أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - انتفاضة أنصار ترامب وعالم ما بعد المسألة الأوربية














المزيد.....

انتفاضة أنصار ترامب وعالم ما بعد المسألة الأوربية


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 6781 - 2021 / 1 / 7 - 11:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في السنوات الخمسة الأخيرة طورت مفهوما وفق قراءتي للتدافع الحقيقي في المشهد العربي والعالمي، باسم "المسألة الأوربية" ثم "ما بعد المسألة الأوربية".
كانت فكرتي أن التدافع حول مشروع الثورات العربية الجديدة في القرن الحادي والعشرين، ليس تدافعا محليا عربيا فقط بين طموح جماهيري تجاوز نخب اليمين واليسار والمركز العسكري لقلب "دولة ما بعد الاستقلال"، بل تصورت أن حراك الثورات العربية محوره تدافعا عالميا قاسيا، لأنه يقدم "مفصلية ثقافية" كامنة، تتجاوز "المفصلية الثقافية" العالمية السابقة والتي تتمثل في شعارات الحالة الأوربية، والمسارات الجاهزة التي تقدمها للبشرية، وشبكات المصالح والعلاقات والتراتبات المادية والمعرفية والاجتماعية والتاريخية والثقافية، التي تكونت حولها يسارا ويمينا.
وأردت أن أضع مفهوما كليا يختصر "المفصلية الثقافية" السابقة للحالة الأوربية، وما وصلت إليه من تكلس، وآثار هذا التكلس على الوجود البشري كله، سواء في الجانب الرسمي أو الجماهيري، الشعبي أو النخبوي.
وتوصلت إلى مصطلح "المسألة الأوربية" ومتلازماتها، وأقصد بمتلازماتها عقدها النفسية الثقافية ومساراتها التي فرضتها على العالم، كأنظمة معيارية لضبط الحالة البشرية وفقها ودون سواها.
وصار لدي تعريف يتشكل على مهل لذلك المفهوم الوليد "المسألة الأوربية"، وشيئا فشيئا استطعت الوقوف على مكوناته الأساسية والمحددات الحاكمة له، وعندما وصلت إلى تفكيكه لعناصره المؤسسة توصلت إلى نتيجة.
أن هذه العناصر الكامنة ستظهر، وأن التناقضات التي ترتبت على ما أسميته "المسألة الأوربية" ومتلازماتها وصلت لذروتها، وقد تتفجر في أي وقت معلنة عجز "المسألة الأوربية" وآثارها عن الصمود أكثر من ذلك في وجه التطور البشري، وأنها وصلت لحدها الأقصى في الحياة.
ورأيت أن وصول ترامب للسلطة هو حلقة تكاد تكون أخيرة في الكشف عن كوامن "المسألة الأوربية"، في الموجة الحضارية الحالية (الثالثة)، التي بتفكيكها وجدت أن العامل المؤسس فيها هو القبائل الجرمانية البرية المتطرفة التي سكنت شمال أوربا، واجتاحت الموجة الحضارية (الثانية) الرومانية التي تسبقها، قبل أن تؤسس لنا قلب العالم الغربي الحديث ودوله، حيث أنشأت الدول المعروفة باسم: فرنسا، انجلترا، أسباينا، ألمانيا، ثم تمددت إلى العوالم الأخرى في مستعمرات جديدة أبرزها أصبح ما يعرف ب"أمريكا".
وتصورت أن "المسألة الأوربية" ومتلازماتها الثقافية ومحدداتها الكامنة، قد وصلت لمداها الأقصى في التعايش مع أمريكا عبر القيم المتطرفة للجذر "الجرماني البربري" المكون لها، وبات تفجرها مسألة وقت لا أكثر.
خاصة مع صعود ترامب ومحاولته اختبار خطاب الهمينة الامبراطوري بجذوره البرية التي تعود للعنصر الجرماني المتطرف، ومحاولته اختبار ذلك الخطاب في الصدام مع روسيا وكوريا والصين وإيران، ثم توصله إلى أن الحاضنة العربية بوجود الصهيونية هي الموقع المثالي لاختبار خطاب الهيمنة، حيث جرت وقائع صفقة القرن وتمريرها عبر استغلال التناقضات التي فجرتها أصلا "المسألة الأوربية" عربيا، في مرحلة الاستعمال في القرن الماضي وما قبله.
وكانت ذروة التدافع بين "المفصلية الثقافية" العربية الثورية الكامنة وبين "المسألة الأوربية" ومتلازماتها، في عدة محكات أبرزها إعادة إنتاج مشروع ثورات الميادين في مدن أوربا وأمريكا مع الموجة الأولى من الثورات العربية مطلع العقد الثاني من القرن الجديد، وكذلك مع انتفاضة الأمريكان الأفارقة ضد العنصرية الأمريكية العام الماضي.
لذا تشكل ضد ترامب في أمريكا ذاتها تحالف غير معلن مضاد لـ"المسألة الأوربية" ومتلازماتها العنصرية والثقافية والفكرية، يمينها ويسارها كمؤشر لظهور "عالم ما بعد المسألة الأوربية" يصطف إلى جانب "المفصلية الثقافية" العربية الكامنة، التي كانت واضحة وجلية في تخطيها لمتلازمات "المسألة الأوربية" حينما أصرت كتلتها الرئيسية على رفض شعارات اليمين واليسار العربيان، اللذان هما رد فعل لـ"المسألة الأوربية" التاريخية.
ما حدث بالأمس واقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول الأمريكي، كان نتيجة للاستقطاب الذي قاده ترامب والذي فجر تناقضات "المسألة الأوربية" القديمة، فأبرز تعاليها العنصري الذي يختبأ خلف رطانات كثيرة، قد يظن البعض أن المسألة شكلية، وأن شعارات الديمقراطية الليبرالية ستحل الأمر وتتجاوزه سريعا.
لكن الحقيقة التي لا يريد أن يراها الجميع والتي ستحمل لهم المفاجاة يوما، بأن المشكلة تكمن في بنية "المسألة الأوربية" ومتلازماتها الكلية التي انتهت قدرتها وصلاحيتها على احتواء التطور البشري، وأن تجاوز "المسألة الأوربية" إلى عالم ما بعدها أصبح قريبا.
وربما يكون للذات العربية دور كامن باعتبارها تختلف عن المشروع الصيني، لأن المشروع الصيني ما زال يكبل نفسه بالقول بالانتماء لـ"المسألة الأوربية" وثنائياتها المتعارضة بين الليبرالية والماركسية، رغم أن بنيته الاقتصادية لا تنتمي للمفاهيم الماركسية.
خصوصية الذات العربية في "مفصليتها الثقافية" الكامنة، وأن كتلتها الجامعة تتجاوز بوضوح ومباشرة شعارات "المسألة الأوربية" كلية.
وتبقى الكلمة للزمن والتطور البشري ليحدد صلاحية الأشياء والأنماط البشرية الكامنة والسائدة، ومدى قدرتها على الاستمرارية من عدمه، وموعد إزاحة السائد وظهور الكامن.

يتبقى فقط الإشارة إلى أن هناك بحث موسع لي قيد النشر بعنوان:

" ما بعد المسألة الأوربية: كورونا كـ"مفصلية ثقافية" للذات العربية"
Post European Question: Corona as a Cultural Articulation for the Arab subject

وأنني أعمل منذ فترة على تحويل البحث إلى كتاب ودراسة موسعة

وآمل ان تصدر قريبا أيضا.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبور الجديدة بين القرار 142 والمذكرة الرئاسية
- البطل الشعبي مشوها: محمد رمضان وتيار الاستلاب والإمارات
- المواطن الشريف الانتهازي متحدثا عن رئيس العبور الجديدة
- الاستلاب للآخر وتسريبات هيلاري: لا الجمهوريون أصدقاء ولا الد ...
- مصر بين صفقة القرن وخطاب الاستلاب: محددات، ومتغيرات، وبدائل
- خطاب الاستلاب: بين الحرب بالوكالة والهيمنة بالوكالة
- الاستلاب السلطوي: القدس والمنسلخون عنها باسم السلطة
- الاستلاب العلماني: القدس والمنسلخون عنها باسم العقلانية
- الاستلاب الديني: القدس والمنسلخون عنها باسم الدين
- في تفسير الاستلاب للصهيونية: بين الدوافع الدينية والعلمانية ...
- من التطبيع إلى الاستلاب: صفقة القرن والخضوع لرواية الآخر الص ...
- علمانية السودان: استحقاقات ثورية أم ثورية مضادة!
- أماني فؤاد وخطاب الاستلاب: تهافت منطق الجزرة
- ورقة استشرافية: سردية كبرى بديلة لمصر لعبور المأزق الحضاري
- تفكيك الذات العربية: بين السلب الخشن والاستلاب الناعم
- اتفاقية إبراهيم والإمارات: خطاب الاستلاب من النخب إلى الدول
- سبتمبر 2020: استمرار تجاهل الجزار للمذكرة الرئاسية في العبور ...
- خطاب الاستلاب بين يوسف زيدان ومراد وهبة: مقاربة التحديث بين ...
- أزمة القوة الناعمة والخشنة لمصر في لبنان والسودان
- من الأرض مقابل السلام.. إلى السلام مقابل تجميد ضم المزيد أرض ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - انتفاضة أنصار ترامب وعالم ما بعد المسألة الأوربية