أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عزيز باكوش - الوات ساب WHATSSAP زمن الكورونا هذا التقاسم المجنون !!















المزيد.....

الوات ساب WHATSSAP زمن الكورونا هذا التقاسم المجنون !!


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 16:41
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الوات ساب WHATSSAP زمن الكورونا هذا التقاسم المجنون !!
يقول الروائي والمترجم المغربي محمد الشركي في أحدث تدوينة له بصفحته الرسمية على الفايسبوك" ما يحزننا في الظرفية الوبائية التراجيدية الحالية ،" جائحة كورونا" أن كواسر النت ، ينتهزون ويقتنصون المشاهد المؤلمة ، ليغرقوا منصات التواصل بفيديوهات ترويعية ظاهرها المنافق التنبيه ، وباطنها هاجس السعي الوقح إلى الرفع من أعداد متابعيهم . ويضيف صاحب رواية العشاء السفلي الصادرة سنة 1987 ، من المعروف في البراري الوحشية ، أنه حيثما انتشرت رائحة الموت تتجمع الطيور القمّامة التي تغتذي على ما تتركه الضواري . مهما كانت الأضرار والمخاطر الجانبية التي تخلفها انتهازياتهم التي تركب على كل الطوارئ بذهنية افتراسية تظل وستظل ، بعد انحسار الوباء أشد فتكا من أوبئة الأرض مجتمعة"
من شبه المؤكد أن عملية التقاسم عبر تطبيق الوات ساب ،أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي وظيفة حيوية لا غنى عنها لسائر البشر في مختلف مناطق العالم راهنا ومستقبلا ، سواء تعلق الأمر بتدبير شؤون العمل الإداري وتصريف العلاقات المهنية أو تنشيط إدارة الأعمال ،حيث ملايين من الأنشطة التجارية والخدماتية عبر العالم تنجز عبر هذا التطبيق الكوكبي المذهل .
ولم تتوقف فاعلية هذا التطبيق نجاعته الفائقة التأثير داخل الوسط الأسري والعائلي فحسب ، بل تجاوزته لتجعل منه داخل القطاع التربوي والخدماتي الفاعل الأول دون منازع ، حيث أضحى الوسيلة الأولى للتواصل بين الإدارة وكافة أطر وموظفي قطاع التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي .
الأمر لا يقف عند هذا الحد ، بل أن هامش الحرية الكبير المجاني غير القابل للمساومة جعل من التفاعل مع إكراهات الحياة وتدبير المعيش اليومي للأفراد ومعالجة مشاكل وقضايا الجماعات ،أمر واتسابي بامتياز .حيث توطد هذا المارد الرقمي ، وبسط نفوذه ضمن القنوات التفاعلية النشيطة والحيوية ، فرادى أو جماعات على مدار الساعة بل على مدار اللحظة ، هذه حقيقة لا تقبل الشك .
لكن ، هل هذا يعني أن الوات ساب منذور للتقاسم فقد دونما رادع أو وازع ؟ فكيف السبيل إلى ميثاق أخلاقي ينظم هذا الفعل التواصلي النبيل الذي فرضته التحولات المسرعة لعالم اليوم ؟هل نتقاسم كل شيء، وأي شيء ،متى شئنا وفي أي وقت ؟ وماهي الإضافة النوعية التي يمكن أن يحدثها هذا الطوفان من الفيديوهات وهذه السيول الأوديوية "الرسائل الصوتية " وما مضاعفاتها سلبيا أو إيجابيا على الذات والمجتمع وعلى الحياة برمتها
لابد إذن من خط ناظم لهذه الوظيفة التواصلية الرائعة . ولعل أخطر المنزلقات التي يطرحها هذا التقاسم الشرس للمعلومات هو السخاء المريح، في الترويج لها على نطاق واسع من دون التحقق من مصادرها، وفيما إذا كانت صادرة عن جهة موثوقة ، أو مجرد تدوينة لأحدهم في لحظة انشراح أو انكسار ، أو خروج عن الطبيعة ، من هنا تنهض الحاجة جديا ، للتأكد من صحة المعلومة المراد تقاسمها ومدى دقتها ومجاراتها للواقع ، حتى يتسنى توظيفها على نحو مفيد في الحياة ، ما يساعد على تعزيز الترسانة المعرفية والعلمية والمهنية لتحقيق النجاح المنشود.
الحقيقة ، ما نشاهده اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي لا يعكس هذا التصور الناضج للدوري الوظيفي الناضج لهذا التطبيق مطلقا ، إنها أكبر عملية تكديس معلوماتي على الإطلاق ، إيقاع سريع للترويج العاجل والمستعجل للمعلومة بكل أشكالها ، لا سيما البئيسة والفضائحية والتافهة والسافلة والمغرضة والمقيتة ، يجعل من التقاسم فوضى عارمة ، بركان يقذف سحبا ودخانا على مدار الوقت ، ووثيرة الاحتراق والقذف تسير بإيقاع مدهش ومريب ، ما يرفع منسوب النشاط إلى مستوى القلق .ويرفع ساعات الحذف والتحديث والتنظيف والكنس إلى زمن مفروض وضاغط .
وإذا كان من أدبيات شروط المعلومات المراد تقاسمها حتى تكون موثوقة وقابلة للاستخدامِ كمصادر صحيحة ودقيقة، أن تكون صادرة من جهة راسخة وعالمة في مجال اللغة أو الطب أو هيئات اقتصادية ، هياكل قانونية ، محامون، قضاة ، أطباء باحثون جامعيون ناطقون رسميون ، فإن الترويج لها اليوم لا ضفاف له ولا حدود ، فلكل من هب دب نحو التقاسم مهرولا .
وهي مصادر موثوقة وضامنة لها من الوسائل، والطرق، والأدوات التي يتم من خلالها الحصول على المعلومات سواءً بطريقة مكتوبة، أو مرئية، أو مسموعة. ولكن ليس بالضرورة أن تكون كل المعلومات الواردة في هذه المواقع صحيحة، إلا إذا كانت مواقع مُتخصصة. وبالعودة إلى الإيقاع المهول والوثيرة المجنونة للتقاسم الذي لا يحترم هذه القاعدة ، والذي يتجسد في عدد من المجموعات التواصلية ، حيث تجد لدى المبتدئين كل شيء قابل للتقاسم ، ما تطفح به الشرائح المحدودة الاستيعاب ،وتصبح الهواتف مشلولة وعاجزة عن التخزين. وفي حاجة ماسة للتنظيف على رأس كل ساعة بسبب التدفق الهائل للمعلومات السمع بصرية ، والأنكى عدم المهارة في التحديث وإعادة الوضع إلى سابق عهده .
وإذا سلمنا باعتبار المعلومة سواء كانت - نصا - وثيقة أوخبرا - إحدى أهم مكونات المعرفة عند الإنسان، ليس لكونها تساعده على التمييز بين الغث والسمين الخطأ والصواب، فحسب ، بل لكونها تعزز معارفه وتقويها في مجال معرفي تخصصي معين.
فإن الأمر هنا يتعلق بمجموعة من المعلومات المفاهيم التي يتم استيقاؤها من مصادر محددة ، وقد يكون الإنسان في حاجة ماسة لاستخدامها أوتوظيفها في العديد من المجالات سواء ما تعلق بالجانب الخاص في حياته مثل الدراسة الكتابة أو الإبداع بصفة عامة أو العمل الإداري والمهني.
ومن شبه المؤكد أن التفاعل الموضوعي مع هذه الحزمة من الأسئلة من شأنه أن يعبد الطريق نحو ميثاق أخلاقي لأفضل توظيف لهذا التطبيق الكوكبي الرائع .وعلى الرغم من كون تجويد توظيف هذه الخاصية رهين بمستوى وعي المستعملين، وإدراكهم لخطورة ما ينشرون، ومسؤوليتهم المباشرة عن جودة أو رداءة الاستعمال تقول الدكتورة فتيحة عبد الله . فيما تعتبر الأديبة فاطمة الزهراء العلوي اللباقة والمسؤولية عنصران أساسيان في كل تدوينة لتجنب الانتقادات العقيمة والتشنجات المملة."
هل من فيلتراج دقيق وتصفية دؤوبة لإزالة الشوائب وجعل لمنتوج لائقا رائقا مؤدبا ويفي بالغرض ؟كيف نجعل من هذه الوظيفة الحيوية عملا تواصليا هادفا لبناء الإنسان وتنمية الذوق والجمال والارتقاء به وعيا وممارسة ؟ما العمل وكيف السبيل لتفادي هذا الدفق المدهش بوفرة وغزارة من المعلومات؟ وكيف نجعل حدا لهذا الإسهال اللئيم الجميل النبيل السافل المقتحم ؟الهاتك للحرمات ؟ وكيف نرسم لتقاسم المعلومة صورة وصوتا ، شكلا رادعا وإطارا وازعا ينهل من القيم والأخلاق النبيلة يفيد الحياة والناس ؟



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديرية صفرو : إصدار العدد الخامس من مجلة أگاي التربوية والشر ...
- ما درجة نجاعة التقنيات الذكية والتيكنولوجيا المتطورة في تقدي ...
- وسائل التواصل الاجتماعي.. المدرسة .. وكورونا
- الحماية القانونية للمعطيات الشخصية بالمغرب دراسة – مقارنة
- دليل حول كيفية تأثير المعلومة الكاذبة والمزيفة عبر الأنترنت ...
- ممتهنات روتين البيت على اليوتيوب اللواتي يرفضن الكشف عن زغبة ...
- من يلجم الرداءة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي ، دون من ...
- التلفزيون المغربي يجني ثمار خيبته على مواقع التواصل الاجتماع ...
- إدارة النزاعات المسلحة غير الدولية لما بعد الحرب الباردة بين ...
- الكذابات والكذابون على منصة اليوتوب أو الكذب المرضي
- فعاليات الورشة التكوينية التي تنظمها الاكاديمية الجهوية للتر ...
- أرباح اليوتوبورز بالملايين بين الحقيقة والخيال بين الإشهار ا ...
- في اليوم الدراسي الجهوي حول التربية الدامجة (9 دجنبر 2019) ب ...
- قناة اليوتوب الأولى لترويج الدجل والخرافة والعرب في القمة إن ...
- حوار مع عبد الحفيظ العيساوي أستاذ بالمعهد الدولي - أبرا وينف ...
- تتويج فيلم “أمنية” لمخرجه عبد الصمد التركاوي، عن مجموعة مدار ...
- المخرجة المغربية الشابة عتيقة العاقل من التمثيل إلى الإخراج ...
- أية وصفة للصداقة على مواقع التواصل الاجتماعي ؟
- كتاب - التسامح بين الأديان من منظور الدبلوماسية الروحية - أو ...
- التغيرات السريعة والمذهلة في المجال التكنولوجي وتأثيرها على ...


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عزيز باكوش - الوات ساب WHATSSAP زمن الكورونا هذا التقاسم المجنون !!