أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - رواية النّهر لن يفصلني عنك لرمضان الرّواشدة














المزيد.....

رواية النّهر لن يفصلني عنك لرمضان الرّواشدة


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6937 - 2021 / 6 / 23 - 19:47
المحور: الادب والفن
    


نزهة أبو غوش-
الرّواية وأدب المناجاة
أدب المناجاة، هو أقرب ما يكون إِلى الممارسة الشّعريّة.
في روايته " النّهر لن يفصلني عنك" يناجي الكاتب الأردنيّ، الرّواشدة ، ويتجاذب أطراف الحديث مع العديد من الأطراف. يخاطب في مناجاته ربّه، ثمّ يناجي ويخاطب ذاته، أو النّاس عامّة، وأحيانا الانسان، وخطاب المتصوّفين.
يكون الرّاوي أحيانا متسائلا ، وغاضبا أخرى، وشاكيا ومتردّدا، لائما مقرّعا؛ وخائفا. " ارحل عنّي أيّها المغتصب ذاكرتي، ارحلوا عنّي جميعا علّني أعرف صحبي وأحبّتي، وتعود بي الذّاكرة إِلى آلاف السّنين الموءودة، إِلى أيّام قفا نبك..." ص
كلّ هذه المناجاة والخطابات، يصبّها الكاتب في قالب لغويّ متعدّد، و في أساليب فنيّة مختلفة:
نجد أنّه استخدم في لغته أسلوب الهذيان ، الّذي يصل بنا إِلى أبعد حدود. يبتدئ بأسلوب الحلم والخيال حتّى يصل إِلى الهذيان. ص86
أمّا الأسلوب الآخر فهو أُسلوب مخاطبة الصّوفيين بلغة الدّعاء، والابتهال.
" الهي ثوب جسمي دنّسته
ذنوب أبدا إِثمها عظيم
الهي، جد بعفوك" ص 80.
فإِني على الأبواب منكسر ذليل"
يناجي الرّاوي سامعيه أيضا من على المسرح، يخاطبهم، ويناجيهم.
"الجيش على مشارف أور سالم. الحارث في مقدّمة الجيوش. صمت رهيب ومهيب. ينظر اليهم فيرى شعاع النّصر في العيون، فيطمئن قلبه. "ص 59

وأنا أسير نحوك أو سالم، وأترك خلفي الماء والحجر، آه لحظة التفتّ اليك، هل لاحظت كيف شعّ من عينيك نور وأنت تدمعين؟ لا تخافي يا حبيبتي، فها هم رجالنا على ظهور خيلهم" ص 54.
عمد الكاتب رمضان إِلى أُسلوب الرّمزيّة في التّعبير عن مشاعر شخصيّاته، مستخدما الشّخصيّات التّاريخيّة أو الدّينية، متجاوزا حدود الزّمان والمكان. فشخصيّة الحارث، الملك الأردني القديم، فهو الملك البطل المقدام؛ يرمز إِلى القوّة والشّهامة، كذلك استخدم شخصيّة يوسف الصّديق، رمزا لوقوع الظّلم على الشّخصيّة الرّوائيّة؛ مقتبسا بعض الأبيات الشّعريّة لمحمود درويش.
" أنا يوسف يا أبي
أخوتي لا يريدونني بينهم
وهم طردوني من الحقل
وهم سمّموا عنبي
فماذا صنعت
وهم أوقعوني في الجبّ" 79.ص

استخدم الكاتب لغة الحبّ الرومانسي الجميل معبّرا عن مشاعر شخصيّاته: فهناك مشاعر الأمومة والحنان والدّفء، يتمثّل هنا بحبّ الأرض والوطن والحنين إِلى القدس، الّتي تسكن خلف النّهر. فالمرأة والحبيبة في مناجاته، هي رمز للوطن.
" إِنّه الحبّ، إِنّه المحبّة. إِنّه القدر الّذي جبلنا عليه. كيف بي أن أكون شرقيّا وقلبي معلّق بهواء أور سالم؟ ما فائدة الأثواب المزركشة دون نساء؟ وما فائدة الانسان دون ذاكرة ونبوءة ومكان وتراب وتراث؟" ص27
نلحظ بأنّ هناك بعض التّكرار في الخطاب عند الكاتب رمضان، حيث أنّ تلك التّكرارات ، هي من سمات أدب المناجاة وجوهرها؛ فهي ليست من أجل الزّركشة والزّينة البلاغيّة؛ بل هي تجسيد لحالة انفعاليّة خاصّة في نفس الرّاوي، يعبّر عنها ويكرّرها لما تؤول إِليه نفسه من ألم، أو غضب، أو حبّ، أو حنين إِلى الأرض المقدّسة، مدينة القدس الحبيبة.
نجد بأنّ لغة الرّاوي، تحمل الكثير من الصّراعات على الحياة بصورة عامّة، وعلى الأرض والبقاء، والاستمتاع بالزّمان والمكان حيثما نكون؛ ففي حالات صراعاته، نلحظ بأنّه يخاطب ذاته، أو غيرها بشكل غير متسلسل، أو غير منطقيّ، ليؤكّد حالة لهذيان؛ وأحيانا نجده يلاحق العبارات تلاحقا خاطفا، أو مشوّشا؛ كي يعطي سمة أخرى من سمات أدب المناجاة.
استطاع الكاتب المبدع، رمضان الرّواشدة، بخطاباته المتعدّدة، وأسلوب مناجاته؛ أن يوصل للقارئ مدى حبّه وعشقه للقدس، الّتي مهما حدث بها من أهوال رآها بأمّ عينيه في طرفيّ المدينة؛ لم ولن تفصله عنها أبدا .
إِنّ النّهر الجاري ما بين المملكة الأردنيّة وفلسطين، أبدا لن يفصل ما بين الشّعب الواحد، الّذي ينبض بقلب واحد، ويتنفّس بروح واحدة.



#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -قبل أن يأتي الغرباء-والبحر المفقود
- قصّة اليافعين زغرودة ودماء لجميل السلحوت
- القبّعات الملوّنة والحالة النّفسيّة في القصّة
- السّنجابة والعقاب
- الخلطة السّحريّة لمرض الكورونا
- الكورونا الخرافة-قصة قصيرة
- هارب من الكورونا
- مسرحية-محاكمة السيدة كورونا
- خلاف غير نمطي-قصة قصيرة
- نهاية غير متوقّعة-قصة قصيرة
- نورس يبحث عن الأحباب-قصة قصيرة
- كنان يتعرف على مدينته والشخصيات المتشابكة
- على ضفاف الأيام وعاطفة الحب
- رواية الخاصرة الرخوة لجميل السلحوت
- قصة-الأرجوحة-والارتباط بالأرض
- تحليل كتاب -من بين الصخور-
- رواية الحائط وتحقيق الذات
- خلق الشّخصيّات الإيجابيّة في رواية -ليت-
- الصراع في رواية شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب وعاطفة التّحدّي


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - رواية النّهر لن يفصلني عنك لرمضان الرّواشدة