أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - مصر وأثيوبيا: من يقاوم ومن التابع للاستعمار!














المزيد.....

مصر وأثيوبيا: من يقاوم ومن التابع للاستعمار!


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 6863 - 2021 / 4 / 8 - 20:31
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تستخدم أثيوبيا مجموعة من المغالطات المنطقية والثقافية والتاريخية، للترويج لخطابها ضد مصر في موضوع بناء سد "النهضة" بالقرب من الحدود السودانية.
المغالطة الأثيوبية المركزية التي تروج بها لمشروعها في العالم، تعتمد على تناقضات "المسألة الاوربية" القديمة، مصورة مصر على أنها امتداد لصورة "الرجل الأبيض الاستعماري"! مستغلة شعور أوربا/ الغرب بالذنب ومحاولتها التطهر منه، كي لا يتخذ الغرب موقفا واضحا، تجاه محاولة اثيوبيا استعمال السد كورقة ضغط سياسي على مصر، وللتحكم في حصتها من المياه التي لم تتغير منذ القرن الماضي، رغم الزيادة الرهيبة في عدد سكان مصر.
والحقيقة أن أثيوبيا تغالط العالم وتغالط نفسها، إزاء هذه الصورة الزائفة التي تقدمها لمصر سواء على المستوى التاريخي، أو على مستوى الوقت الحاضر.
على المستوى التاريخي وفي فترة التحرر من "الاستعمار الأوربي" ومواجهة حضوره، قدمت مصر كل ما تملك لدعم التحرر في البلدان الأفريقية والعربية والدولية المستعمرة، ولا أحد ينسى دور جمال عبد الناصر، ومشروع دول عدم الانحياز.
في حين لم تختبر أثيوبيا على المستوى التاريخي آلام الاستعمار والتحرر التي مرت بها مصر في القرن الماضي، ولم تقدم للعالم دورا تحريرا رمزيا سواء في القارة الأفريقية أو على الصعيد الدولي مثلما قدمته مصر.
وعلى مستوى الوقت الحاضر تزيف أثيوبيا الواقع، وتحاول أن تخدع دول أفريقيا والعالم، بأن مصر تستقوي عليها بالدول الغربية الاستعمارية القديمة، وخصوصا.. أمريكا، والاتحاد الأوربي وغيرهما.
والحقيقة أن أثيوبيا وخطابها السياسي يتجاهل معظم حقائق الواقع، بأن معظم دراسات السدود الأثيوبية جرت في الغرب وفي أمريكا تحديدا، وأن الداعم الأول لها في عدوانها على حصة المصريين من الماء، هو دولة استعمارية عريقة هي الوحيدة التي لا تزال تطبق سياسة التفرقة العنصرية، وأقرت منذ أعوام قليلة قانونا عنصريا ضد الفلسطينيين، عن "يهودية الدولة" واعتبار الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية، والمقصود هنا هو بالطبع "إسرائيل".
وان مصر خاضت معركة ضد الاستعمار وقامت بتأميم قناة السويس، لتمول بناء السد الخاص بها، وتواجه حربا من ثلاثة من الدول الاستعمارية، وليس كما تفعل أثيوبيا وتبني سدا لحصار المصريين سياسيا، عبر الضغط والدعم الاستعماري الأمريكي والصهيوني على مصر.
وتخدع أثيوبيا نفسها لا العالم حين تنسى أن ترامب استخدم سد النهضة، أداة للضغط على مصر لتقبل بـ"صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، وأن ترامب فرض تأويلا دينيا للهيمنة الثقافية الاستعمارية على العرب، باسم "الاتفاقيات الإبراهيمية".
وقبلها تخدع أثيوبيا نفسها وليس العالم، حين تتعامى عن موقف أمريكا والغرب، من الثورات العربية في القرن الحادي والعشرين، وكيف لعبوا على كافة الحبال وخلقوا التناقضات ليصروا على حضورهم الاستعماري، وليس دعما حقيقيا للثورات العربية التي كانت في صلبها مشروعا لتجاوز هيمنة "المسألة الأوربية" الاستعمارية، حينما خرجت الجماهير العربية بشعارات تتجاوز شعارات الماركسية الأوربية، وشعارات تتجاوز الليبرالية الأوربية أيضا.
تخدع أثيوبيا نفسها وليس العالم، حينما تحاول أن تقدم مشروع "السد" كوسيلة للتحرر، وليس كوسيلة للاستعمار، متناسية أن دونالد ترامب كان يصف رد الفعل المصري بالغياب تجاه السد، متذرعا بموقفه السلبي من ثورة 25 يناير وأحلامها العظيمة، بعيدا عن تدخلاتهم الاستعمارية للحضور والهيمنة.
لذا فإن سد أثيوبيا هنا يستخدم كوسيلة استعمارية وليس وسيلة للتحرر أبدا.
بالإضافة إلى أن أثيوبيا تتجاهل الضغوط التي قد تتعرض لها الإدارة السياسية المصرية الحالية، لتصل إلى حل وإلى خطاب سياسي ناجح، في مواجهة محاولة أثيوبيا التحكم في حصة المصريين من الماء، وهي في مرحلة حرجة للغاية، بين التقارب مع خطاب ثورة 25 يناير عن التغيير الجذري ضد تراتبات الاستعمار القديم في المنطقة العربية، وانعكاسها الداخلي، وبين تبنى خطاب الاستلاب للآخر والتبعية له، كوسيلة للحل وتأكيد التبعية والاستعمار.
لتصبح أثيوبيا أكبر عقبة حاليا في سبيل التحرر من استعمارية "المسألة الأوربية"، وتراتباتها القديمة في المنطقة العربية والعالم، وتصبح أثيوبيا بتبعيتها للصهيونية هي أسوأ حصان طروادة يستخدمه الاستعمار لإعادة إنتاج نفسه وتقديمها مجددا في القرن الجديد.
دعونا نمد اليد في فرصة أخيرة لأثيوبيا، ساندوا محاولة المصريين تجاوز التراتبات الاستعمارية القديمة لـ"المسألة الأوربية"، ومحاولتهم تقديم نموذج إنساني جديد للعالم، يعبر عن حلم الثورات العربية في بناء عالم جديد بعيد عن المتلازمات الثقافية الأوربية، التي استعمرت العالم بقواها الناعمة والخشنة طويلا.
إلى أثيوبيا: لا تتمثلي بالاستعمار وتمارسي فعل الهيمنة نفسه على حق المصريين في الحياة، لسنا ضد سد لتوليد الكهرباء، ولكننا ضد سد استعماري لأغراض سياسية، يتحكم في حصة المصريين من الماء، ويناصر المحاولات الصهيونية والغربية لحصار مصر، ومنع ظهور نموذج إنساني تحرري جديد، والتأكيد على تراتبات القرن الماضي الاستعمارية.
إلى أثيوبيا لا تكونوا جزء من الاستعمار القديم، وكونوا جزء من التحرر الجديد.
لا تكونوا جزء من "المسألة الأوربية" والمتلازمات الثقافية التي قيدت العالم طويلا.
وكونوا جزء من "ما بعد المسألة الأوربية" لتحرير العالم وفك أسره.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سد أثيوبيا وتنويع محفظة السياسات الخارجية لمصر وفق أمنها الق ...
- مقاربة ما قبل السلام وما دون الحرب: مواجهة الحجز الثاني لسد ...
- زيارة السيسي لإسرائيل: أزمة تيار الاستلاب للصهيونية في مرحلة ...
- 25 يناير العظيمة: أسئلة وإجابات العقد الثاني
- في وداع ترامب: دروس تفجير مستودع الهوية العربي
- انصار ترامب وأعداؤه: تفجر تناقضات المسألة الأوربية
- العلامات الثقافية لمقتحمي الكابيتول: رؤية ما بعد المسألة الأ ...
- انتفاضة أنصار ترامب وعالم ما بعد المسألة الأوربية
- العبور الجديدة بين القرار 142 والمذكرة الرئاسية
- البطل الشعبي مشوها: محمد رمضان وتيار الاستلاب والإمارات
- المواطن الشريف الانتهازي متحدثا عن رئيس العبور الجديدة
- الاستلاب للآخر وتسريبات هيلاري: لا الجمهوريون أصدقاء ولا الد ...
- مصر بين صفقة القرن وخطاب الاستلاب: محددات، ومتغيرات، وبدائل
- خطاب الاستلاب: بين الحرب بالوكالة والهيمنة بالوكالة
- الاستلاب السلطوي: القدس والمنسلخون عنها باسم السلطة
- الاستلاب العلماني: القدس والمنسلخون عنها باسم العقلانية
- الاستلاب الديني: القدس والمنسلخون عنها باسم الدين
- في تفسير الاستلاب للصهيونية: بين الدوافع الدينية والعلمانية ...
- من التطبيع إلى الاستلاب: صفقة القرن والخضوع لرواية الآخر الص ...
- علمانية السودان: استحقاقات ثورية أم ثورية مضادة!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - مصر وأثيوبيا: من يقاوم ومن التابع للاستعمار!