أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الجوهرى - مصر 2021م: خطورة تفجير التناقضات الميتة، ولصالح من!















المزيد.....

مصر 2021م: خطورة تفجير التناقضات الميتة، ولصالح من!


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 6939 - 2021 / 6 / 25 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتقد أن طريق مصر للمستقبل الحقيقي يقوم على فكرة "استعادة القيم المشتركة"، وتجاوز الاستقطابات التاريخية بكل ما تحمله من آلام أو جراح لأطراف مختلفة.
وأننا أمام لحظة مفصلية مهمة ومركزية، قادرة على "استعادة الذات العربية" ووضعها في الصدارة مجددا عبر خطاب جديد، يتجاوز الاستقطابات التاريخية، والتراتبات الاجتماعية التي نشأت عنها كذلك.
لذا كان من اليسير أن ألاحظ ظهور عدة متغيرات تعمل في عكس الاتجاه للمستقبل الآونة الأخيرة، خاصة ونحن في مرحلة حرجة للغاية من التعامل مع ملف "سد النهضة"، وما يفرضه من تحديات دولية وإقليمية تتطلب لحمة الجبهة الداخلية ومتانتها، وفق مفاهيم "الأمن القومي" المعمول بها في كل العالم.
في البداية كان موضوع قرار محكمة النقض يوم 14 من الشهر الجاري بالإعلان عن تأييد حكم الإعدام تجاه مجموعة من المنتمين لتنظيم "الإخوان" في قضية "تدبير اعتصام رابعة"، بما شمله الحكم من أفراد ضمت: محمد البلتاجي و صفوت حجازي، وغيرهم.
كان التوقيت غريبا بعض الشئ!!
مصر تتحرك على المستوى الدولي في كافة المحافل لبيان موقفها العادل من الإدارة الأثيوبية المستفزة لملف سد النهضة، وفي الوقت نفسه تحاول الإدارة السياسية الحالية إعادة اكتشاف تحالفاتها الإقليمية والدولية، لتخرج من عباءة الفترة التاريخية القديمة للصراع مع الإخوان، وتعيد بناء العلاقة مع "مستودع هويتها" وما يتطلبه من مستلزمات، وفق تعريفها لمحددات الأمن القومي من جديد.
وربما لم يكن من الحكمة الإعلان عن هذا الحكم في القضية المستمرة منذ سنوات في هذا التاريخ تحديدا، لكن الموضوع ما كان ليصبح ملفتا سوى أنه بعد ذلك، وفي اليوم التالي مباشرة 15 من الشهر الجاري، خرجت وسائل الإعلام المتعددة تنقل مشهدا مصورا للداعية السلفي الشهير "محمد حسين يعقوب"، يدلي بشهادته من على كرسي متحرك فيما عُرف بقضية "خلية داعش- امبابة"، حيث بدا الأمر وكأنه محاكمة فكرية عن علاقة الداعية السلفي بأفكار المتهمين في القضية، ومن ثم محاولته نفي تهمة أن يكون مصدرا لفكر الخروج على المجتمع والقتل باسم الدين!
والحقيقة أنني توقعت أن أثر ظهور الداعية السلفي على المستوى الشعبي، سيكون أشد من خبر تأييد محكمة النقض لحكم الإعدام تجاه المنتمين لجماعة الإخوان، لأن الإخوان في نهاية المطاف كانوا تنظيما سريا قويا يتحرك في طبقات عميقة ومضمرة في المجتمع المصري.
لكن التيار السلفي كان تيارا صُنع على عجل في تسعينيات القرن الماضي، ليرث جمعيات "انصار السنة المحمدية" ويتلقى التمويل من السعودية رسميا، وينتشر في الأحياء شديدة الفقر في الدلتا والصعيد، وكان يحظى برعاية الدولة المصرية في حينه، لأن سقفه السياسي حينها كان يقوم على الطقوس والعبادات مع الابتعاد عن الشأن العام..
لكن مع ضيق الحال والأزمة الاجتماعية والاقتصادية في مصر تحول هذا التيار شيئا فشيئا، نحو ما عرف بـ"السلفية الجهادية" وتبنى أفكار الخروج على المجتمع بطريقة أشد قسوة من التيارات الجهادية القديمة، خاصة في فترة الاستقطابات الشديدة فيما بعد ثورة 25يناير 2011م، وموجتها الثورية الثانية 2013م وصعود الإخوان للحكم وفق تفاهمات مع البنية العميقة للدولة المصرية، ثم إزاحتهم منه بعد وصول هذه التفاهمات لطريق مسدود، ومعادلة لا يمكن أن تقبل القسمة على اثنين.
ومن 2013م وحتى 2021م جرت بالنهر مياه كثيرة، وأبرز آثار هذا الجريان كان رغبة عامة لدى الشعب المصري بتجاوز تلك المرحلة من الاستقطابات المؤلمة، والبحث عن خطاب جامع جديد يشق المسار للمستقبل في ظل ما تعرض له الوطن العربي مع صفقة القرن ودونالد ترامب، من ضغوط قاسية وعنيفة على كافة المستويات وما صاحبها من تفجير تناقضات، لتمرير الصفقة.
ثم محاولة تجاوز مخلفات الصفقة الآن فيما يحدث في فلسطين، والعدوان الصهيوني على القدس لتثبيت مكتسبات الصفقة، وكذلك سعى مصر لتجاوز مخلفات الصفقة والمؤامرة متعددة الأطراف في موضوع السد الأثيوبي.
لذا حقيقة ما يحدث الآن مثير للاستغراب بشدة؛ مصر في 2021م الآن.. من ثم لصالح من تفجير التناقضات الميتة؟ بما تمثله من خطورة في لحظة تواجه فيها مصر العالم أجمع أو كادت!
وقد تابعت ردود الفعل على الحدثين في يوم 14 و 15 من الشهر الجاري، ووجدتهما بالفعل أيقظا الكثير من التناقضات التي كانت قد ماتت، والسؤال الغريب لماذا! ومن هو صاحب المصلحة من تفجير التناقضات المصرية في هذه اللحظة الحرجة!
ولأهمية الموضوع حاولت تتبع "النمط السلوكي" لبعض ردود الأفعال المحسوبة على فرق الدين السياسي عموما، سواء منظمين أو غير منظمين، إخوان أو سلفيين، أو حتى لدى عموم الشعب المصري.
ووجدت عدة قراءات دالة؛ حيث قطاع لا بأس به من عموم المصريين آثر الإمساك عن الكلام، باعتبار ما يحدث لحظة من لحظات الفتن..
لكن المتوقع كان رد الفعل العنيف من المحسوبين على فرق الدين السياسي عموما، والسلفيين و"الجهادية السلفية" خصوصا، لأن القاعدة العريضة للتجنيد في فترة الاستقطابات السابقة كانت منهم، حيث استعاد هؤلاء الكثير من خطاب التشدد والتكفير والخروج على الدولة المصرية.
وبتتبع "النمط السلوكي" أكثر؛ وجدت بداية لتغير خطاب هؤلاء تعود لفترة عرض مسلسل "الاختيار 2" مؤخرا في شهر رمضان هذا العام، بما قدمه من رواية تنتمي لمفاهيم "الأمن السياسي" المصري، في حين كان الشعب المصري لديه رواية أكثر قوة من تلك الرواية، فهو كان قد كشف جميع الأطراف بالفعل، ويحلم فقط بتجاوز التناقضات والعبور للمستقبل.
هناك مشكلة حادة في ترتيب الأولويات وكيفية مواجهتها؛ فلابد للسياسات الخارجية أن تتفق مع السياسات الداخلية، ويجوز القول إن طريقة مواجهة المشاكل الاجتماعية/ الفكرية الموروثة في المجتمع المصري، يجب ألا تتم عن عبر إحياء العداوات الميتة والانتصار لغرور بعض الأطراف على حساب مصلحة الوطن الأعم، في لحظة خطر وجودي وقومي عظيم.
حقيقة لم أجد مبررا منطقيا واضحا لتفجير التناقضات وإعادة إنتاج الاستقطابات الميتة، كل نماذج التفسير لا تصب في صالح هذا المسار، وتشي بأن ما يوجد خلف هذا الباب هو دوامة لتبرر أمرا سيئا للغاية.
أوقفوا مبررات "التراتبات الاجتماعية" التي قامت على تفجير التناقضات، وتعميق الاستقطابات، وتحركوا في سبيل مصر الجامعة الصاعدة، التي تستعيد "المشترك القومي" عربيا، و"المشترك القيمي" داخليا، وتتصالح مع أحلام الشعوب وثوراتها العظيمة الطموحة.
أوقفوا دعاة الفتنة، وكونوا على قدر المسئولية التاريخية للعبور للمستقبل، وتجاوز تحدياته الكبرى..



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثيوبيا والسد: تفجير التناقض بين شمال القارة وجنوبها
- ظهور منحنى القضم من الصهيونية: الانتصار في الانتفاضة وعودة ا ...
- مرجعية الذهنية الصهيونية للخطاب الأثيوبي ضد مصر
- البيان الشعري لصدور ديوان: -الطازجون مهما حدث-
- ردا على حوار يوسف زيدان والصهيونية لجريدة الوطن
- انتفاضة القدس: أولى نجاحات النماذج المعرفية لأطروحة ما بعد ا ...
- مصر ومسارات استعادة الذات العربية: بين انتفاضة القدس والسد ا ...
- مأساة غياب الرقابة السياسية في إعلان العبور الجديدة
- أثيوبيا ومصر: بين سياسات المسألة الأوربية، وما بعدها
- عاصم الجزار والفساد المستمر بالعبور الجديدة
- ما وراء السد: السياسات المصرية بين محور التطبيع القديم ومحور ...
- الرئيس الجديد لجهاز العبور الجديدة وبناء الثقة مع صغار الملا ...
- مصر وأثيوبيا: من يقاوم ومن التابع للاستعمار!
- سد أثيوبيا وتنويع محفظة السياسات الخارجية لمصر وفق أمنها الق ...
- مقاربة ما قبل السلام وما دون الحرب: مواجهة الحجز الثاني لسد ...
- زيارة السيسي لإسرائيل: أزمة تيار الاستلاب للصهيونية في مرحلة ...
- 25 يناير العظيمة: أسئلة وإجابات العقد الثاني
- في وداع ترامب: دروس تفجير مستودع الهوية العربي
- انصار ترامب وأعداؤه: تفجر تناقضات المسألة الأوربية
- العلامات الثقافية لمقتحمي الكابيتول: رؤية ما بعد المسألة الأ ...


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الجوهرى - مصر 2021م: خطورة تفجير التناقضات الميتة، ولصالح من!