفرد لا يستطيع أن يعيل أهله ! . ثالثا - التساؤل هنا لم يلجأ الرسول الى يهودي لرهن درعه ! ، ولم لم يلجأ لأصحابه الذين يعدون بالعشرات لهكذا حاجة ! ، ولم مات الرسول وهو مطلوب ليهودي ! ، أما كان من المنطق أن يوصي بأيفاء دينه في أواخر أيامه ! ، وتساؤل أخر كيف كان يحارب الرسول بلا درع ! ، ولم لم يسأل أصحاب الرسول ، عندما يرون الرسول في الغزوات بلا درع ! . هذه مجرد تساؤلات ! .
رابعا - أنقل هنا مقطعا - وبشكل مختصر ، من المناظرة التي جرت بين الخوارج / الذين خرجوا على الأمام علي بن أبي طالب ، وبين أبن عم الرسول أبن عباس / حبر الأمة وترجمان القرآن ، تدلل على ان الرسول كان يرتدي أفخم الحلل . فهل رجل بهذا الوضع يرهن درعه ليطعم اهله ! . " قال أبن عباس : لَمَّا خرجت الحَرُوريَّة ، اعتَزلُوا في دارٍ على حدتهم .. قال علي : إني أخافهم عليك . قلت : كلاَّ إن شاء الله .. فلَبِستُ أحسنَ ما يكون من حُلَل اليمن ، وترجَّلتُ ، ودخلت عليهم في دارٍ نصف النهار وهم يأكُلون ، هكذا في مُعظَم الروايات ، وفيه رواية : وهم قائلون / في نحر الظهيرة . فقالوا : مرحبًا بك يا ابن عباس ، فما هذه الحُلَّة ؟ قلت : ما تَعِيبون عليَّ ؟ لقد رأيت على رسول الله أحسنَ ما يكون من الحُلَل ، ونزلت ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ / سورة الأعراف 32 ) / نقل من موقعي الألوكة والدرر الشامية " . أن شهادة أبن عم الرسول أبن عباس لا تقبل الجدل ولا الرد بخصوص المظهر الخارجي الفخم لرسول الأسلام من ناحية الملبس والهيئة .
خاتمة : 1 . من مفارقات حديث رهن الدرع ، قد قرأت في موقع طريق الأسلام ، أن للرسول موالي / أي خدم وعبيد ، أنقل التالي وبأختصار ، على لسان أبن القيم الجوزية في كتابه " زاد المعاد - خدم النبي ومواليه " : في مواليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنهم زيد بن حارثة بن شراحِيل ، وأسلم ، وأبو رافع ، وثوبان ، وأبو كَبشَة سُلَيْم ، وشُقران واسمه صابح ، ورباح نُوبي ، ويسار نوبي أيضًا، ، وَمدْعَم ، وَكرْكرَةَ ، ومنهم أنْجَشَةُ الحادي ، وسَفينة بن فروخ ، واسمه مهران ، ومنهم أَنَسة ، ويكنى أبا مِشرح ، وأفلح ، وعُبيد ، وطهمان ، وهو كيسان ، وذكوان ، ومهران ، ومروان ، حُنين ، وسندر ، وفضالة يماني ، ومابور خصي ، وواقد ، وأبو واقد ، وقسام ، وأبو عسيب ، وأبو مُويهبة / هذا فقط قسم من أسماء العبيد . ومن النساء : سلمى أم رافع ، وميمونة بنت سعد ، وخضرة ، ورضوى ، ورزينة ، وأم ضُميرة ، وميمونة بنت أبي عسيب ، ومارية ، وريحانة . * فهل 30 صاعا من الشعير الماخوذة من اليهودي ، يمكن أن يدار بها مأكل ومشرب وكسوة أزواج الرسول وعبيده !! . ومن جانب أخر لم يتفق المحدثين على : هل كان 30 صاعا من الشعير / وفق البخاري ، أو 20 صاعا من الشعير / وفق أبن عباس ! .
2 . أرى أن أهل الحديث وكتاب السيرة النبوية ، أما مغيبين ، وأما يتجاهلون الحقائق الدامغة ! ، وذلك لغرض أظهار الرسول بصفات لم يتميز بها ، أو بأخبار لا تمت له لا من قريب ولا من بعيد ، فرسول الأسلام / الذي رهن درعه ليوفر طعام أزواجه / الرسول توفى عن تسع أزواج ، وحاجات عبيده والخصيان ، فهو كان يدير تجارة زوجه خديجة بنت خويلد لمدة تقترب من 25 عاما ! ، خديجة التي تعتبر من أغنى نساء قريش ، والتي قالت عنها نفيسة بنت منية ( كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة جلَدِةَ شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير ، وهي يومئذ أوسط نساء قريش نسباً ، وأعظمهم شرفاً ، و " أكثرهم مالًا " / نقل من موقع بوابة السيرة النبوية ) ، فهل ثروة خديجة تناقصت أو تضاعفت خلال دعوته ! ، أضف الى كل تلك الثروة ، حصة الرسول من الغنائم . مما سبق أعتقد أن هذا الحديث لا يمت للواقع ولا للحقيقة بشئ ، أن الرسول لم يكن فقيرا ! ، وهو يدير ثروة خديجة ، بل كان غنيا ! ، وما كتب عن " رهن درعه " مجرد هراء لا يقبله العقل .
3 . أن الفقهاء وأهل الحديث وكتاب السيرة النبوية .. ، أرادوا بشكل متعمد أن يصوروا للعامة من أن الرسول ، شخصية مثالية ، تاركا لمتاع الدنيا ، آملا بالأخرة ، وما فحوى الحديث الذي نحن بصدده ، ألا مظهرا من هذه الصور الطوباوية لرسول الأسلام ، ولكنهم دائما ما يفشلون في مسعاهم ، لأن واقع سيرة الرسول ، عكس ذلك تماما ، لأنه شخصية دنيوية بمعنى الكلمة ، نال من ملذات الدنيا قدر المستطاع ، غزا ، وسبى ، وقتل الأسرى ، وبذات الوقت لم يكن متسامحا مع منتقديه / حتى أفتراض انه نبي ، بل كان منتقما / حيث قام بتصفية خصومه جميعا - قتل أم قرفة الفزارية وكعب بن الأشرف .. * خلاصة القول : أن ترقيع الروايات عن الرسول ، لتصويره على أنه شخصية فريدة ونموذجية وزاهدة بذات الوقت ، أصبحت بضاعة فاسدة ، وذلك في زمن أصبح فيه كل فعل ماضوي أو واقعة أو رواية أو حدث .. قابلة للتحقق والتمحيص والنقد من قبل المتنورين والعقلانيين ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أضاءة .. المرجعية وتحرير العراق
-
التغيير المرحلي للمسيحية في الموروث الأسلامي
-
أضاءة حول القرآنيون والسلفية
-
الأسلام والعلم
-
قصة الغرانيق والرسول والشيطان
-
التاريخ الأسلامي .. الحقيقة الضائعة
-
الأسلام من أول الدهر الى زمن القهر !!
-
الأخوان المسلمين .. الوجه الأخر
-
أضاءة في المناطق المحظورة
-
الأخوان المسلمين بعد مرحلة تركيا
-
قراءة حداثوية لمحنة القرآن
-
تنويه .. حول المنظمات الأرهابية
-
الجماعات الأسلامية الأرهابية الوجه الأخر للأسلام
-
الموروث الأسلامي بين الأنهزام والأنسلاخ !!
-
محنة المسلم
-
حول سطوة التأثير الديني على النزاعات
-
ضيعة ضائعة .. يا سيادة الرئيس - بشار الأسد
-
قراءة نقدية للقراءأت القرآنية
-
قراءة في تدويل أن - الأنجيل - محرف !
-
الخلافة الراشدة بين الوهم و الحقيقة
المزيد.....
-
آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود
...
-
جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل
...
-
40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
-
الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن
...
-
رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب
...
-
رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا
...
-
أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج
...
-
البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
-
المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
-
من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|