أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - القرآن والعلم والإبداع وسؤال التنمية - للدكتور عبد السلام عشير-















المزيد.....

القرآن والعلم والإبداع وسؤال التنمية - للدكتور عبد السلام عشير-


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 22:40
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر مؤخرا الطبعة الأولى من كتاب " القرآن والعلم والإبداع وسؤال التنمية " للدكتور عبد السلام عشير. الإصدار الذي جاء في 223 صفحة من القطع المتوسط طبعة 2020 يعتبر الرابع في ريبيرطوار الدكتور عشير. وذلك بعد 1- عندما نتواصل نغير مقاربة معرفية لآليات التواصل والحجاج 2- الكفايات التواصلية اللغة وتقنيات التعبير والتواصل -3- تطور التفكير اللغوي من النحو إلى اللسانيات إلى التواصل - 4- القرآن والعلم والإبداع - واستقبالا - السياق والقصد في القرآن الكريم.

على ظهر الغلاف نقرأ " تتوخى هذه الدراسة الوقوف على البراديكمات التي أدت إلى تطور العلوم وصولا إلى فيزياء الكم التي حاولت تفسير كثير من ظواهر الكون التي قدم القرآن في شأنها حقائق إلهية جازمة.تحليل الاستعدادات التي خلق الله بها الإنسان ليبدع ويبتكر وينشئ حضارات ترتقي بالإنسان وتسعى إلى تكريمه وتتخلص هذه الاستعدادات في اللغة والرياضات والمنطق والخيال والإدراك والتأويل والفرضيات والتي أطلقتنا عليها الآليات التي تتفاعل بشكل دينامي في الأبداع والابتكار والتجديد. وضع سياسات تعليمية تهدف إلى مساهمة بلادنا الفاعلة في تطوير المعرفة في عالم سيعرف في المستقبل تغييرات هائلة بفعل ما ستتيحه ثورة المعرفة والذكاء الصناعي من ابتكارات وإبداعات ستغير كل شيء في حياتنا الفردية والجماعية. الربط بين العلم والثقافة والاخلاق والاخلاص في العمل وبين الديموقراطية والحكامة والمحاسبة من أجل تحقيق تنمية مستدامة."
ويحتوي الكتاب على مقدمة وثلاثة أقسام. في القسم الأول يتناول المؤلف المبادئ والاستراتيجيات التي تؤطر الإبداع – قضايا تتعلق بتطور العلم الفرق بين التفكير الإبداعي والتفكير العادي – متى يتحول العلم والتقنية إلى أيديولوجيا ؟ تطور العلم وتغير البراديغم ودور المنظومات الاعتقادية والقيمية في تطور العلم أو جموده- الإبداع العلمي بين الذاتية والموضوعية- نسبية المعرفة العلمية- السؤال بداية العلم – نظرية الكوانتم – العلم وغيوب عالم المادة- الكم وعالم الذرة- كل شيء يبدأ من الذرة – القوى الأربع التي تجمد المادة وتحرك الكون ..القسم الثاني الآليات المولدة للإبداع –الرياضيات – الخيال -الفرضية اللغة التأويل الثقافة القسم الثالث : سؤال التنمية –إشكالية التنمية –مفهوم الإصلاح والحداثة والتنمية- لا تنمية بدون أبداع. قوة المعرفة والذكاء الاصطناعي – دور الجامعة في الإبداع والتنمية – الهدف من التفكير العلمي – دور التربية في اتخاذ القرار الناجح ودور الاستراتيجية في الفعل والقرار البشري..
وكخلاصة عامة، يروم هذا البحث الأكاديمي دعوة الدول العربية جميعها إلى إدماج آليات الإبداع في سياساتها التعليمية، والعمل على تشجيع البحث العلمي، والإنفاق برفع ميزانيته، وإطلاق جوائز مغرية للإبداع والابتكار وذلك بخلق مسابقات بين المؤسسات والجامعات، ودعوة الإعلام إلى القيام بأدواره في صناعة رأي عام يتجاوب مع المبدعين، في المجالات المختلفة وليس الإقتصار على نوعية خاصة من المبدعين. كما يرمي هذا المنجز العلمي إلى إستحضار هذه الآليات في المقررات الدراسية والسياسات التعليمية في العالم العربي الذي يقل فيه الإبداع وذلك لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل . خاصة إذا انطلقنا من أن الأزمات التي ستكون شرارة حروب وهيمنة في المستقبل بين الدول سيكون سلاحها الأول هو البحث العلمي والإبداع والابتكار. وليس امتلاك الثروات الطبيعية وحدها .

وللتغلب على ما يواجهه الإنسان من صعوبات ومخاطر منذ أن درج على وجه الأرض يصارع من أجل توفير الطعام والدفاع عن النفس، يتطرق المؤلف في مقدمة الكتاب كيف كان يستخدم قدراته الجسمية والعقلية، المتمثلة في ابتكار أدوات بسيطة، من قبيل ابتكار أدوات الصيد، واكتشاف النار، وفي كل مواجهة أو أزمة كان يبتكر ويكتشف أدوات غير مسبوقة، مستعينا بطاقاته العقلية التي مكنته من ابتداع طرق جديدة وابتكار أدوات متطورة واكتشاف قانون ظاهرة طبيعية أو اجتماعية أو لغوية، إلى أن وصل بمنهجية التفكير النقدي والعلمي إلى ما وصل إليه الآن، من مقاربات ونظريات وأدوات تشمل مختلف مناحي الحياة. ويوضح الكاتب كيف كان التفكير في إبداعات الإنسان وابتكاراته يصدر عن مجموعة من المبادئ والأفكار والتوجهات، لاكتشاف مبادئ جديدة تتوافق مع ما تثيره الإشكالات والأسئلة الكبرى حول الله والكون والإنسان اعتمادا على براديكم معين يحكم نظرته، وهو ما عبر عنه (كون) بأدوات ذهنية تقبع خلف الأدوات التجريبية وغير التجريبية، ومن طبيعة هذا البراديكم أنه لاشعوري، ولكنه يغذي الفكر الشعوري ويراقبه، وكل تغيير فيه ينعكس على مجموع عوالم الفرد، إن تطور الإنسان في نظرته إلى الحقيقة العلمية، انطلقت من أن المعرفة العلمية تعود بدرجة كبيرة إلى المنهج الاستقرائي، أي الاستقصاء العلمي، وقد كان هذا المنهج إلى وقت قريب يعتبر القوة المحركة أما اليوم فقط أصبحت المعرفة العلمية تكمن في التصور أو الخيال أو الفرض، لما سيحدث لاحقا وتثبت صحته، أي أن الأسبقية أصبحت تعطى للنظرية على الملاحظة والتجربة. ومعلوم أن المبدع في التفكير العلمي مملوكا لجهتين، جهة المجتمع الذي يحكم غرفتي عقله، وجهة معتقداته وأفكاره، التي ليست أشياء فقط ولكنها كبيانات، لها حياتها وقوتها، ومن أجل ضمان إنسانية الإبداعات العلمية والتكنولوجية يتحتم على الإنسان في تطوره عدم خضوعه للإيديولوجيا وإيلائه الأهمية للنظرية العلمية كنموذج شريطة تقوية حقل التواصل بين فضاءات العلم والابستمولجية والفلسفة والأخلاق حتى ينفتح العلم والنظريات العلمية. على ما هو إنساني.
ويبرز أن الإبداع يتخذ مجموعة من الآليات لتحقيق الإبداع في المجالات العلمية وغير العلمية، في مقدمة هذه الآليات نجد اللغة، التي تسكننا ونسكنها، فهي علاقة كل العلاقات كما يقول (هيدجر)، كل شيء يوجد داخل اللغة فهي جزء داخل الكل هي وحدها قادرة على مساعدة المبدعين على الإبداع والابتكار، هي ضرورية لتطور المعرفة العلمية، وغير العلمية، فحين نستعملها فإننا نقوم بنشاط إبداعي بامتياز، فهي الآلية الأساسية في توليد الأفكار، لا تشتغل وحدها بل تتفاعل مع آليات أخرى كآلية الاستدلال الرياضي وآلية التفكير النقدي وآلية التأويل وآلية التفكير الجانبي والاستراتيجي وآلية الخيال وآلية الحفز الثقافي وآلية الفرض وآلية الفكرة العارضة متى ما كان الإبداع العلمي وغير العلمي هدفا ومراما، كل هذه الآليات تشتغل بصفة تفاعلية بل قد تتفاعل مع آليات سيكولوجية، ومبادئ مؤطرة.
وركز في نهاية كتابه على مهارات التربية على الإبداع في مناهجنا التعليمية من أجل تطوير المعرفة العلمية والعملية الإبداعية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، لأن الإبداع في العلوم والتكنولوجيا في نظر ال الدكتور عشير هو قبل كل شيء عملية تعليمية تربوية موجهة، لا يمكن نقلها أو شراؤها لأن الأصل في التربية هو إعداد الإنسان للحياة لا إعداده لكي يتكيف معها فقط، وإنما إعداده إعدادا يمكنه من إحداث التغيير دوما، بما يضمن مصالح الفرد والجماعة، ذلك أن كل مرحلة تحمل معها قيما خاصة، وتحديات وإشكالات لابد لمواجهتها من إعداد جيل يعيش هذه القضايا، على أساس أن يكونوا فاعلين فيها لا مستهلكين. إن مهام التربية على الإبداع تكمن في التدريب على مهارات التفكير والاستدلال التي ينبغي أن تشمل كل فروع المعرفة ولا تنحصر فقط في الرياضيات، وذلك بتنشيط الخيال وجعله الهدف الأساسي من التربية على الإبداع، ذلك أن فالخيال والإبداع مترادفان. يهدفان إلى مرمى واحد.
ويخلص الدكتور عشير بهذا الإعداد تستطيع الدول العربية أن تكون جيلا قادرا على الإبداع في كل شيء، وقادرا على قيادة النموذج التنموي المرتقب إذ لا مراء أن أنماط العيش اليوم أكثر من أي وقت مضى تتطلب من الأفراد والجماعات والمجتمعات مزيدا من الأشكال الإبداعية في مختلف الميادين وخاصة في ميدان الإبداعات العلمية والإبتكارات التكنولوجية حتى نستطيع مسايرة التغيرات المتسارعة في العالم والتي كلما ابتعدنا عن مسايرتها تقهقرنا إلى الوراء. "



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلال طويل مشوار فني مديد وسفر عشق من المسرح إلى السينما
- الشعر الأمازيغي بالأطلس المتوسط - خصوصيات جمالية – لمؤلفه ال ...
- الإعلامي المغربي عبد الكريم الأمراني يتعافى ويتجاوز مرحلة ال ...
- الرقمنة في خدمة تدريس وتعليم اللغة الفرنسية بالأسلاك التعليم ...
- فيلم - هاشتاج- إنتاج مغربي مصري مشترك
- ثنائية المرأة والوطن في شعر عبد العزيز فتحاوي
- شرب بول البقر وروثه من الوصفات اليومية للهنود لمحاربة كورونا ...
- الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس تنظم منتد ...
- جواء دخول مدرسي وجامعي اختفت فيه بهجة الدخول كعيد سنوي، وبرز ...
- محمد بوهلال يصدر رواية -في الضفة الأخرى- ويعمق سؤال - المثقف ...
- الإعلام الرسمي وهيئة التدريس الحاجة إلى الدعم النفسي أولا
- نجوم الفن السابع وتعاطي الكوكايين .. الإدمان أم براعة التشخي ...
- الصورة .. والمعنى
- للسينما.. موعد إذاعي لا يمكن إغفاله
- الكاميرا الخفية التواطؤ المخزي
- الكاميرا الخفية : النشأة والمفهوم الجزء الأول
- الفنانة التشكيلية العصامية نجاة الكحص : ألواني.. لغتي البليغ ...
- فيروس كورونا يمهد الطريق للظهور على الشاشة أمام لي يسوى ولما ...
- كورونا : سؤال الأهلية بين الشيخ و الطبيب
- الوات ساب WHATSSAP زمن الكورونا هذا التقاسم المجنون !!


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - القرآن والعلم والإبداع وسؤال التنمية - للدكتور عبد السلام عشير-