الأب الروحي للفيلم التربوي بفاس محمد فرح العوان في ذمة الله

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 6938 - 2021 / 6 / 24 - 17:29
المحور: الصحافة والاعلام
    

بمقر إقامة أسرته بالديار الأمريكية ، أسلم الفنان المسرحي والسينمائي المغربي ورئيس جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح بفاس محمد فرح العوان الروح إلى باريها الأسبوع الماضي بعد وعكة صحية لم ينفع معها علاج .
الراحل يعد الأب الروحي للسينما التربوية ،ومؤسس الملتقى الإقليمي للفيلم التربوي بفاس بداية الألفية 2001 بالتحديد من قبل جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح بفاس التي ظل رئيسها حتى وفاته . هذا الملتقى عرف تطورا سريعا منذ دورته الأولى ، إذ ، بعد الدورة الثانية ،تبنته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس بولمان حيث تدرج الملتقى من الإطار الإقليمي إلى الإطار الجهوي فالمستوى الوطني، ثم الدولي . كما حقق هذا المهرجان عدة أهداف تربوية ، ونسج علاقات متعددة بين الحقل التربوي والوسط الفني ، كما نجح في خلق جو تنشيطي داخل المؤسسات التعليمية بواسطة الأندية السينمائية . ولا زالت أكاديمية فاس مكناس ساهرة على دعم الصورة كرديف للعمل التربوي ،وتحقيق المزيد من الاشعاع في مجال التربية والتكوين من خلال فهم وتملك تقنية الصورة وإبعادها الجمالية والإبداعية . وكذلك في إنتاج المعرفة ودعم الوعي التربوي وتنمية وسائل أدائه. ملتقى إقليمي للفيلم تحول بعد دورات إلى مهرجان وطني فيما بعد ، وتبنته وزارة التربية الوطنية في إطار التشبيك الموضوعاتي وتسهر على تنظيمه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس– مكناس. والذي بلغ محطته 19 .

الفنان محمد فرح العوان له حضور قوي كذلك في المجال المسرحي حيث شارك في كتابة وإخراج عدد من الأعمال المسرحية والسينمائية، من بينها مسرحية "زوج كباش ونعجة" و"الساعات" والرشوة نشوة" التي حققت نجاحا كبيرا و"زنقة جحا"، وغيرها من الأعمال المسرحية التي كان لها حضورا عربيا كذلك.
تأسست فرقة فضاء الإبداع للسينما والمسرح بفاس سنة 2000 برغبة من مجموعة من الفنانين ورجال التربية ، وقد سطرت الجمعية جملة أهداف على رأسها العمل على إشراك عنصر التربية في مجالات الفنون وخصوصا المسرح والسينما ، ولأجل ذلك ، ومنذ تأسيسها ،عملت الفرقة جاهدة على الاشتغال بتطوير الثقافة الشعبية وتخصيب أفكارها ، من هنا كان لابد من الاحتكاك بالرواد ، هكذا اشتغلت الفرقة مع الأستاذ أحمد الطيب العلج وهو رقم أساسي في معادلة المسرح المغربي وشاركت الى جانبه في إعداد مسرحيات مختلفة حظيت باهتمام كبير من قبل المتتبعين والمهتمين بأب الفنون. وحفل روبيرتوار الفرقة في مجال المسرح بأعمال مسرحية نذكر منها :

2001 مسرحية زنقة جحا 2002 مسرحية "عويشة" 2004 مسرحية "الرشوة نشوة " 2005 مسرحية" ملك الذهب" أنجزت بمساهمة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب 2006 مسرحية" لالا منانة" 2007 مسرحية " زوج أكباش ونعجة" 2009 مسرحية "حراز رابحة" مسرحية " باب الحكاية " مسرحية " الساعات " وجميع هذه الاعمال حظيت بدعم وزارة الثقافة ، وتم عرضها على شاشة القناة الثانية. كما للراحل حضور عربي ودولي في مجال الشاشة الكبير الصغيرة

على أن الهدف من وراء ذلك، هو تطوير المجال السمعي البصري ودمجه في المجال التربوي . يقول الراحل محمد فرح العوان نائب رئيس المهرجان الوطني للفيلم التربوي في دورة سابقة : "تراهن الجمعية كشريك رئيسي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان على أن تصبح الشاشة الفضية رديفة للسبورة في إنتاج المعرفة، ودعم الوعي التربوي، وتنمية وسائل أدائه"، مؤكدا أن المهرجان حقق عدة أهداف تربوية، وخلق جوا تنشيطيا داخل المؤسسات التعليمية.

لكن ذلك، لا يمنع الساهرين على الفيلم التربوي اليوم ، من الطموح الأكيد لتحقيق مزيد من الأهداف التربوية الأخرى، في أفق لعب الصورة دورها الكامل في التربية". وفي سياق ذي صلة ، عملت الجمعية منذ تأسيسها على تنظيم عدة دورات تكوينية في مجال المحافظة على البيئة وخصوصا الماء الصالح للشرب ، ونظمت ورشا وطنيا خاصا بالشباب من أجل تكوينهم ميدانيا في مجال المحافظة على البيئة وخصوصا النقط السوداء. هذا الى جانب توقيع شراكات مع المؤسسات المهتمة بمجال التربية والبييئة والسمعي البصري ، لخلق جائزة وطنية لأحسن إنجاز لفيلم بيئي .
ولأن الاشتغال على موضوع الحكاية ليس بالأمر الهين ، نظرا لما تحتويه الحكاية من حمولة معرفية وثقافية ، وموروث ثقافي شفاهي يستمد قوته من توارت الأجيال، فإنه ومن خلال الاشتغال مع مجموعة من الشباب المتحمس للغاية استطاع فرح العوان أن يخرج مسرحية" باب الحكاية " إلى الوجود ، وقد استغرق أكثر من ثمانية أشهر في إعداد هذه المسرحية التي وضع لها التصور السينوغرافي الشاب الموهوب ياسين رزق الذي اشتغل على اللونين الأسود و الأبيض وعلى شخوص غير واضحة تمثل الحكاية مع حضور ألوان الطبيعة. تشخيص محمد فراح العوان هشام الوردي هشام الغفولي أمين حمزة ياسين رزق الطاقم التقني الموسيقى : الفنان حسن الجازولي الملابس : الأستاذة فاطمة ديوري الأقنعة : الأستاذة أمينة إحسان السينوغرافيا : ياسين رزق المحافظة العامة : إكرام فراح التسيير الإداري : الأستاذ بناني زبير الإشراف التقني : حسن مصلح.
مسرحية باب الحكاية تستحضر حسب مؤلفها حكايات متنوعة تروم مساءلة الطفولة وحفز ميولها والدفع بها في تجاه التماهي وجدانيا مع تيمات تخص فضاءات حيوية ذات ارتباط مباشر بالمحيط ، كالبيئة وكيفية المحافظة عليها ، وذلك من خلال إنجاز حكايات تربوية هادفة، تتوخى إعادة الاعتبار للحكاية كموروث ثقافي شفهي من جهة كما ، تساعد على حفز باب الإبتكار والإبداع وتخصيبها لدى الطفولة بوجه عام.
لقد شكل الراحل محطة ملهمة في تاريخ الصورة في علاقتها بالفعل التربوي، الذي شكل بدوره انشغالا ملفتا في انشغالاته باعتباره أستاذا، كما انتقل هذا العشق إلى أفراد أسرته لا سيما ابنته إكرام التي ذهبت لدراسة السينما في الولايات المتحدة الأمريكية، ونالت أعلى الشهادات الموضوعاتية في مجال تخصصها ، ما مكنها من خلق هامش رحب للسينما وتأسيس حياة مستقرة مفعمة بالإبداع وعشق الصورة في مجالات ارتياداتها الصعبة والملهمة . رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وتعازينا الصادقة لأسرته الصغيرة والكبيرة

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل